السبت , ديسمبر 2 2023
الرئيسية / شخصيات جولانية / اسرى ومعتقلين / ويرحل من نحب.. وداعاً ابا عماد
aboimad

ويرحل من نحب.. وداعاً ابا عماد

ويرحل من نحب.. وداعاً ابا عماد
 ايمن ابو جبل / عشتار نيوز
111111
ابو عماد.. ما أصعب ان اخاطبك بصفة الغائب، وانت الحاضر في تفاصيل الحياة اليومية، وتفاصيل حياتي الشخصية، كم يؤلمني رحيلك المبكر، وكم يؤلمني رحيل من نحب قبلك، ذهب الذين نحب، وبقيت انت بدمعك المحبوس تودعهم بصمت.. حين يرحل احد الاصدقاء القدامى من رفاق القيد والسجن كنت تقول: رحل من احببنا، ومن نحب، ليت يبقى احداً يحبنا كما نحب..لكنك تركت الحب،يحوم حولك يا صديقي، كارث جميل زرعته في ذوات كل من عرفك…
أجل …مع كل رحيل، نشعر اننا غرباء من جديد، في عالم لم يعد يشبهنا، لم نعد نشبهه، رحيلك يا صديقي، يا رفيقي، يثير الكثير من الاوجاع، التي سببها اولئك الذين اعتقدنا يوما انهم يشبهوننا…
مع مرور السنوات يا صديقي ادركت كما قلت يوما، حين يرحل عنا من نحب ، فاننا نرحل عن ذواتنا ايضاً، لاننا نخشى ان تضيع بصماتنا، التي تركناها يوما في التفاصيل الدقيقة في الشأن العام، في رابطة الجامعيين، وفي المخيمات الصيفية ، وفي مراكز الجمعية، ولجنة دعم الاسرى والمعتقلين، وفي الساحات، وفي روضة المسيرة للاطفال، وفي ارشيف الجولان الخاص بك، وفي الادوات الطبية والمسرح، والفن والموسيقى، وفي جنائز الرفاق والاصدقاء، وافراح الابناء والاعراس، وحين نمرض ونضعف كنت دائما اول طلة … واحتفظنا لانفسنا ان نصون الذاكرة، واوجاعنا، بخلق وصمت، لكن المستأثرين بصمتنا واخلاقنا، كانوا لنا جرحا في الذاكرة ، لم تشفى قبل رحيلك ولن تشفى.. واعتقد يا رفيقي ان تلك البصمات كما سواها، من افعال ومنجزات قد تحولت الى انتصارات ونجاحات،لاشباه الرجال…
عشرون عاما من العمل اليومي المشترك، يا رفيقي، كنت فيها وافراد عائلتك الحاضن والساند والداعم، كنت في دائرة الضوء الشخصية التي استنير فيها، وكنت فيها البيئة التي اهرب اليها من ضجيج العالم حولي، هناك في الجنة الارضية، التي صنعتها لنفسك وافراد عائلتك، في ارض القاطع التي ستفتقد حضورك بــألم، كلما مررنا ،بدوالي العنب واشجار الكرز، وتلك التحفة الفنية التي وهبتها لمزرعتك، التي تشبه جمال تلك الروح الدافئةالتي احتضنتك طيلةسنوات حياتك…
موجع هذا القدر يا ابا عماد، وكنت انت القدر الذي احببت منذ الايام الاولى ـ التي تحررت فيها من المعتقل، كيف لي ان اتخلص من شعوري بالامتنان لك، وللغالية عائدة وام عماد، في تفاصيل رحلتي معك منذ تحررت من المعتقل..
أيو عماد يليق بك اخيراً ان ترقد بسلام ، فارقد بامان وسلام واطمئنان، وساختطف منك للذكرى صورة ابتسامتك، وتعابير وجهك الابوية، وتلك النظرات التي زودتني بالامن والامان ، وكل تلك الكلمات التي قلتها لي مراراً : ” اختارنا القدر ان تكون منذورين، ومصلوبين، لاجل ان يحيا من نحب” ما اصعب ان اقولها اليوم بغيابك” تبا لهذا القدر، تبا لهذه النذور، تباً لتلك الجروح التي لا زالت تخترق أجسادنا، وتنال من ارواحنا، تباً لكل اولئك الذين خذلوك وخذولنا معاً، واختطفوا حلمنا، بان نكون ما رغبنا ان نكون، كرماء أعزاء في حياتنا،وتباً لكل كلمات الاعتذار والرثاء، والثناء التي تكون في مماتنا ، فكما قلت قبل اسابيع قليلة ” فلتخجل كل امة حين يصبح اعزاؤها اذلاء”.
ارقد بسلام يا ابو عماد.. سافتقد لتلك الروح التي كانت نورا في حياتي…

للمزيد عن الراحل  اضغط عل الرابط 

الاسير  سليمان حسن شمس 

عن astarr net

شاهد أيضاً

candle-300x225

وفاة السيدة أم منى محسنة فخر الدين من مجدل شمس

وفاة السيدة أم منى محسنة فخر الدين من مجدل شمس عشتار نيوز للاعلام/ وفيات توفيت …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!