وفاة السيد أبو اشرف جميل حسين أبو جبل من بلدة مجدل شمس
عشتار نيوز للاعلام/ وفيات/ شخصيات جولانية
أيمن أبو حبل
توفى بعد ظهر اليوم السيد أبو أشرف جميل حسين أبو جبل (74 عاما ) من بلدة مجدل شمس ،لم يحدد موعد تشييع الجنازة بعد ..
أبو أشرف جميل هو واحد من اولئك الاشخاص، الذين يعيدون تشكيل الافكار والعقول لرجاحة التفكير فيهم ، فهم يتقنون فن الصمت، متى لزم الكلام ، وفن الكلام، متى لزم الصمت في مهارة غريبة، لا تستطيع حين تلتقيه بتلك التجربة، وعمق الخبرة في الحياة، وتلك النظرات الطيبة الدافئة التي يغمرها بك، ان لا تقف امامه بصمت وخجل، لغياب الكلمات في جضوره، فهو حينها يختصر كل الكلام بابتسامته المعهودة حتى يحين يغضب….. قال لي ذات مرة إنسحب من اي نقاش إن كنت ستندم على الكلام، خاصة حين يكون الحديث كحوار الطرشان .وارتقي بالحوار لمستوى الاناقة.
الجميل في جميل أبو أشرف ليس ما قدمه للاخرين بصمت، وانما في تلك الروح الصادقة التي وضعت نفسها جسراً لعبورهم ونشأتهم، وكانت سنداً رحيما، واماناً دافئاً، لعوائل وأبناء وبنات إخوته وأبناء أولاد عمومته، الذين دخلوا السجون والمعتقلات الاسرائيلية، في ازمنة الجولان الصعبة، التي كان فيها المناضلون والشرفاء يتقلبون على جمر الاحتلال وأدواته،وحبال من القهْر تلُف عنقه مع كل عام يمضي، كان مسؤولاً أكثر عن أمنهم، وأمانهم وضمان لقمة عيشهم ، وأقساط المدرسة والتعليم، وفواتير العناية الصحية، ومستلزمات الحياة الكريمة، والعناية في الارزاق والاراضي الزراعية. تحمل هذا العبء كعادته بصمت، وحمل
نشأ أبو أشرف ضمن اسرة كريمة ميسورة الحال، كسواه من ابناء عائلته عمل في كسارة الحجر، التي امتلكها والده قبل الاحتلال الاسرائيلي . في العام 1973 .لم يعتقل أبو أشرف في السجون الاسرائيلية، اسوة باخوته الاربعة المرحوم أبو حسين عادل، والمرحوم ابو رياض عارف طيبا الذكر والملقى، وابو جلاء هايل ، وأبو علاء فوزي اطال الله في اعمارهم، لكنه عاش تجربة فقدان الاشقاء، وذاك الحنين والشوق وتلك اللوعة، التي كوت سياط الجلاد أجساد أبناء إخوته وعوائلهم، فكان السند، وكان الاب، وكان العم، وكان الامل والحلم بالنسبة إليهم، يحمل هموم ودموع والدته الموجوعة، وعيون ابناء اخوته، التي تتطلع الى الامان في زمن كان النضال والسجن والاعتقال والانتماء، تهمة يتعرض حاملها، وورثته ايام الحكم العسكري الاسرائيلي، الى التنكيل والاضطهاد ( يا أبناء الجواسيس) تهمة لطالما أوجعتنا ونحن صغارا، وكانت فخرا لنا حين تبدلت الاحوال والازمان…..
في زورايب الذاكرة يا أبو أشرف كنت تلك النافذة، التي عبرنا خلالها الى محطات الانتماء في الازمنة الصعبة ، وكنت ذاك الصامت، الذي لا ينفعل، مهما أشتدت العواصف حولنا، عاصفة التنكيل والملاحقات الامنية ، وعاصفة التهميش، والتحريض الوطنية، وعاصفة المأساة التي حلت بأحلامنا الوطنية، قبل أكثر من عقد من الزمان، كنا نبهت ونذوي، وكنت الاكثر صلابة وواقعية وفهما لمكنونات الواقع السياسي والاجتماعي في بلدنا الغالي الذي احببت…
قلترقد روحك بسلام يا أبا أشرف ، ولمحبيك ولزوجتك ورفقية دربك واولادك كل الحب والعزاء، وكل أيات الفخر والاعتزاز بما حملت وزرعت، وللاحبة الغوالي ابو جلاء هايل، وابو علاء فوزي حسين ابو جبل ، حالص العزاء، و الصبر الجميل برحيلك الذي سيترك فراغاً أليماً، كلما عدت حياً في الذاكرة وانت جميلاً….