العثور على حجر حدودية تعود الى 1700 عام في قرة كفر نفاخ في الجولان المحتل .
عشتار نيوز للإعلام / الاثار في الجولان / القرى السورية المدمرة
قال د. كميل ساري مدير منطقة الشمال في سلطة الآثار الإسرائيلية انه ” خلال الحفريات الأثرية التي أجرتها سلطة الآثار في كفر نفاخ في هضبة الجولان خلال الشهر الأخير، اكتشف الباحثون أن إسم الموقع “كفر نفاخ” يعود إستعماله لأول مرة الى قبل 1700 عام.
خلال الحفريات الجارية بإدارة الباحثتان دينا أفشلوم غورني ويردنا ألكسندر من قبل سلطة الآثار، والتي شارك فيها أيضا شبيبة من الكلية التحضيرية ما قبل الخدمة العسكرية ومتطوعون من هضبة الجولان، تم العثور على حجر يحمل كتابة باللغة اليونانية والتي استعملت بشكل ثانوي لتغطية قبر قديم.
قام بترجمة الكتابة من اليونانية الباحث د. داني سيؤن من سلطة الآثار وبالتعاون مع البروفسور حاييم بن افيد من الكلية كنيرت. وفقا لما قاله الباحثون: “الكتابة التي تحمل إسم كفر نفاخ، نحتت على حجر حدودية. تلك هي حجارة التي تم وضعها خلال فترة القيصر ديوكلتيان (قرابة العام 300 ميلادي) على حدود القرى، بهدف جباية الضرائب منها. هذه أول حجر يتم العثور عليها في مركز هضبة الجولان تحمل إسم قرية من تلك الفترة. كفر نفاخ هو إسم القرية السورية التي تواجدت في الموقع حتى حرب الأيام الستة”.
كما أضاف الباحثون: “في غالبية لأحيان استمرار الاستيطان المتواصل يساهم على حفظ اسم الموقع حتى أيامنا. لكن في هذه الحالة، لم يكن إستيطان متواصلا في كفر نفاخ، لأننا لا نعلم على وجود استيطان في الموقع منذ الفترة البيزنطية وحتى العصر الحديث، ما عدا فترة خلال الفترة المملوكية (بين القرون 13-15 ميلادي). من هنا فإن العثور على الحجر يحمل إسم الموقع الذي حُفظ حتى أيامنا فهو بمثاية مفاجأة مثيرة وجميلة والتي تثبت أن أسماء القرى حفظت حتى أيامنا هذه دون علاقة لإستمرارية الإستيطان فيها”.
وفقا لأقوال مديرة الحفريات، يردنا ألكسندر ويردنا أفشلوم غورني، من قبل سلطة الآثار: “خلال الحفريات المثيرة في كفر نفاخ، تم العثور على بقايا خان تاريخه الفترة المملوكية. يعتبر هذا أو لمبنى عمومي يتم التنقيب عليه في هضبة الجولان. كما يبدو فإن الخان تواجد على الطريق التي وصلت آنذاك ما بين دمشق والجليل، وكما يبدو إستعمله المارة على تلك الطريق للإستراحة. كما تم العثور في ساحة الخان على فرن لصناعة المعادن الذي فيه عثر على بقايا نفايات من صناعة الحديد، من المحتمل أن في الساحة تواجد الحداد الذي صحح حدوات الدواب التي توقفت للإستراحة في الموقع”.
צילום: אסף פרץ, רשות העתיקות
كفر نفاخ القرية السورية التي دمرتها إسرائيل :
إلى الجنوب الغربي لمدينة القنيطرة بمسافة11 كلم تقع قرية كفر نفاخ، التي يعود أعمارها إلى عهد قديم لوجود قناطر وأبواب تاريخية ضخمة ، وكتابات منقوشة على حجارتها تعود الى العهد الروماني. وحسب التنقيبات التي أجريت بعد العام 1967 فقد عثر فيها على أنقاض قرية قديمة وفيها معبد قديم كانت تجري فيه الطقوس الدينية ويضم مقابر عديدة، وقد في مدخل المعبد عثر على تمثال لإنسان يحمل سيف محارب بيده
في القرن الخامس عشر أعيد بنائها من جديد على يد السكان التركمان الذين استوطنوا منطقة الجولان، وبنوا بيوت القرية من حجارة القرية الرومانية القديمة السوداء وسقوف حجرية مصفوفة ولاحقا بنوا منازلهم من الحجارة البازلتية مع سقوف قرميدية حمراء مكونة من طابقين حيث استخدموا الطابق السفلى للحيوانات والعلف والعلوي خصص للسكن .
