حين تكون الأفعال دائماً أبلغ من الأقوال الكاتب صبحي حديدي والناشر فاروق مردم بك يتبرعان بالقيمة الماليّة لجائزة محمود درويش لدعم صمود شعبنا في الجولان المُحتلّ
عشتار نيوز للاعلام/ قضايا جولانية
أعلن الكاتبان صبحي حديدي، وفاروق مردم بك عن تبرعهما بالقيمة المالية لجائزة محمود درويش 2022 التي توجا بها مناصفة إلى مركز فاتح المدرس للفنون والثقافة في بلدة مجدل شمس السورية. في الجولان السوري المحتل
وقال حديدي ومردم بك في بيان صادر عنهما: “نجدّد التعبير عن اعتزازنا بالحصول مُناصفةً على جائزة محمود درويش للعام 2022 وعن شكرنا الجزيل للجنة التحكيميّة.. وقد ارتأينا التبرّع بالقيمة الماليّة للجائزة إلى “مركز فاتح المدرّس للفنون والثقافة” في بلدة مجدل شمس السوريّة، من منطلق دعم صمود شعبنا في الجولان المُحتلّ وتشديداً على الأواصر التاريخيّة والوطنيةّ والنضاليّة والإنسانيّة التي جمعت وتجمع الشقيقتين فلسطين وسورية”.
وكانت مؤسسة محمود درويش، قد أعلنت فوز كل من الكاتب السوري فاروق مردم بيك والصحفي السوري صبحي حديدي بجائزة “محمود درويش للإبداع 2022”. خلال حفل أقامته المؤسسة في قاعة الجليل بمتحف الشاعر الفلسطيني محمود درويش في مدينة رام الله، الأحد الماضي ، حيث أعلن رئيس مجلس أمناء المؤسسة، رامز جرايسي أسماء الفائزين. وقد تسلم الجائزة بالنيابة عنهما الاسير السابق والشاعر السوري ياسر خنجر
وأشار نبيه القاسم عضو لجنة الجائزة” إلى أنه “نظراً لأهلية الكثير من المترشحين العرب، من صناع السينما والفنون البصرية والإبداع الأدبي، للفوز بجائزة محمود درويش، ومع صعوبة الفصل بين الكثير من مستحقي الجائزة بامتياز، فقد اجتهدت اللجنة، في إطار ما يخوله لها القانون، بمنح الجائزة مناصفة بين شخصيتين مرموقتين في الثقافة العربية، قدمتا الكثير لفلسطين، ولمحمود درويش ولأعماله من أجل الحفاظ على ذاكرته الأدبية حية دوماً.
وأوضح أن الفائز الأول هو “الناشر فاروق مردم بيك، مدير السلسلة العربية في دار آكت-سود Actes Sud قام برعاية أعمال درويش رعاية كاملة، نشراً ومتابعة وترجمة إلى اللغة الفرنسية، وسمح لمدونة درويش الأدبية، بأن تلقى الاهتمام الذي يليق بها، في الأوساط الثقافية الفرنسية والعالمية”.
وأردف أن الفائز العربي الثاني هو “الناقد صبحي حديدي الذي جمعته صداقة ثقافية بمحمود درويش، فكان من أهم المتابعين لأعماله نشراً ونقداً.
وفي إطار ذلك قال مردم بيك في كلمة أرسلها إلى الحفل “لكل مولع بالشعر قصة مع محمود درويش، وقد شاء القدر أن تكون قصتي معه طويلة متشعبة، وأن تزدحم أحداثها في ذاكرتي، قارئاً وصديقاً ومترجماً وناشراً”.
وأضاف “لم أكن مع ذلك أتوقع أن يتفضل القائمون على مؤسسة محمود درويش ولجنتها التحكيمية بمنحي جائزة تحمل اسمه، هي الأغلى في نظري ولست الأجدر بها”.
من جهته، عبر حديدي عن اعتزازه “الشديد بهذا التكريم الفائق لأنه يحمل اسم الشاعر الفلسطيني الكوني الكبير، وبهجتي غامرة على نحو خاصّ لأنّ فلسطين تلتفت اليوم إلى اثنين من أبناء سوريا، البلد الذي أحبه محمود درويش وكتب عنه بحرارة وتضامن وانتماء، وزاره مراراً، وتزوج منه”.
وأردف”هذه الجائزة تضيف دَيْناً جديداً إلى ديون درويش الشعرية والجمالية والأخلاقية الكثيرة التي تراكمت في ذمتي، وتعاقبت على امتداد أربعة عقود”.
ويتولى رئيس المجلس التنفيذي للمؤسسة الإعلان عن منح الجائزة لمن استحقها، وتحديد مكان الاحتفال لتسليمها في الثالث عشر من آذار من كل سنة، باعتباره عيد ميلاد الشاعر، ويوم الثقافة الوطنية الفلسطينية. وتبلغ قيمة المكافأة النقدية للجائزة حوالي 25 ألف دولار لكل فائز.
وتُمنح الجائزة لكل مبدع فلسطيني أو عربي أو عالمي، تتوافر في نتاجه قيم الإبداع الثقافي الفنية والوطنية والإنسانية، إضافة إلى تكريس قيم العقلانية، والديمقراطية، والحرية والتنوير، التي تميّز بها إبداع محمود درويش الشعري والنثري، ويمكن منحها للمؤسسات والهيئات الثقافية الجديرة بذلك.