إنها السويداء الثائرة
سميح شقير
نهرٌ جارفٌ
من الشجاعة والحِكمة والفنْ
زِلزالٌ تَحتَ أقدام الإستبداد
ونسائمُ حريةٍ يتنشقها السوريون في كل مكان
رسالةٌ بالبريد المضمون لكل قلب
يهتف لوحدة سوريا وكبريائها
صك ملكية الشعب لأرضه وسماءه
يُبطِلُ معاهدات العار التي باعت البلاد
على أرصفة أسواق اللصوص
قبضةٌ مرفوعةٌ في وجه الاحتلالات
نساءٌ حُرّاتٌ يتقاسمنَ الصوت والصدى
وروعة الحِدا مع رجالٍ ميامينٍ في ساحة الكرامة
رسوم على الجدران
لافتاتٍ جريئةٍ متجددة
عنبٌ وتينٌ وتفاحٌ ومناسفُ الجودِ دوّارةٌ في المكان
صبايا وشباب يحرسون الساحة ليلاً
بالإنتباه وبالأغاني والأهازيج
منصةٌ للشعر البطولي وللألحان الثائرة
أطفالٌ يتنقلون في جنبات هذا العرس
الوطني سيخبرون أحفادهم ذات يومٍ
كيفَ عاشوا أُسطورة قيامة مدينة
وعن فرحٍ غامِرٍ مُشتهى منذ عقود
وفي ساحة الكرامة
سنشهد بأُم العين كيف يتحرر التراث البطولي بانغامه الهادرة على شكل طاقة كالسحر
تدفع النخوة والإباء الى عنان السماء
وسنسمع صدى طرق حدواتِ حصان سلطان باشا على الارض الحجرية رغم انقضاء السنين
ايها المنتفضون الأبرار
كأنكم بوقفتكم تُحيون المجد المعلق
على جدران مضافاتكم
وتمشون معه الى الساحات
وكأنكم صوت ذلك الفارس الشاعر
إذ قال:
” إذا القوم قالوا من فتىً خِلتُ أنني
عُنيتُ فَلَم أكسلْ ولم أتبلّدِ “
وكأنكم بلسمٌ لجراح الثائرينْ
ووعدُ خطوتكم يقينٌ
ساطعٌ كالفرقَدِ
إن يَنطق البازلتُ غنى عزمكم
واذا عزمتم كل حُرٍ يقتدي
واذا عزمتم كل حُرٍ يقتدي