أنفاق أرضية سورية في الجولان؟؟؟؟
عشتار نيوز للاعلام/ / ايمن ابو جبل
من الارشيف 12-08-2014
على ضوء تجربة الإنفاق في قطاع غزة ،واستخدام المقاومة الفلسطينية لهذا السلاح، وفشل إسرائيل من إيجاد حلول لمنع هذا التهديد الاستراتيجي على أمنها كما تعتبره، وتخصيصها ميزانيات هائلة لمواجهة ة هذا الخطر حيث أعلنت انها تعتزم في وقت قريب تجريب مجسات جديدة لكشف الأنفاق، قبل أن تقرر إذا ما كانت ستبني جدارا إلكترونيا فاصلا في باطن الأرض بين غزة وإسرائيل.
وكان 3000مواطن إسرائيلي من سكان البلدات والقرى والمدن الواقعة على الحدود الشمالية مع لبنان،قد رفعوا عريضة تطالب الحكومة الإسرائيلية بإجراء فحص شامل ومعمق للتأكد بعدم وجود أنفاق تحت منازلهم يخشون ان يكون حزب الله قد أقامها في باطن الارض التي يجلسون عليها . ورغم تأكيد مسؤولون أمنيون إسرائيليون انه بخلاف تظاريس قطاع غزة المنسبطة والترابية السهلة للحفر، فإن طبيعة منطقة جنوب لبنان الجبلية والصخرية تعتبر صعبة جدا للحفر، لهذا السبب لم يتم العثور حتى الآن على أنفاق هجومية في المنطقة الشمالية؟
وعلى ضوء الهوس الأمني الذي يعيشه معظم سكان المستوطنات الإسرائيلية صرح البروفيسور الإسرائيلي” موشيه عنبر ” الذي عمل رئيسا لمركز أبحاث الجولان في المجلس الإقليمي للمستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل” انه في مناطق معينة في الجولان إمكانية حفر إنفاق واردة جداً، لكن في معظم مناطق الجولان” الحدودية” فان هذا الأمر مستبعد، الطبيعية الجيولوجية تعمل لصالحنا بحسب تعبيره” .
واضاف وفق التقسيم الجغرافي للجولان” في جنوب الجولان، منطقة الحمة وحتى نهر الرقاد لا يمكن ابداً الحفر في هذا العمق تحت نهر اليرموك والرقاد.، وأما في المناطق الممتدة بين رمات مغشيميم و–تل الفرس، نحن قمنا بحفر إنفاق وخنادق في أعماق معقولة لأسباب أمنية وعسكرية، الإمكانية هناك معقولة لإنشاء نفق، بسبب التربة والأرض في تل الفرس من البازلت المتصدع، رغم انه لم يحصل في التاريخ القديم أو الحديث ان قام أحدا بحفر إنفاق في تلك المنطقة بالذات، وان حصل أن حاول أحدا إقامة نفق، فالأمر ممكن ولكن عليه أن يضع دعائم وركائز قوية جداً للنفق. انا لدى تجربة شخصية في هذا المجال في منطقة تل عنتر( 1) في الداخل السوري ، اثناء حرب الاستنزاف عام 1974جلست في احد الخنادق السورية حين كنت عسكرياً والتربة في هذه المنطقة “طفالية” تحتوي خليطا من الطين والرمل والطمي بنسب متقاربة، وهذه التربة يسهل العمل فيها، حيبث كانت كلما سقطت قذيفة كانت تحدث فجوات عميقة في باطن الارض.
واما منطقة تل حزكا( شعاف السنديانة) وحتى القنيطرة ومنطقة الوني هبيشان( الجويزة ) هذه منطقة مكونة من صخور نارية بركانية صلبة سوداء صعب جدا الحفر فيها لكنه ليس مستحيلاً ، فرغم الإمكانيات الصعبة للنجاح، لأننا نجلس على مرتفعات اعلي من المناطق السورية في الجانب الأخر من” الحدود “، لذا عليهم الحفر عشرات الأمتار، لكن عليهم وضع الحلول لكيفية الصعود الينا من باطن الارض. اما في منطقة القنيطرة ووادي البكا( 2) ( خربة القطراني- او تل المخافي) هناك إمكانيات للنجاح في حفر انفاق تقع في حدود 50%
فلنفرض مثلا” ان احدا ما يقوم بحفر نفق في منطقة القنيطرة فانه يستطيع الوصول من باطن الارض الى حقول مروم غولان( مويسة )، حيث كلها تربة طينية ورملية . هناك نقوم في حفر ابار ارتوازية ونجري عمليات تنقيب جيولوجي حتى عمق 100 م ، والمياه الجوفية كانت أعمق بكثير، وذات الأمر من القنيطرة وحتى بركة رام تستطيع بناء نفق بعمق معقول لكن عليك التأكد من كيفية جعله ثابتاً وصالحا للاستخدام؟؟.
