من الذاكرة الجولانية : مهنا الصباغ اول شهيد للمقاومة الشعبية في الجولان
عشتار نيوز/ شخصيات جولانية /
أيمن ابو جبل
نُشر في 22/11-2009
يحتفظ الجولان بقليل عدده وقلة إمكانياته،بصفحات مضيئة في سجله الاجتماعي والسياسي، فمنذ الثورة السورية الكبرى لم يمر جيل من دون أن تكون في ذاكرته صور لمشاهد ومآثر وطنية واجتماعية، خاصة لموقعه الاستراتيجي كملتقى لمثلث دولي،وما يختزنه من ثروات طبيعية ومائية ومناخية وزراعية، جعلت منه محط إطماع في الصراع العربي الصهيوني..
وأسوة بباقي المناطق السورية حظي الجولان باهتمام بارز في نهج الحكومات السورية العسكرية والمدنية المتعاقبة ، خاصة في المرحلة التي أعقبت الجلاء في نهاية الأربعينيات، ومرحلة انعدام الاستقرار السياسي في سوريا، وحرب السويس في مصر عام 1956 .
حيث برزت الحاجة إلى إشراك السكان على حمل المسؤوليات الوطنية وتأهيلهم ليكونوا مستعدين لمواجهة كل المخاطر، خاصة انهم مرابطون على المناطق الحدودية مع الدولة الأشد خطرا على الأمن والوجود الوطني والقومي. ومن هناك كانت الحاجة إلى وضع برامج لتدريب السكان المدنيين على مراقبة تحركات المشبوهين والعملاء وأي تحركات إسرائيلية في المنطقة الحدودية واستخدام السلاح.
وابتدأت قوى الامن والمخافر السورية بدعوة الرجال إلى المشاركة في خلايا اطلق عليها ” انذاك المقاومة الشعبية” التي ابتدأت في اوائل سنة 1953 لتكون بمثابة حرس شعبي وطني لحماية القرى والسكان.اعتمدت بالدرجة الاساسية على رفع الروح المعنوية والقتالية للسكان.واضعة إستراتيجية أمامها بفتح مراكز تدريب عسكرية على مختلف صنوف القتال، واستثمار الكادر القيادي والعسكري المتقاعد من الجيش والخدمة الوطنية، تحسبا لأي عدوان يتعرض له أي جزء من أجزاء الوطن السوري..
وفي محاولة البحث عن أحداث الجولان الماضية، والتي تطويها الذاكرة في عالم النسيان والإهمال والتهميش، وخوفا من اندثارها، سنسلط الأضواء على مرحلة من عمل المقاومة الشعبية في الجولان، والتي كان لها الفضل في رفع الروح الوطنية لدى سكان الجولان، مستندين على تجربة الرعيل الاول من المجاهدين ورجال الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي ، بالدفاع عن الوطن وصون الأرض والعرض مهما بلغت التضحيات…
ولعلّ أدق تعليق لحالة الجولان آنذاك ما وصفه احد الأشخاص الذين عايشوا تلك الفترة حيث قال “: في ستينات القرن الماضي كان لا يزال اسم جول جمال الملاح البحري السوري، يحاكي وجدان كل السورين والأحرار العرب،من المحيط إلى الخليج ..
جول جمال بطل تفجير البارجة الفرنسية إثناء حرب قناة السويس عام 1956،آنذاك، وفي أوج مرحلة الوهج الوطني والقومي الذي تثيره خطابات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان الشعب العربي تواقاً الى انتزاع الحرية، ودحر اثار النكبة والهزيمة التي لحقت بالأمة العربية خلال نكبة فلسطين..ومواجهة كل المؤامرات السياسية التي افرزها حلف بغداد آنذاك..
