الخميس , يونيو 1 2023
الرئيسية / قضايا وتقارير / جداريات جولانية يصونها المتحف الوطني…

جداريات جولانية يصونها المتحف الوطني…

 

جداريات جولانية يصونها المتحف الوطني…

 

ايمن ابو جبل

من الارشيف

هي مسيرة الالف ميل تبدأ في ميل واحد، متحف المقتنيات التراثية والتاريخية بالجولان العربي السوري المحتل”لربما يكون مدماكاً جديداً من صروحنا الوطنية والاجتماعية في الجولان المحتل، ولربما يتحول الى شاهد  ودليل على تزوير وكذب الادعاءات الصهيونية ومحاولاتهم تزييف التاريخ الحضاري الاصيل لسكان هذه البقعة الجغرافية الممتد منذ اكثر من احدى عشر الف عام لان  تاريخ الجولان هو جزء من تاريخ سوريا التي تؤلف جزءاً من الوطن العربي، كما تؤلف جزءاً من المنطقة التي اصطلح تسميتها “الشرق الأوسط”.  الذي كان مهداً للكثير من الحضارات القديمة التي اتصفت بتنقل مستمر للكتل البشرية. وكانت الهجرات والغارات والتجارة منشأ اختلاط دائم أضر بسكان الشرق الأوسط كله.  وكان للجولان حصته بحكم موقع الجغرافي كملتقى للغزوات والحروب والصراعات وسنوات الاستقرار فيه، وكان ضحية دائمة للغزاة والمحتلين لما فيه من وفرة للخيرات الطبيعية والمناخية والطوبوغرافية منذ الفترات المصرية والفارسية والاشورية والكلدانية والمقدونية واليونانية والسلوقية. والقبائل العربية و الفترة الاسلامية والعثمانية.. ونظرا للنقص الهائل في الوثائق والاثارات التي تركتها تلك الشعوب والاقوام بسبب انه لم يتوفر للجولان او للسلطة الوطنية السورية بعد الاستقلال من التنقيب والبحث، وجمع بعضاً من اثار  الماضي عدا عن بعض اللقيات الاثرية التي يحتفظ فيها متحف القنيطرة، والمئات منها التي تعرضت للسلب والنهب والتزوير من قبل علماء الاثار الاسرائيليين وسلطة الاثارات فيها، حيث  تتضمن المتاحف الاسرائيلية في مستوطنة كتسرين وسواها على الالاف القطع والاواني الاثرية التي تم تزويرها  وتشويه اصولها، واخفاء القسم الكبير منها، دعماً للرواية الصهيونية والتوارتية،وتبريراحتلالها للجولان،واقامة المستوطنات اليهودية فيه..

 

ان التراث الشعبي هو انعكاس لهوية الشعب وتاريخه، ويحكي قصة الانسان القديم الذي استوطن هذه البقاع، ويبرزمراحل تطوره وابداعه وبقاءه، ولان الجولان لا يزال خاضعاً للاحتلال، ومعرضاً اكثر للتشوية والاندثار الحضاري والثقافي وتفتيت هويته الوطنية والقومية، فان اقامة  هذا المتحف بجهود مجموعة من الشباب الذين اخذوا على عاتقهم  ابراز هذا الوجه المضئ من تاريخ الجولان ومراحل تطور سكانه من خلال الاطلاع على وسائل وادوات بقاءهم وعيشهم في ظل ظروف صعبة وشروط قاسية/ يبقى  مشروعا وطنيا وثقافيا وتاريخيافي ان واحد، وهو رسالة سياسية واضحة لكل معتدي ومحتل، بان تاريخ الجولان وتراثه سيبقى  متواصلا ومستمرا لا يمكن له ان يخبو او يموت، فالذاكرة الجماعية لا تزال حية  \في الوجدان تتناقلهعا الاجيال جيلا بعد جيل..

 

