المناضل عبد الله القيش من بقعاثا
عشتار نيوز للاعلام شخصيات جولانية/ ايمن ابو جبل
الشيخ أبو حسن عبد الله القيش إحدى الشخصيات الوطنية والاجتماعية التي تركت بصمات بيضاء في السجل النضالي في الجولان المحتل ، وهو من مواليد العام 1931 في قرية بقعاثا.عمل قبل الاحتلال الإسرائيلي للجولان في الأعمال الحرة ،وكان عضوا في الاتحاد القومي، أثناء الوحدة السورية المصرية، وأنهى خدمة العلم في سلك جهاز الشرطة السورية .
بعد الاحتلال الإسرائيلي برز كأحد المقاومين السياسيين للاحتلال الإسرائيلي، وقام مع رفاقه من الرعيل الوطني الأول في الجولان في تموز عام 1967 بتشكيل خلية للمقاومة الوطنية السورية في الجولان المحتل، وكتابة عرائض احتجاجية إلى وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه ” موشي ديان” والى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ومنظمات الصليب الأحمر، والى الحاكمية العسكرية الإسرائيلية في الجولان، يعبر فيها عن رفض أهالي الجولان العرب السورين التعامل مع مؤسسات الاحتلال ، ورفضهم دفع ضريبة الدخل وإقامة مجالس محلية في الجولان المحتل، مستندين على القرارات والمعاهدات الدولية في كيفية التعامل مع السكان المدنيين تحت الاحتلال.
اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1973 بتهمة العضوية في المقاومة الوطنية السورية ، وحيازة مسدس ف.ن رقم 6424 وباغة و 10 رصاصات مسدس طوطو و25 رصاصة وذلك بهدف إصابة إفراد جنود الجيش الإسرائيلي. منذ العام 1967، كما جاء في لائحة الاتهام التي قدمتها المخابرات الإسرائيلية الى المحكمة العسكرية، وذاق طعم الديمقراطية الإسرائيلية بأعنف أشكالها في أقبية التحقيق حيث تعرض إلى الضرب بالهراوات على جميع أجزاء جسده، وتعرض إلى محاولات التصفية الجسدية، وذر الملح في عينيه، وبقى في زنازين التحقيق قرابة شهر ونصف الشهر. ونتيجة التعذيب القاسي الذي تعرض له أصيب في تضخم بالرئتين، وادخل على أثرها المستشفى لفترة 3 أشهر خضع خلالها للعلاج، إلا انه رفض إجراء عملية جراحية لعدم مصداقية وجدية العناية الطبية التي قدمها له السجانون في مشفى السجن،حيث استطاع بواسطة المحامية التقدمية الاسرائيلية ” ليئا تسيمل” من تقديم شكوى ضد جهاز الشين بيت الإسرائيلي، لتسبب المحققين في إصابته البالغة في الرئتين والقلب. والتي ما زالت معاناته مستمرة لغاية اليوم .
أصدرت عليه المحكمة العسكرية في مدينة القنيطرة المحتلة حكما بالسجن لمدة سنتين وعشرة أعوام مع وقف التنفيذ .
بعد الإفراج عنه تابع نشاطه الوطني والسياسي لمواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى فرض قانون ضم الجولان إلى الدولة العبرية وفرض الجنسية الإسرائيلية على مواطنيه العرب السورين، وتعرض إلى التنكيل والملاحقة أثناء عمله ، وتعرض إلى الاعتقال الإداري في العام 1982 بسبب مواقفه الوطنية والاجتماعية والسياسية.وهو احد الموقعين على الوثيقة الوطنية لجماهير الجولان الصادرة عام 1981 والتي تفرض الحرمان الديني والاجتماعي على كل مواطن تسول له نفسه الموافقة على استبدال جنسيته السورية بالجنسية الإسرائيلية .
في العام 1984 وبعد ضم إسرائيل للجولان قانونيا،استطاع رغم المعارضة الإسرائيلية وبعد جهود واتصالات جمة من زيارة الوطن الام سوريا، بواسطة الصليب الأحمر الدولي بهدف تلقي العلاج في المستشفيات السورية . واعتقل مرة اخرى في العام 1987 بتهمة التسبب في تكسير سيارة شرطة إسرائيلية اثناء تشييع الشهيدة غالية فرحات ، وبقى رهن الاعتقال داخل زنزنانته لمدة 3 أشهر، وحكمت عليه المحكمة الإسرائيلية حكما مع وقف التنفيذ لمدة 3 أعوام وغرامة مالية في حال اخل في شروط الإفراج عنه .متزوج ولديه خمسة أبناء وابنتين .
توفى في 1-10-2016 بعد صراع طويل مع مرض عضال عن عمر يناهز الـ86 عاما .
للمزيد اقرأ ايضاً : لقاء حاص مع الشيخ عبد الله القيش بمناسبة ضم الجولان الى الدولة العبرية ..