صحافة عبرية : على مشارف الذكرى الـ40 لقرار ضم الجولان
عشتار نيوز للاعلام/ صحافة عبرية/ اوري هيتنر
في غضون أيام قليلة ، في 14 كانون الأول (ديسمبر) ، سنحتفل بالذكرى الأربعين لقانون مرتفعات الجولان – قرار الكنيست بفرض السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. كان القرار الأكثر وطنية ودولية في تاريخ الاستيطان. هذا القرار هو أبرز ما في الصهيونية السياسية من اجل ضمان إسرائيلية الجولان.
قبل يومين من هذا التاريخ ، في 12 كانون الأول (ديسمبر) ، ستعقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا احتفاليًا في مرتفعات الجولان ، حيث ستتخذ قرارًا تاريخيًا بشأن مهمة وطنية لتطوير المستوطنات اليهودية في هضبة الجولان ومضاعفتها في المستقبل.
لم يكن هناك شبيه لمثل هذا القرار طوال سنوات الاستيطان في الجولان، لم نشهد على واقع شبيه بواقع اليوم، حتى الآن كل ما فعلته الدولة في الجولان، جاء من قبلنا نحن السكان، وبمبادرتنا، وبناء على طلبنا. في بعض الأحيان ، استجابت الحكومات لمطالبنا بدافع التفاني ، وأحيانًا ، بصرير الأسنان مُكرهةً ، وأحيانًا ، بسبب النضال المتواصل .هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها المبادرة للحكومة ورئيس الوزراء والوزراء ، وقد أتوا من رغبة كبيرة في تنمية وتطوير الجولان ، حيث يتنافس الوزراء والوزارات الاسرائيلية المختلفة مع بعضهم البعض حول من سيعمل على تعزيز الاستيطان الاسرائيلي في الجولان أكثر. .
بعد تصريحات ووعود رئيس الوزراء ووزراء الحكومة في مؤتمر الجولان، الذي عقد مؤخرا قي مستوطنة خسفين، كتبت هنا أن الاختبار سيكون في ا لافعال وليس بالتصريحات والاقوال، اي تنفيذ خطة الحكومة ،وصرف الميزانيات المقترحة. الآن الامتحان يقع على عاتق كل الوزارات الحكومية ، وعلينا العمل بمنتهى الحكمة والعقلانية ، وبناء المدماك القادم في الصرح الاستيطاني في الجولان بالطريقة الصحيحة ، من أجل الأجيال القادمة. هذا امتحان عظيم بالنسبة لنا – كيف نجعل من الثروات الكلامية والتصريحات الداعمة لتطوير الجولان، الى فعل ملموس على ارض الواقع ، كي لا تذهب النوايا الحسنة والموارد ادراج الرياح، وكي لا يتحول هذا الدفئ ،الذي نلمسه من قبل الحكومة لا سمح الله الى عناق الدببة .( مصطلح استحواذي سائد في الاسواق الاقتصادية )
من هنا تأتي ضرورة طرح موضوع الخطة الوطنية لتطوير الجولان للنقاش العام في الجولان. وساوجزها في السطور التالية من خلال تقديم عدة اقتراحات بهذا الشأن .
مستوطنات جديدة
كجزء من الخطة ، سيتم إنشاء مستوطنتين جديدتين في الجولان ، بالإضافة إلى مستوطنة ترامب ، التي لا تزال قيد الإنشاء والبناء وتضم اليوم20 عائلة رائدة.
في الواقع هناك مشاعر مختلطة تتعلق بقضية بناء مستوطنات جديدة في الجولان. أسمع أشخاصًا يعارضون ذلك ، يجادلون بأنه يجب تخصيص الموارد الكاملة، لتطوير المستوطنات القائمة، وان اقامة مستوطنات جديدة يحمل في جوهرة أضرار بيئة على الجولان .
أستطيع أن أفهم مثل هذا الادعاء ، إذا جاء من أناس لا يعرفون الجولان ، فهم لم يزوروا الجولان، وبالتأكيد لا يعيشون فيه. الجولان يتمتع بمساحة شاسعة جداً. المسافة من جبل حرمون الى الحمة تبلغ 80 كيلومترا. الجولان أكبر مساحة من منطقة غوش دان (تل أبيب )بأكملها، وتخطيط المستوطنات فيها ضئيل للغاية. نسافر عبر مرتفعات الجولان وننظر في كل الاتجاهات دون أن نرى نهاية للمستوطنات . حتى لو أنشأنا عشر مستوطنات جديدة ، فلن ترو اية فروقات وبالطبع لن تحمل اية اضرار بيئية، وسيبقى يحافظ على كونة الرئة الخضراء للدولة .