في تلك الفترة كانت لاتزال افتتاحية إذاعة صوت العرب “أيها العرب في كل مكان… هذا صوت العرب الناطق بلسانكم، المعبر عن وحدتكم.. نوافيكم به من قلب الأمة العربية المجيدة، من القاهرة ” تجعل المواطن العربي يدفع الغالي والنفيس من اجل عدم تفويت أي حدث او برنامج من برامج صوت كل العرب وخطابات عبد الناصر، وخاصة بعد المعارك الباسلة التي خاضتها المقاومة الشعبية في مصر لدحر العدوان الثلاثي، وإقامة اول وحدة عربية جمعت بين سوريا ومصر عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر…
في تلك الاجواء المشحونة بالمشاعر والعواطف الوطنية الحماسية والجياشة، كان الشعب العربي على امتداد محيطه وخليجه، يتطلع بحذر شديد الى تنامي القوة الصهيونية والتغلغل العسكري الإسرائيلي على الحدود السورية والمصرية والأردنية واللبنانية،واضعا نصب اعينه الأطماع الصهيونية..
فلم تكن التربية القومية التي تضمنتها خطابات جمال عبد الناصر ومفكري النهج القومي العربي في سوريا ومصر ولبنان، بعيدة عن نبض الشارع العربي، وإنما ساهمت في بلورة وعي متنامي حول ضرورة التصدي للمعتدين بكل السبل والإمكانيات المتاحة مدنية كانت ام عسكرية، ومن هنا تم استنساخ مفاهيم ومصطلحات ثورية مستندة إلى تجربة بعض الثورات وحركات التحرر العربية والعالمية في دول العالم الثالث، تحث المواطنين على المشاركة في قضية التحرير والاستعداد للحرب والتصدي لاي عدوان إسرائيلي جديد، بعد الهزيمة الكبرى التي لحقت بالعرب في حرب استعادة فلسطين وانتهت بتوقيع اتفاقيات الهدنة مع الدولة اليهودية الفتية عام 1949 …
لقد كانت الوحدة السورية المصرية هي الأمل الذي جعلنا نعتقد ان التحرير ات لا محالة، واندفاع الناس هنا في الجولان وحماستهم للمقاومة الشعبية كان من اجل ان يكون لهم جزء في عملية التحرير الموعودة. ولا بد من الإشارة هنا ان الجولان عانى الكثير بسبب قربه من الحدود مع “العدو الجديد”، وفرض علية دفع ضريبة براءة الذمة نتيجة إقدام البعض القليل من ضعاف النفوس على التعامل مع العدو الجديد، وضريبة أخرى دفعها الجولان ضريبة النقمة البلهاء والحمقاء التي تعامل بحسبها المسئولين الآمنين في جهاز الدولة مع السكان المدنيين، الذين اثبتوا للقاصي والداني ان الانتماء للوطن هو أسمى أشكال الوجود الجولاني على هذه الارض المباركة” .
المقاومة الشعبية تزف احد ابناء الجولان شهيداً:
في تشرين أول 1961 كان الشاب مهنا فارس الصباغ قد لبى نداء الواجب، وامتثل في دورة تدريب في احدى خلايا المقاومة الشعبية التي كان قد انضم اليها قبل عدة سنوات وترأس المقاومة الشعبية ضابط سوري برتبة ملازم اول اسمه “عبد الغني النابلسي” حيث تجمع العشرات من فوج التدريب، وعدد أخر من أبناء البلدة، في ما كان يعرف يوما بمنطقة البيادر الشرقية( بيت عقاب الصفدي حاليا)في التدريب حول كيفية استخدام القنابل اليدوية الذي اشرف عليه الملازم ” نعمان”
اتخذ جميع المشاركين الحيطة والامان. الا انه الحظ العاثر للشهيد مهنا الصباغ، كان سباقا إليه، فقد وقعت القنبلة على بعد حوالي 7 أمتار من موقع التدريب، وعلى الفور صاح الملازم” نيازي “بكلمة ” الجميع انبطاح” إلا إن إحدى شظايا القنبلة كانت قد مزقت عنق الشهيد مهنا الصباغ، وابتدأت دمائه تسيل بغزارة، مكونة شكلا هلاليا على الأرض، وسط ذهول وفاجعة زملائه الموجدين حوله، ونقل فورا في الجيب العسكري إلى مركز مسعدة العسكري وبعدها إلى المستشفى العسكري في مدينة القنيطرة وهناك أعلنت وفاته رسميا من قبل الطبيب، عن عمر يناهز الثالثة والثلاثين عاما..
