وفاة الشيخ أبو فارس سلمان محمود من مجدل شمس
عشتار نيوز للاعلام / وفيات
ايمن ابو جبل
غادر ابو فارس، هذه الدنيا، تاركاً الكثير من الذكريات والضحكات والنكات الجميلة، في ذاكرتنا، وذكرياتنا، لربما تفصلنا بين جيله، وجيلنا سنوات طويلة، فهو من جيل أولئك الرائعون بلا اي تكلف، وهو من أولئك الاوفياء الصادقون بل تملق ورياء، وهو من أولئك الانقياء، بلا مقابل، وهو من أولئك الذين لا يغادرون اللقاء، دون ان يترك خلفه شوقا جديداً، للقاء أخر…
غادر الشيخ الجميل سلمان فارس محمود، عزيزا كما أحب، كريما كما عاش، حنوناً كما ترك من إرث مغروس في دواخل ابناءه وبناته وأحفاده، وكل من عرفه، وأستمع الى حكاياته وقصصه، عن الشعر والادب، والسياسة، والفكر القومي، والعروبي، عن خلاف الناصرية والبعثية، والموسكوبيين “الشيوعين” عن الانقلابات العسكرية، والداكاترة في سوريا والجندية العسكرية، عن الاجحاف الخطير والكبير لتاريخ” الباشا سلطان” ونضالات الثوار في جبل العرب، وسرقة دورهم في استقلال سوريا، وتغيبيه وتهميشه ، عن القرى السورية واهلها وسكانها، واصدقاءه، عن زيارات رجال الدين الى الوطن والاماكن المقدسة، عن الحنين الى السويداء، وجرمانا وقرى جبل الشيخ، وطيبة الناس هناك وعوزهم وكبرياؤهم، وكرامتهم، وكرمهم ولهفتهم ومحبتهم، عن تلك الزيارات القسرية” الاجبارية ” لقبر القرداحة، التي كانت احدى الاشتراطات لاتمام زيارة الاهل هناك، ومنح صكوك الغفران..
رحل الخال الجميل ابو فارس، الذي لم يكن يوما سياسيا، او يتناول السياسة، لكنه باعتقادي كان اجمل المحللين السياسيين لواقع وطننا ، وواقعنا بلا اي غرور، وبلا مباهاة..
ارقد بسلام يا خال، ستبقى اختك الوحيدة، “والاخيرة” امانة في اعناقنا الى النفس الاخير، وعزاؤها بكل أحفاد إخوتها وخواتها، واولادها وابناؤنا ايها الجميل …
كنت فارساً للحق يا أبا فارساً، عشت نقياً، واورثت نقاءًا خلفك لن يمحوه الزمن … فلترقد روحك بسلام …