المستوطنات الريفية أو الضواحي الحضرية
أنا أؤيد بشدة إنشاء مستوطنات جديدة ، لكني قلق بشأن طبيعتها كيف يخططون لها اليوم . النية هي إنشاء مستوطنتين تتكونان من 1500 عائلة ، أي ستضم حوالي 6000 نسمة جديدة، هذه المستوطنات لن تكون ذات طابع ريفي زراعي، وانما ستكون ضواحي حضرية ،(ذات كثافة سكانية عالية،تعتمد على العمل غير الزراعي)
عاصمة الجولان
يجب أن يكون أبرز عنوان لتطوير الاستيطان في الجولان هو كتسرين ، عاصمة الجولان. منذ اللحظة التي بدأ فيها مستوطنو مرتفعات الجولان ، مباشرة بعد حرب يوم الغفران ( حرب تشرين/ اكتوبر 1973) في إنشاء كتسرين،كان الهدف هو إنشاء مدينة حقيقية في مرتفعات الجولان ، والتي من شأنها أن تشكل كتلة ضخمة من السكان، وتوفر الخدمات لجميع سكان مرتفعات الجولان وحتى الجليل الشرقي.
يوجد اليوم بالفعل زخم إنمائي وتطويري مثير للإعجاب في كتسرين، وأنا أؤمن ،وأنا مقتنع ، بأن الوقت قد حان لدفع عملية التطويربشكل أكبر لكتسرين وتحويلها إلى مدينة أم في إسرائيل ، مدينة يسكنها عشرات الآلاف من السكان. مثل هذا التطور ليس في مصلحة كتسرين وحده ، بل في مصلحة الجولان بأسره.
والشرط في ذلك هو ضم اراضي جديدة من قرية الاحمدية، ومنحها الى المجلس المحلي لكتسرين، بهدف التوسيع والبناء والتطوير ، وان لم ننجح في ذلك، فيجب التأكد من تحقيق ذلك والقتال لاجل ذلك، من خلال تنفيذ الخطة الوطنية لتطوير الجولان .
المستوطنات الريفية
شاركت في جولة ميدانية ليوم كامل مع وزراء حزب “الأمل الجديد” في الجولان. كنت متحمسًا لشغفهم بتطوير الجولان. وزير البناء والإسكان ، زئيف إلكين ، شخص موضوعي بشكل عام ، متحمس بشغف هائل لتنمية الجولان. ومع ذلك ، من المشكوك فيه ،ما إذا كان يفهم أهمية الاستيطان في المستوطنات الريفية ،وإلى أي مدى يدرك اهمية حديثه حول الزيادة العددية للسكان، وتسويق الوحدات السكنية، هذا الحماس وهذه الرؤية ملائمة أكثر لكتسرين، الا اننا عندما نتحدث عن زيادة عددية شاملة في مستوطنات الجولان ، فاننا يجب ان نكون حذرين جداً، خشية من تديمر الطابع ، والنسيح الاجتماعي الريفي للجولان والاضرار، التي من الممكن ان يحدثها انعدام هذه المراعاة ، للحفاظ على طابع المستوطنات الريفية وعلاقتها بالارض والطبيعة.
يجب أن نتأكد من أن المستوطنات التعاونية الحالية ،يجب ان تتوسع وتنمو وتتطور، دون أن تفقد طبيعتها، مع الحفاظ على أسلوب حياتها الفريد والجميل. وهنا لا بد من التحذير من الاستيعاب الهائل والكثيف في المستوطنات الحالية، التي من الممكن ان يفقد سكانها تميزهم ونمط حياتهم، وضمان قدرتهم على الاستمرار في اسلوب حياتهم ، بمساعدة المجلس الإقليمي وقسم الاستيطان، وقيادة المؤسسات والمراكز المحلية المختلفة. خاصة ان الكثير من سكانها يتقدمون في العمر، ويتركون دائرة التوظيف والاعمال، ويقتضي الامر ضمان مستقبلهم وضمان استمرارية التواصل بين الاسر القديمة ، وتامين مستقبل الاسر الشابة الجديدة، وتوفير وسائل عمل وانتاج من خلال عملية الاستيعاب في المسنوطنة.