في هذه الأثناء تم استدعاء شقيقه وأقاربه من دمشق ومجدل شمس إلى القنيطرة، ليتم نقل جثمانه الى مجدل شمس، للإعداد لتشييع جثمانه في مقبرة القرية. حيث شارك العشرات من ابناء الجولان ، وقادة المقاومة الشعبية وضباط مكتب الشعبة الثانية في القنيطرة في وداعه …
وعن الحادثة يستذكر احد الشهود من تلك الفترة” كنا فتيانا ،تجمعنا بالقرب من بيت “كمال مزيد ابو صالح”، وكان الكبار من الشباب قد بدأوا التدريب على البواريد والقنابل، وهذه ليست المرة الاولى االتي نراقب فيها شباب المقاومة الشعبية، في سهل الرماية المخصص للتدريب (بيت سعيد ايوب، اسعد ابو جبل حالياً )وكان هناك مواقع وضعت عليها اشارات للتصويب، التي ابدع وبرز فيها الشيوخ وكبار السن من مجاهدي الثورة،” الذين لم تكن طلقاتهم تخطئ الإشارة على الإطلاق كما كان يتباهي الملازم اول عبد العزيز النابلسي والقائد محمود البغدادي أمام الجنود لدب الحماسة في صدورهم.”
حين استشهد مهنا الصباغ، يقول احد جنود المقاومة آنذاك، كنا بين عشرة وعشرين شخصا، ننتظر دورنا لرمي القنابل الدفاعية، وكان الشهيد معنا ينتظر دوره بحماس، فهو محارب وجندي قديم. اتخذنا وضعية الأمان وراء المتاريس كما هي التعليمات وعيوننا تتجه نحو حقل الرماية، فجأة سمعنا صرخة، وكان الشهيد مهنا واقفا يشد بكلتا يديه على رقبته ،والدماء تسيل بغزارة منه، حتى سقط ارضاً،كان الحادث مفاجئا وغريبا، وتبين ان رامي القنبلة لم يستطع إبعادها المسافة الكافية، فانفجرت وتطايرت شظاياها وكانت إحداها قد وصلت الشهيد مهنا الصباغ. كانت دماءه تسيل بغزارة على الارض أثناء محاولات إسعافه اليائسة وشكلت رسما هلاليا احمرا قانيا على التراب لا يمكن نسيانه..
الشهيد مهنا فارس الصباغ :
هو ابن لعائلة كريمة ميسورة الحال، ولد في العام 1928 . شارك المرحوم والده في عمليات الثورة السورية في إقليم البلان عام 1925 الذي قادها المجاهد اسعد كنج ابو صالح. وعمل طيلة حياته مزارعا وعاملا نشطاً، لكسب قوت عائلته المكونة من ثلاثة شباب وبنت واحدة، أكبرهم سنا كان في الحادية عشرة من عمرة وأصغرهم سنا كان تسعة اشهر..
لقد تسنى للشهيد مهنا الصباغ أسوة بالعشرات الغيورين من أبناء الجولان المشاركة في محاولة تحرير فلسطين، فانضم إلى جيش الإنقاذ بقيادة شكيب وهاب، وتطوع في الكتيبة التي قادها المرحوم سلطان كنج أبو صالح من بلدة مجدل شمس، وشارك في معركة المالكية في العام 1948، وأصيب في إحدى معاركها الأربعة التي جرت بين القوات الإسرائيلية وقوات جيش الإنقاذ، فعاد إلى مجدل شمس لتلقى العلاج. بعد اصرار قائده سطان كنج على مغادرته وتوجهه لتلقى العلاج، وتعافى وتركز في عمله لإعالة أسرته وتامين احتياجاتها حتى لحظة استشهاده.