وفي العام 1958 بنيت فيها مساكن حديثة خصصت للجيش السوري، وفي جنوبها أقيمت تحصينات عسكرية دفاعية سورية تضم شبكة من الخنادق ومراكز للرصد والرمي وملجأ تحت الارض مشيد بالاسمنت المسلح.
تقع كفر نفاخ بجانب الطريق الواصلة دمشق بفلسطين وغرب تلة الخنزير على أرض بركانية وعرة . يحدها من الشرق قرية السنديانة والدلوة ومن الغرب قرية العليقة وعين العلق ومن الجنوب قرية القادرية ومن الشمال قرية المغيّر وهي ملاصقة للطريق الواصل سوريا بفلسطين ويوجد فيها مدرسة ابتدائية ، وعمل سكانها البالغ عددهم قبل الاحتلال الإسرائيلي 1790 نسمة بزراعة الحبوب والبقول والزراعات البعلية الى جانب تربية الابقار والماعز ومن أهم العائلات التي سكنت القرية
عشيرة العسافلي: وهم من قبيلة بني عساف التركمانية التي كانت تحكم لبنان في الفترة المملوكية وساعدت الأتراك العثمانيين على المماليك البرجية (الجراكسة) في معركة مرج دابق وكان مركزهم طرابلس وبعد ضعف الزعماء المحليين الأمر الذي منح الفرصة لآل سيفا الكردية ازدياد حقدهم وأطماعهم ببني عساف فاغتالوا الامير منصور العسافلي وهاجموا بشكل مفاجئ على بني عساف الأمر الذي اضطرهم على الفرار إلى جهات مختلفة ونها إلى بيروت ووادي التيم والجولان عام 1590 م ولها تواجد في قرية كفر نفاخ التركمانية الجولانية ولبنان والسويداء في الجنوب السوري – عشيرة كيخيا – عائلة شقيري المنتسبة إلى عشيرة الشقيرات من تركمان فلسطين (العشائر السبعة) – عائلة علي جان – عائلة زيدان – عائلة مطر
في 10حزيران عام 1967 وفي تمام الساعة الثانية ظهرا احتلتها الكتيبة رقم 37 الإسرائيلية بعد أن اشتبكت قوات لواء مندلر المدرع الإسرائيلي مع 15 دبابة سورية ومع احتلالها مباشرة ابتدأت القوات الإسرائيلية بتدمير منازل القرية وتسوية معظم منازلها بالأرض ، وجلبت إليها الحكومة الإسرائيلية حوالي 25 مستوطنا إسرائيليا من افراد الجيش الإسرائيلي لإقامة مستوطنة على أنقاض القرية في العام 1968 إلا أنهم لم يستقروا فيها وانتقلوا إلى قرية العليقة بسبب أن الجيش الإسرائيلي أقام في القرية اكبر قاعدة عسكرية له في الجولان، وحول معظم المناطق الاستراتيجية الى قلاع دفاعية ذات اكتفاء ذاتي ومترابطة مع المستعمرات التي انشاتها إسرائيل، إضافة إلى إقامة مجموعة متشعبة وكثيفة من الحواجز والموانع ومراكز المراقبة والرصد والاقنية المضادة للدبابات التي تعرضت إلى قصف من قبل المدفعية والطائرات السورية في حرب تشرين عام 1973 حيث استطاع اللواء السوري رقم 51 من السيطرة على القاعدة العسكرية الإسرائيلية التي كانت مقرا للقوات الإسرائيلية في الجولان ودارت فيها معركة قاسية جدا أدت الى انسحاب القوات الإسرائيلية وهروب قائد تلك القوات رفائيل آيتان منها وبعد سيطرة القوات السورية على كفر نفاخ ومعظم أراضي الجولان جرت اشتباكات جديدة في تاريخ 6-9 تشرين بين اللواء السوري رقم 91 وفرقة المشاة الميكانيكية التي كان يقودها العميد حسن تركماني والكتيبة الإسرائيلية رقم679 اعتبرت من اعنف معارك حرب تشرين على جبهة الجولان المحتل حيث خسرت فيها إسرائيل 74 جنديا .
المصادر:
شهادات أحد أبناء قرية كفر نفاخ
الموسوعة العسكرية ج1 للمقدم هيثم الأيوبي
المعجم الجغرافي المجلد الخامس بإشراف العماد مصطفى طلاس
درر البيان في تاريخ الجولان لعبد الحكيم سلوم
أرشيف مركز الجولان للنشر والإعلام/الجولان للتنمية