واما منطقة من بركة رام الى مجدل شمس حيث طبيعة الصخور الخراسانية هناك أفضل الخيارات لحفر إنفاق بسبب أن الصخور تشكل دعائم وأساسات للنفق وهناك سوف يصل الحفارون إلى “القرى الدرزية ” وإمكانية نجاح الإنفاق في تلك المناطق عالية جداً
اما في جبل الشيخ صحيح ان هناك لا يوجد مشكلة الصخور هناك حادة الانحدار حين يبدأوا بالحفر لمسافة 100 م يكونون تحتنا مباشرة . أريد ان اؤكد انه السورين راكموا تجربة قوية خلال الحرب الأهلية هناك في الأنفاق، التي تطورت بشكل مخيف، وهناك تنجح قوات المعارضة من تهريب السلاح والدخول الى معسكرا القوات النظامية، حتى هناك إنفاق متطورة جدا. .
إجمالا موضوع الأنفاق في الجولان غير مستبعد لكنه يحتاج الى الملايين من الدولارات، لاجراء الحفر وإجراء الصيانة وبناء نظام لمنع تسرب المياه والانهيارات وكميات هائلة من الاسمنت المسلح بحكم طبيعة الارض الجيولوجية، ونظام تهوية عالي، لكن من تجارب الماضي والتاريخ اليهودي القديم في الجولان كان هناك غرف في باطن الارض بناها يهود متمردون (بحسب كتب التوارة والأسطورة الدينية اليهودية ” المحرر” ) في قرى دبورة والرمثانية وفي بعض المناطق في جنوب وشمال الجولان أثناء التمرد اليهودي ضد الرومان، في بانياس مثلا كانت هناك شبكة انفاق كبيرة لكنها استخدمت فقط للمياه..
هوامش :
(1-)تل عنتر حيث كانت القوات العراقية المشاركة في الحرب تخوض معارك لصد القوات الإسرائيلي) كانت مكونة من 300 دبابة عراقية والقوات الإسرائيلية كانت مكونة من 14 دبابة بقيادة الجنرال يوسي بيلد”
(2) معركة تل المخافي (وأحياناً تسمى وادي الدموع Valley of Tears أو بالعبرية: وادي البخا ، ” عِمِق هابخا) هو الاسم المـُطلق على منطقة تل المخافي بعد أن أصبحت موقعاً لمعركة رئيسية في حرب تشرين . ففي 6 تشرين الأول 1973 هاجمت الفرقة السابعة مشاة السورية بقيادة الجنرال عمر الابرش اللواء السابع المدرع الإسرائيلي في المنطقة بين تل شيخة ( بالعبرية جبل حرمونيت) وحافة جنوبية تعرف بإسم “تل المخافي” بالعربية . او خربة القطراني .
بدأ السوريون الهجوم بقصف مدفعي، إلا أنهم فشلوا في تحريك دباباتهم عبر الخندق المضاد للدبابات. إلا أنهم تمكنوا من اختراق الدفاعات الإسرائيلية في الليل بمساعدة أجهزة الرؤية الليلية. في الصباح التالي، شن السوريون هجوماً ثانياً، وفي احدى لحظات الالتحام وجدت 40 دبابة إسرائيلية نفسها تواجه نحو 500 دبابة سورية. وفي اليوم الرابع، تلقى اللواء السابع المدرع الإسرائيلي تعزيزات عندما انخفض عديده إلى نحو 12 دبابة ونفذت ذخيرته. تقهقر السوريون لأسباب مازالت موضع جدال. وغموض. المؤرخ العسكري الإسرائيلي مارتن ڤان كرڤلد قال أن إسرائيل هددت سوريا بهجوم نووي انذاك..