الجمعة , ديسمبر 1 2023
الرئيسية / اخبار سياسية / الاخبار / اخبار محلية / مهرجان ايام الجولان الثقافية الثاني
FB_IMG_1658024311473

مهرجان ايام الجولان الثقافية الثاني

 

مهرجان ايام الجولان الثقافية الثاني

عشتار نيوز للاعلام

 

رؤية المهرجان

 

تFB_IMG_1658024311473تعود “أيّام الجولان الثقافيّة”، في نسختها الثانية، بذات الحماس والأمل اللذين رافقا نسختها الأولى؛ بأنْ تساهم، مع الأخرين، في تنشيط الحقل الفنيّ – الثقافيّ المحليّ؛ حتى يتعزز حضور الثقافة إزاء التحدّيات التي تعصف بمجتمعنا.. وتقول كلمتها.
قد لا يكون بمقدور الثقافة أن تُحدِث تغييرا مباشراً في الواقع، إلّا أنّ الأخير لا يمكن أن يتغيّر بدون تشكُّل إدراك جمعيّ بضرورة التغيير وموجباته ووجهته. المقالة والأغنية واللوحة والمسرحية والقصيدة والحوارية.. تبني، على مهل، هذه الادراكات الجمعيّة. لقد راكم الجولانيون، على مدى عقود الاحتلال، رأسمالاً فنيّاً وثقافيّاً ثميناً، بفكر وجهود كثيرين من أبنائه. ويصادف هذا العام أن تكتمل أربعة عقود على الحركة التشكيليّة في الجولان، والتي مثّلت، إلى جانب الإنتاج الأدبيّ والموسيقيّ والمسرحيّ، حقلاً دلاليّاً ورمزيّاً واكب الأشكال المتعدّدة لمقاومات الجولانيين، ووفّر التعبيرات الفنيّة لروايتهم، ومنحها صوتاً ولوناَ وكتلة.
أحدثت التحوّلات التي مرّ بها مجتمعنا، اصطفافات جديدة وتصدّعات عميقة في نسيجنا المجتمعيّ؛ وحقيقة أنّ صراعنا كان وما زال مع قوىً لا قِبَل لنا بها، لا تعفينا من تحمّل المسؤوليّة الجمعيّة عن أفعالنا وخياراتنا وعمّا آلت إليه أوضاعنا. في المقابل، يتمدّد خطاب شعبويّ انتهازيّ من قلب هذه التصدّعات، يمهّد الطريق لانزياحات سياسيّة جسيمة، ويملأ الحيِّز العام ضجيجاً وتشويشاً وعويلاً عن “أزمة هويّة” مفترضة عند سكّان الجولان، ويستميت في اختلاق الذرائع التي لا تصمد أمام أيّة معالجة عقلانيّة أو أخلاقيّة. علينا أن نتوقّف مليّاً أمام هذه التحوّلات، كي نفهمها أولاً، وكي نتمكن تالياً من مواصلة إعمار روايتنا، بما يحفظ الكرامة والانتماء والوجود وطيْب العيش ونيل الحقوق والنماء الماديّ والروحيّ. إنّها مهمّة جذريّة – ثقافيّة وسياسيّة – تتّصل بحاضر ومستقبل هذا الجزء من الأرض السوريّة. هنا تحديداً تكمن رسالة الثقافة ومشقّتُها.
ولكن يبدو أيضاً أنَّ هذه التحوّلات لم تحسمْ شيئاً بعدْ؛ ذلك أنّ “واقع الاستعمار الاستيطانيّ والثقافيّ” – الموّلد الدائم للصراع والتناقض – باقٍ؛ بكلّ حمولته البائسة من سياسات الدمج والتطويع والإخضاع والتدجين والابتزاز وتسميم الوعي.
لسنا وحدنا من يعيش مأزق التناقضات؛ نتقاسمها مع أهلنا في فلسطين بالتشابه وبالأمل. ولنا في الساحة الثقافيّة الفلسطينيّة متنفّسٌ وشريكٌ داعم، وفضاءٌ محبٌّ نتعلّم منه وفيه. ولم نعد وحدنا، بين سائر السوريين، ممَّن باتت تجمعهم بفلسطين النكبات والاحتلالات والشتات. إنّ ساحتنا الثقافيّة السوريّة هي جذرنا وامتدادنا، وبيننا وشائج عابرة لإكراهات الواقع.. فهذا العام، يرفد كاتبان سوريّان “أيّام الجولان الثقافيّة” بمشاركة استثنائيّة.
لا يكفي أن تكون الثقافة “خندقنا الأخير”؛ بل يجدر أن نجعلها ورشة عملٍ؛ محترفاً لتطوير معرفةٍ تُحرِّرُ الوعيَ؛ مَشْغَلاً لتجديد أواصر الجماعة الأهليّة، وفضاءً رحباً مفتوحاً على الاجتهاد لرفع مداميك سرديّتنا الوطنيّة؛ كلمةً فوق كلمهْ. لن يقرّبنا من هذا البنيان إلّا عمل جماعيٍّ مخلصٍ وأصيل. وإذا صحّ اعتبار الثقافة العضويّة ورشة إنتاج، لَزِمَ أن تفتح هذه الورشة أبوابها على مدار العام، وألّا تكتفي بنشاط موسميّ محصورٍ في بضعة أيام.
منتهى أملنا، أن يتمكّن نشطاء الحقل الفنيّ والثقافيّ في الجولان، وبدعم ومساندة أبناء مجتمعنا، من تكثير الممارسات الفنيّة والثقافيّة المستقلّة والملتزمة، والاحتفاء بها على مدار العام، وتمكين المزيد من الفضاءات الإبداعيّة الآمنة لنماء أبناء الجولان.

#jawlanculturedays

عن astarr net

شاهد أيضاً

1-11

اعتبارًا من اليوم: إلزام السائقين بإنارة مصابيح السيارات نهاراً

اعتبارًا من اليوم: إلزام السائقين بإنارة مصابيح السيارات نهاراً  أوضحت وزارة النقل الإسرائيلية أنه اعتبارًا …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!