هنا ومن هذا المكان الذي يقدر عمره الزمني باكثر من 140 عاماً، قام  ابراهيم وخليل ابو جمرة  وهم من العائلات المسيحية المعروفة في مجدل شمس ببناء هذا البيت حوالي العام 1890 ،حيث كان في جوار الكنيسة ، وعاشوا فيه سنوات طويلة حتى قصفت الطائرات الفرنسية قرية مجدل شمس واشعل جنود الانتداب الفرنسي  النار في بيوت مجدل شمس، انتقاماً من الثوار والمجاهدين، فهرب اصحابه كباقي السكان الى الجبال والمناطق الامنة، وتحول البيت  والكنيسةالى خربة، تم بيع البيت  بعد الثورة الى المجاهد المرحوم اسعد كنج ابو صالح . في العام  1928  اشتراه  المرحوم  حمود سلمان ابو صالح ( جد  السيد علي مهنا ابو صالح ” ابو زياد” )، فيما بقيت الكنيسة وقفاً  دينياً للطائفة المسيحية…  في خمسينيات القرن الماضي شهد البيت” الطابق الارضي ” عملية ترميم من قبل المرحوم ابو علي انيس السيد احمد واخوته وبنى بئر الماء فيه الشيخ ابو حسن اسماعيل شمس وكان الباطون ياتيهم على ظهر البغال من لبنان.. فيما صنعت اكواب الطين التي غطت الجدران  من تربة تل الريحان  في مجدل شمس  تُكتب باحرف مضيئة حكايات الجولان وقصصه، الممتدة لاكثر من 300 عام وهي العمر الزمني المُقدر لهذه المنطقة، كتواصل بشري واحد… هنا وُلدت مأثر تاريخية، ترويها جدران هذا البيت الذي بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها  العشرات من ابناء الجولان  جسديا ومعنويا وماديا،ً يتحول  تدريجياً الى مكان لصون الهوية السورية لابناء الجولان، تلك الهوية المهددة بالسرقة والتزوير والاندثار، هنا في هذا البيت يمتزج حاضر الجولان في ماضيه وتراثه  مكوناً ارثاً غنياً تغذيه هذه الجذور الحية في الذاكرة الجولانية التي لا تزال  تتكئ على الاصيل من قيم الماضي ومحطاته النضالية ضد  محاولات الغزاة والدخلاء محو هذا التاريخ الجولاني الاصيل…

 

الجولان الذي تميز تاريخيا في ذاك النسيج الاجتماعي والطائفي والقومي بين ابنائه قبل  العدوان الاسرائيلي عليه في العام 1967،  شكل احد المحطات التاريخية  في سجل التاريخ السوري، نظرا الى كثرة وتنوع الثقافات والحضارات التي ازدهرت في ربوعه، فان فكرة انشاء متحف يضم بين اجنحته تراث الجولان، جاءت متأخرة نسبيا، وذلك بسبب ان الجولان لا يزال خاضعا للاحتلال الاسرائيلي، وطبيعة الحال فان  الاثار الناتجة عن الحفريات والتنقيبات من البعثات الاجنبية في اراضيه تأخذ طريقها  الوحيد الى” اسرائيل ” مسلطة الاضواء على التاريخ العبراني واليهودي فقط ، ومخفية الاثار التاريخية الاخرى التي تركتها الشعوب القديمة التي سكنت الجولان وبنت حضارتها في اراضيه، اضافة الى الكثير  من اثار الجولان اخذت طريقها الى متاحف فرنسا وبريطانيا في فترات ما قبل الاستقلال الوطني، ولا تزال مرجعاً للمستشرقين الغربيين في اي دراسات يقدمونها حول الجولان..

 

حريق مجدل شمس عام 1925 صورة

 

 

 

 

 

وليس غريبا ان نتفاجأ خلال الفترة القادمة بادعاءات اسرائيلية وصهيوينة تبرز ان اليهود سكنوا مجدل شمس ايضا وهناك مقبرة لليهود تقع في الحارة الغربية، وبقايا كنائي يهودية تقع في عين قنية واعالي جبل الشيخ واراضي قرية مسعدة، كما تدعي بعض المنظمات الصهيونية  في خطابها

الخارطة المزعومة

هل تستطيعون تفسير كيف عاشت مجدل شمس أكثر من ثلاثمائة عام على قمحها وشعيرها وخضرواتها وفواكهها وماشيتها دون أن تستورد شيئا من الخارج؟؟؟؟ هل تعرفون أن بقعاثا ترقد تحت أساساتها بقايا حضارات وكنوزا, تنتظر من ينفض الغبار عنها لتصبح معلما سياحيا يقصده القاصي والداني؟؟؟؟ هل ستشرحون لأطفالك أن عين قنيا يزيد عمرها عن خمسة آلاف سنة…؟؟ ومسعدة وجد على شاطئ بركتها- بركة رام- أقدم تمثال صنعه إنسان على وجه الأرض, منذ 23 ألف عام؟؟؟؟

منظمة صهيونية تدعى وجود مقبرة لليهود في مجدل شمس..

نشرت منظمة صهيونية يمينية متطرفة خارطة لبلدة مجدل شمس تدعي فيها ان هناك مقبرة يهودية في الحارة الغربية من بلدة مجدل شمس،

 

 

 

 

 

عن astarr net

شاهد أيضاً

07-04-

رسمياً” المجلس الاقليمي للمستوطنات يقر أسماء المستوطنتين الجديدتين في الجولان ” ميتار” و “أورحا” –

رسمياً” المجلس الاقليمي للمستوطنات يقر  أسماء المستوطنتين الجديدتين في الجولان ” ميتار” و “أورحا” – …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!