حملة شعبية واسعة في اسرائيل، لمنع هدم قرية عين فيت
عشتار نيوز للاعلام/ القرى السورية المدمرة/ ايمن ابو جبل
עין פית 1975 [צילום: יגאל אשוח]
يخطط الجيش الإسرائيلي لتوسيع قواعد التدريبات العسكرية في الجولان السوري المحتل، واضعا نصب عينيه ( قرية عين فيت السورية المحتلة) ، الواقعة في الشمالي الغربي من الجولان، حدودها من الشمال جبل الشيخ، ومن جهة الغرب نهر الأردن وسهل الحولة في فلسطين المحتلة، وهي إحدى القرى المحتلة التابعة لمركز مسعدة، تقابلها قرية عين قنية، ويمر غربها خط أنابيب النفط “التابلاين”. وتم إجبار سكانها على النزوح باتجاه العمق السوري نحو العاصمة دمشق، وذلك في حرب حزيران/يونيو سنة 1967.
وينوي الجيش الاسرائيلي هدم ما تبقى بيوت القرية، وإنشاء مباني خرسانية ضخمة، وشق طرق للدبابات، وتغير معالم الوادي باكمله في القرية بما فيها نبع عين فيت، لتتلائم مع حركة الدبابات والاليات العسكرية الثقيلة ، وإجراء تدريبات عسكرية، ستقضي على عالم الحيوان كالغزلان والذئاب والخنازير البرية، وتهديد الغطاء النباتي الغني جدا بالانواع النادرة، والقضاء على غابة الاشجار الطويلة، التي تحتوي على الزيتون واشجار الحمضيات واماكن تعشيش الطيور، إضافة الى ازالة الموقع والمنتزه السياحي في أحضان الطبيعة الجولانية، الساحرة، الذي يزوره الالاف السياح العرب واليهود …
وأطلق نشطاء اسرائيليون حملة واسعة على منصات وشبكات التواصل الاعلامي، يطالبون الجيش الاسرائيلي في البحث عن اماكن بديله، للتدريبات العسكرية، والابقاء على هذه الهبة الطبيعية ، التي تعتبر موقعاً طبيعياً غني بالحياة البرية الخاصة في الجولان..
” لا تمحو عين فيت “
התוכנית של משרד הביטחון להחרבת עין פית خطة وزارة الدفاع التي تم الكشف عنها للبناء في عين فيت
وقد كتب الناشط والباحث والمؤرخ “شلومو من” في موقع نعموش العسكري تقريراً عن القرية تحت عنوان ” لا تمحو عين فيت ” قال فيه: ” بعد اكثر من 50 عاماً على تدمير القوات الهندسية التابعة للجيش الإسرائيلي لقرية عين فيت ، يخطط الجيش الإسرائيلي الآن لمهاجمة القرية الخلابة مرة أخرى، وبناء مباني للتدريب على أنقاضها ، واليوم يحتشد آلاف المواطنين من مرتفعات الجولان، وجميع أنحاء البلاد لإنقاذ لؤلؤة الطبيعة البرية..
ويقول الباحث الاسرائيلي في تقريره ” نشر موقع “الجولان الالكتروني ” الذي كان يتولى ادارته الصحفي أيمن أبو جبل ” أن عين فيت تأسست قبل حوالي 350 سنة. حيث تحدث عنها الرحالة الألماني شوماخر ، الذي زار المنطقة عام 1888 ، وقال ” القرية مكان جميل ومزدهر تقع شرقي نهر الأردن ، وتضم نحو 60 منزلاً ونحو 300 ساكن. كانت بها حدائق فواكه وخضروات جميلة ، وكان التبغ والأرز يزرعان في الأراضي الرطبة لبحيرة الحولة. قال قدامى القرية إن أسلافهم جاءوا إلى هنا من شمال سوريا.
يوجد في القرية العديد من الكهوف ، بعضها كان يستخدم للدفن والآثار والتماثيل الحجرية. في الجزء العلوي من القرية وجدت عظام بشرية قديمة. وعملت في القرية، عدة مطاحن دقيق. كان التجار يصنعون المعاول والفؤوس وسلال القش ، وكانت هناك أيضًا صناعات صغيرة من الجبن والصوف والحرير. ومن العائلات البارزة التي عاشت في عين فيت الحمدان ، أحمد ، إسماعيل ، حسين ، رستم ، سالم ، الخمسي ، أبو حسن ، ، عبد الله ، آل الخطيب من قرية زعورة المجاورة.
