السبت , ديسمبر 2 2023
الرئيسية / شخصيات جولانية / لروحك السلام يا ابا زياد….من ذاكرة المخيم الصيفي أبو زياد نورالدين مداح
mdah

لروحك السلام يا ابا زياد….من ذاكرة المخيم الصيفي أبو زياد نورالدين مداح

وفاة السيد أبو زياد نور الدين مداح من مجدل شمس

لروحك السلام يا ابا زياد….
من ذاكرة المخيم الصيفي أبو زياد نورالدين مداح
ايمن ابو جبل/ من الارشيف/2010
FB_IMG_1694892511517
ابو زياد رجل في العقد السادس من عمره، يجر ورائه شريطاً طويلاً من الذكريات، الا انه يدفع امامه حافلة كبيرة من الاحلام والامال. كان احد اولئك الجنود الذين شاركوا بحب ودفء في اولى المخيمات الصيفية في الجولان السوري المحتل، في العام 1986، يطل من بوابة المخيم الذي تغيرت ملامحه وتطورت ادواته وتبدلت وجوه العاملين فيه الا من عدة اشخاص اخرين لا تزال جباههم تحمل بعضاً من غبار المخيم الاول ” مخيم السنديانة ” يأتي مساءًا مع عدد من رفاق الامس، يغوصون في شريط ذكرياتهم الصامتة، ولربما يتحسرون بعض الشئ على ايام الشباب كما توحي نظراتهم وتطلعاتهم، كافة العاملين اليوم هم من ابناء المخيم، هنا اكتسبوا اولى تجاربهم وهنا وقفوا لاول مرة يؤدون تحية العلم العلم السوري،الذي لم يستطيعوا بعد ملامسته بحرية..
في ساعات المساء تكون ساحة المخيم مفتوحة للقاء عشرات” الرجال والجنود” الذين تركوا خصالا جميلة وافعالا كريمة، وذكريات لم تستطع العيش الا في ذاكرتهم وذاكرة من عايش تلك الفترة، من المخيمين والقائمين على المخيم، وان كان هناك غصة لاغفال مسالة التوثيق سابقاً،واستحضار صور ووجوه اولئك الرجال، الا ان تفعل شيئاً متاخرا اكثر اهمية من ان لا تفعل ؟؟ لان الشجرة تتحول الى لعنة ان لم يتفيأ في ظلها اولئك الذين زرعوها وسقوها وافنوا سنوات عمرهم كي تينع وتخضر..
ابو زياد اسماً يحمل اسماء كل تلك الوجوه التي اقامت هنا وبنت هنا ويجب ان تبقى منقوشة في وجدان جيل المخيمات الحالية والمستقبلية، يحملونها اينما كانوا ويتصفحون في سجلاتها في محاولة لنبش صور الماضي المضيئة من تاريخ العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي في الجولان المحتل . وليس الحديث هنا للبكاء على الاطلال كما هو الدارج في زمن ضعفنا وهبوطنا المعنوي، بل من اجل ان نتعلم ونعلم انفسنا ماذا لاتعلمنا؟ وماذا استفدنا من تجارب الماضي؟ وتجارب الحاضر؟؟ ففي كل عمل هناك اشخاصاً يتركون في الذاكرة بصمة لا تزول، حتى وان هم رحلوا.. وبصمات اولئك الاشخاص يجب ان تبقى…
ابا زياد ورفاقه هم نموذجاً للعشرات والمئات من رواد المخيم الصيفي في الجولان المحتل، الذي يعتبر وبدون اي مبالغة المخيم الصيفي الوحيد الذي يقام داخل الاراضي العربية المحتلة من فلسطين والجولان في ذك الوقت، حيث اقتصرت المخيمات الصيفية على العمل التطوعي للشبيبة، بخلاف مخيمات الجولان الصيفية التي احتضنت قبل اكثر من 25 عاماً اطفالا وشبيبة صغار على مدار عشرة ايام متواصلة، يمارسون فيها اصول التربية الوطنية والقومية والسياسية التي كان شوكة في اعين سلطات الاحتلال.ورغم اعتقال منظمي المخيم وملاحقتهم قضائياً وقانونيا ومالياً وفرض اقامات جبرية عليهم،الا ان مسيرة المخيم لم تتوقف ولم تنتهي بعد..
هنا في ساحة المخيم الصيفي يجتمع الاباء مع ابنائهم المخيمين، اولئك الذين كانوا يوما داخل تلك الخيم، يمارسون ما يمارسه اولادهم اليوم من طقوس المخيم، وهناك عند احدى زاويا المخيم تشاهد ام احد الاطفال وهي تحتضن ابنها وتتحس شعره وتتلمس ملابسه خشية ان تكون ظروف المخيم غير ملائمة لابنها، متناسية ذكرياتها الطفوليه حين كانت احدى اعضاء تلك الخيم، لا تستطيع وانت في ساحة المخيم ان تتجاهل هذه الصورة وتلك المشاهد التي يغزو فيها الماضي حاضر المخيم الصيفي…
توفي في مجدل شمس مساء اليوم (السبت 15/7/2023) السيد أبو زياد نور الدين اسماعيل مداح، عن عمر ناهز ال 76 عاما. وسيشيع جثمانه إل مثواه الأخير عند الساعة العاشرة من صباح غد الأحد…
الى جنات الخلد ايها الشهم…
توفي في مجدل شمس مساء اليوم (السبت 15/7/2023) السيد أبو زياد نور الدين اسماعيل مداح، عن عمر ناهز ال 76 عاما. وسيشيع جثمانه إل مثواه الأخير عند الساعة العاشرة من صباح غد الأحد.

عن astarr net

شاهد أيضاً

candle-300x225

وفاة السيدة أم منى محسنة فخر الدين من مجدل شمس

وفاة السيدة أم منى محسنة فخر الدين من مجدل شمس عشتار نيوز للاعلام/ وفيات توفيت …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!