وفاة المربي والاستاذ ناظم سليم خاطر
عشتار نيوز للاعلام\ شخصيات جولانية \ أيمن أبو جبل
هنَـاك أشخاصٌ في حياتك، يطويهم الزمن من شريط الذاكرة، ولكن هنَـاك أشخاصٌ، رغم غيابهم فان حضورهم في شريط ذكرياتك، لا يمكن ان يُمحى، لأنّ حضُورهم في حياتك ليس عادياً، أحيانا نكتب عن أولئك الراحلون الذين أحببناهم،بأحرف شاحبة حزينة، لكننا في حياتهم، نكتب عنهم، او نستذكرهم في سياق تفاصيل حياتنا اليومية، بتمرد ورفض وكبرياء، فتكون كتاباتنا أحياناً عبارة عن التعويض لربما عن أشياء من الخذلان والهزيمة، وربما عن أشياء من الشعور بالانتصار..ا
أبو هشام ناظم خاطر هو من ذاك الجزء الجميل من شريط الذاكرة، حين يعود طويلا إلى سنوات التعليم الابتدائي والثانوي والمهني كمعلم ومربي، والى ميادين النضال في ساحات الجولان الوطنية، رفضاً للذل والقمع والاضطهاد،ـالذي مارسته السلطة الاسرائيلية المُحتلة ضد أبناء الجولان على إختلاف أجيالهم ووظائفهم.ـ طيلة سنوات طويلة من الاحتلال. الذي قد يعتبره البعض نعمة لعينة، لا بد من التعايش معها، وقد يعتبره البعض الاخر، حصارا واختزالا لعيناً، لحريتنا، وكرامتنا ، ووجدونا فوق ثرى ارضنا، بكل تاريخها المُضئ، الذي تحاول اسرائيل كسلطة مُحتلة أن تُنير ظلمات وجودها وتاريخها الاسود، الغني بالجرائم السياسية، على امتداد تاريخ الحركة الصهيونية. هذه الفكرة هي جزء من حوار جمعني مع الراحل قبل عدة سنوات، أتفقنا فيه حول السلطة المُحتلة، وأختلفنا بالتصورات والمواقف حول ما شكلته الثورة السورية كونها، خطوة مهمة في انتزاع حريتنا من الاحتلال والاستبداد، وفي كلتا الحالتين يستوطن الحزن عميقاً في دواخلنا..
أبو هشام ناظم سليم خاطر ،مواليد العام 1947 مجدل شمس -الجولان السوري المحتل، عرفته الاجيال السورية كمعلم ومربي في السلك التعليمي، وعرفته السجون الاسرائيلية، بتهمة كتم أسرار امنية، والمس بأمن دولة الاحتلال، التي اسهدفت النيل من هوية ابناء الجولان السورية، فدافع عنها في تلك الازمنة الصعبة من النضال والتحدي والمواجهة، كغيره من رواد الرعيل الاول من أبناء الجولان،الذين اعتبروا سلطة الاحتلال نكبة لعينة أصابت افئدتنا، وأرواحنا،التي بقيت وميضاً وجمراً تحت الرماد .
شارك في العديد من المواقف الاجتماعية والوطنية في الجولان، خاصة اثناء موادجهة ابناء الجولان لقانون ضم الجولان المحتل الى الدولة العبرية ، ومشروع فرض الجنسية الاسرائيلبه عليهم، ودفع الثمن غالياً بفصله من سلك التربية والتعليم ، حيث صدر في تاريخ 15-6-1982 قرار اسرائيلي صادر عن وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية، بوقفه عن العمل كمعلم،إضافة الى 170 معلم أخر من مدارس الجولان، بسبب مشاركتهم في الانتفاضة الشعبية العامة خلال فترة الاضراب العام والمفتوح، الذي استمر نحو ستة أشهر رفضا لفرض تطبيق القوانين الادارية والمدنية والقانونية على الجولان، أو بما ( يُعرف قانون ضم الجولان الى اسرائيل ) ، وعدم الالتزام في الدوام الدراسي والحضور الى مكان عمله .
في تاريخ 23-10-1982 تم رفع شكوى ضد قرار السلطات الاسرائيلية الى محكمة العمل اللوائية التي قررت اعادتهم الى العمل ، الا ان المحكمة العليا الاسرائيلية في القدس قررت تثبيت فصله عن العمل ومعه 18 معلماً من معلمي الجولان، مع حرمانه من كل التعويضات الحقوقية .. وفي تلك الفترة قامت السلطات الاسرائيلية وفصلت عدد أخر من معلمي الجولان الوطنيين من رأس عملهم .
للفقيد الرحمة ولذويه الصبر والسلوان