ويضيف ” بقدر ما هو معروف ، كانت هناك أيضًا عائلتان أو ثلاث عائلات مسيحية مارونية في القرية. من بينهم عائلة حداد التي كان( والدها فؤاد طبيب أسنان.) في السنوات التي سبقت حرب عام 1948 ، عندما كانت علاقات حسن الجوار لا تزال سائدة بين اليهود في الكيبوتسات الصغيرة وجيرانهم السوريين الذين عاشوا في ظل الانتداب الفرنسي. كان الدكتور فؤاد ينزل مع فرسه من عين فيت إلى الكيبوتسات ويقدم العلاج للعوائل اليهودية.
عشية حرب حزيران كان عدد سكان القرية حوالي 2300 نسمة. ، كانت عين فيت اسوة بعشرات القرى السورية في قلب العاصفة ، لكنها لم تصب بشكل مباشر من احداث الحرب . حيث دارت حولها معارك مواقع تل الفخار وتل العزّيزيات وبانياس وزعورة
في نهاية الحرب وبعد سقوطها ، بقيت قرية عين فيت صامتة ومهجورة ، مثل باقي القرى السورية في الجولان.نزح معظم سكانها معتقدين أنهم سيكونون قادرين على العودة في وقت قصير ، لكنهم لم يعودوا أبدًا. تم نهبت منازلهم بعد الحرب مباشرة ، وانتقلوا للعيش في مخيمات اللاجئين واستخدمت القرية لتدريب فرق المشاة العسكرية الاسرائيلية..
منذ حوالي عام 1970 تم تدمير منازل القرية من قبل سلاح الهندسة في جيش الدفاع الإسرائيلي ، كما حدث مع جميع قرى السوريين في الجولان ، بهدف محو أي أثر للوجود السوري. وانتقلت الفرق الهندسية من منزل إلى منزل ووضعت الغام مضادة للدبابات في الوسط. على مر السنين ، استمرت المنازل تخدم تدريب فرق المشاة والهندسة العسكرية الاسرائيلية ..
على الرغم من تدمير القرية ، إلا أن جزءًا من مظهرها الخاص ، والذي يتكون أساسًا من البازلت الأسود ، لا يزال مرئيًا في المنطقة. تعتبر القرية نقطة جذب للمسافرين الذين يعرفون المنطقة ويأتون للنزهات ، خاصة بسبب نبع المياه في وسط القرية ، الذي يغمر محيطها كل شتاء.
لا تزال عين فيت الحزينة قرية خلابة في بيئة طبيعية برية ، تضم مئات الأشجار والنباتات والأزهار ومجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات – ابن آوى والنمس وخنازير برية وبعض قطعان الماشة والبقر لمستوطنة سنير..
عند المدخل الجنوبي للقرية ، من اتجاه محور خط النفط ، تم وضع نصب تذكاري قبل عدة سنوات( تخليدا لذكرى الجندي أوري إيلان ) ، الذي أسره السوريون عام 1954 مع أربعة من أصدقائه ، عندما كانوا في طريقهم لتشغيل جهاز تنصت وضعوه على عمود كهرباء. انتحر أوري في السجن السوري فيما بعد…
ويضيف التقرير :” خطة البناء اعدتها وزارة الدفاع، والجيش الإسرائيلي ، وتهدف الى بناء حوالي 80 مبنى في القرية ، والتي سيتم استخدامها للتدريب القتالي . الخطة تم تسريبها مؤخرًا للجمهور ، أو تم تسريبها عمداً ، وليس من الواضح إلى أي مدى يعرف مجلس الجولان الإقليمي للمستوطنات الاسراءئيلة بالموضوع وما هو رأيه فيها. بالنسبة للسلطات الأخرى مثل جمعية حماية الطبيعة ، أو جمعية حراس الجولان ، لم يكن الأمر معروفًا حتى وقت قريب.
تم إعداد الخطة من قبل لجنة سرية متخصصة في المباني الأمنية ، حيث يفعل الجيش الإسرائيلي ما يشاء ، ويختار الأرض لنفسه بالشكل الذي يراه مناسبًا ،ويكاد لا توجد امكانية أو فرصة لاي سلطة اخرى، أو للجمهور للتعبير عن رفضه على ذلك. بحجة الاحتياجات الامنية، والمتطلبات السرية العسكرية، وليس هناك فرص للاعتراض، او الادعاء كونها تهدد البيئة والطبيعة ..
وبعد أن انتهى جيش الدفاع الإسرائيلي من إعداد الخطط ، فجأة ، وبمعجزة ، تم الكشف عن خبر وجودها ، والآن تذهب وتحاول إعادة الخيول التي تم إطلاق سراحها الا ان كل الجهود ستكون قريبة للفشل ..”
للانضمام لحملة انقذوا عين فيت على هذا الرابط
اهلا وسهلا بكم في عين فيت كما يتوقع ان تصبح مباني خرسانية