القرويون الشباب
كانت النواة الاولى لإنشاء مستوطنات الجولان في الماضي يعتمد على نواة الناحل (شباب الطليعة المقاتلة أحد ألوية النخبة” بالجيش الإسرائيلي) ،والشباب الصغار من الكيبوتسات والقرى المجاورة ، ومجموعات من خريجي الجيش اليوم ، هذا الامر مستحيل ، حيث لم يعد هناك رصد ميزانيات، وبالتالي من الممكن استيعاب فقط من يستطيع شراء قطعة أرض وبناء منزل، وهؤلاء الشباب لا يملكون الادوات لذلك. ومع ذلك ، فمن المؤسف أن نفقد الروح الشبابية، التي يمكن أن يمنحها لنا هؤلاء الشباب ، ومن الصواب إيجاد طريقة لجذب الخريجين العسكريين الشباب ،للبقاء والعمل في الجولان لبضع سنوات، بهدف ان نقطف ثمار سنوات عملهم في الجولان، في تخصيص مستوطنة شبابية بعد استقرارهم وتأسيس عائلاتهم . لكننا يجب ان نطلق العنان لافكارنا مع الحاجة الشديدة لتجنيد الشباب للعمل في الزراعة ،وقطاع التربية والتعليم. ورغم الاسف الشديد فانه في المستوطنات القائمة لا توجد امكانيات استيعاب لسكن اولئك داخل المستوطنة، لكننا نستطيع إنشاء 2-3 قرى شبابية في الجولان ، حيث سيعيشون فيها ، ومن هناك سوف يذهبون للعمل في المستوطنات
. في السنوات الأخيرة ، شهدنا مساهمة مثل هؤلاء الشباب المتميزين ، في برامج “ماهيل وميغدل” التابعة لمنظمة “هاشومير هحدش” و برنامج “نيتيم التابع للكلية العسكرية في مستوطنة ميتسار ” ( برامج للمستوطنات خاصة للجنود المسرحين وخريجي الخدمة الوطنية (بين جيل 21-25 عاما ) يجمع بين العمل في الزراعة والحياة الاجتماعية) إن إنشاء مثل هذه القرى ، التي ستعيش فيها مجموعات شابة من هذا النوع ، ويمكن أيضًا إنشاء مدارس إعدادية ما قبل الخدمة العسكرية فيها ، قد يساهم بشكل كبير في تشجيع وتقوية الاستيطان في الجولان.
بحوث اجتماعية
منذ إنشاء “معهد شامير للبحوث” ، أو باسمه السابق – “معهد أبحاث الجولان” ، قدم العديد من الابحاث الاجتماعية، بما في ذلك استيعاب المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي سابقا في مستوطنة كتسرين اليوم ، من الممكن مواكبة ثورة التنمية المتوقعة في كتسرين ،وفي المستوطنات من خلال دعم وتعزيز الابحاث الاجتماعية ، التي لا تقل أهمية. عن الابحاث العلمية والزراعية والتطبيفية، يجب على المستوطنات أن تطلب ذلك من المعهد، وتخصيص ميزانيات لتمويل الابحاث الاجتماعية أيضا خدمة للمشوع الاستيطاني في الجولان.
قوتنا في وحدتنا
أثناء الكفاح من أجل هضبة الجولان ، كان ا الشعار المرفوع في مكتب لجنة الدفاع عن الجولان ( التي اطلقها سكان المستوطنات الاسرائيلية لرفض اعادة الجولان الى سوريا في اي تسوية سياسية ) “قوتنا في وحدتنا”. في الواقع ، كانت هذه ذروة النضال والوحدة، التي جمعت كافة الاقطاب في كافة انحاء الجولان متدينين وعلمانيين ، لجان المستوطنات ومستوطنة كتسرين.
ما كان صحيحا في النضال انذاك يصبح اكثر ضرورة اليوم لمواجهة التحديات الكبيرة، التي تتطلبها الخطة الوطنية الاسرائيلية لتطوير الجولان يجب علينا تجاوز اي انشقاقات او اختلافات بين مستوطنة كتسرين والمجلس الاقليمي للمستوطنات . وبذل كل الجهود من اجل ان يبقى الجولان متماسكاً كجسد واحد لتحقيق الاهداف المرجوة .
اوري هيتنر
عضو مستوطنة اورطال في الجولان السوري المحتل
كاتب في العلوم السياسية والتاريخية الاسرائيلية وباحث في معهد ابحاث الجولان