وتقول زوجته ام علي جوهرة الصباغ ” كان قلقا جدا على موسم التفاح، حيث لنا قطعة ارض صغيرة، وكان متخوفا من أننا قد تأخرنا في جني المحصول، رغم ان الناس لم تنهي بعد موسم القطاف، واتفق مع احد التجار لبيع المنتوج قبل استشهاده، لأنه كان عمل ناطورا في البساتين، وعن الحادثة تقول ” خرج من البيت يحمل بارودته كالعادة للمشاركة في التدريب، كان يوم جمعة، واخذ ابني علي معه، فيما باقي الأولاد كانوا بجانبي بالبيت ، بعد مضى بعض الوقت سمعت صراخ وبكاء ابني علي، وكان لوحده، خرجت لاستوضح ما سبب البكاء والصراخ، فقال لي: لقد قتل ابي ” لم اعرف إلى اين اتجهت لكنني اتجهت الى الجهة الخطأ، فاعادوني وسط بكائي إلى البيت لننتظر تفاصيل ماذا جرى؟
في الوقت الذي أخذوه جاء الناس إلى البيت، وجميعهم في انتظار عودتهم من المستشفى، لقد كان ركيزة البيت ومعيله الوحيد . اخذوا الاولاد بعد استشهاده الى مدرسة أبناء الشهداء وعادوا بعد فترة، كانت الأوضاع صعبة جدا عملت بالخبز وبيع الأواني والقطاف والسليقة من اجل إطعامهم وتأمينهم، ولم استطع مساعدة الأبناء الكبار في توفير علمهم، فما ان شبوا حتى ساعدوني في العمل ” .
استشهد مهنا الصباغ تاركا أطفاله الأربعة علي (11 عاما ) هايل (9 سنوات ) وهاله (5 سنوات) وسليم ( تسعة اشهر)، أمانة تحت مسؤولية الدولة التي أصدرت قرارا وفور استشهاده بتبني أطفاله ، وتعليمهم في مدرسة أبناء الشهداء في المزة في مدينة دمشق، حتى حرب حزيران عام 1967.
لقد أنهت المقاومة الشعبية في الجولان تدريب العشرات من أبناء الجولان قبل الاحتلال الإسرائيلي،في دورات متفرقة بنجاح، وافتتحت مخفرا لها تحت إشراف ضباط في الجيش السوري وتعاقبوا على قيادتها، منهم الملازم عبد الغني النابلسي والملازم مصطفى دعبول، ومحمود الجزائري والملازم سنحاريب، والملازم جميل قباني، وجلال مرهج، وكانت مهماتها التدريبية تنحصر في تدريب الرجال على استخدام السلاح والسلاح الأبيض، ومراقبة حدود القرى في التلال والمراكز الإستراتيجية، والقيام بجولات استطلاعية تدريبة ليلية، وجولات حراسة ليلية بين القرى والحارات، تحت آمرة عريف مزودة ببنادق وبواريد فرنسية 36 -49( نصف اوتماتيك)- وسموبال وهو نوع من أنواع الكلاشنكوف الصغير، وكان قيادة المقاومة تصرف لكل عنصر من عناصرها بطاقة رسمية وسلاح شخصي.
ومن ضمن البرامج التي أنجزتها إحدى دورات المقاومة الشعبية في الجولان في العام 1955-1960 هو استطاعة عناصرها القبض على العديد من المهربين والتجار الغير قانونين الذين قدموا من فلسطين المحتلة، عن طريق بانياس زعورة مسعدة، وطريق شبعا مجدل شمس، وتم تسليمهم إلى أجهزة الأمن السورية وبحوزتهم مناشير تسئ للدولة السورية، وتحرض السكان على عدم الانصياع للأوامر والتعليمات، إضافة إلى اشتراك إحدى دفعات المقاومة الشعبية في حفل استقبال أبو العبد أمين الحافظ في القنيطرة والقيام بعرض عسكري تكريما له، والقيام بعروض عسكرية مختلفة لتكريم عدة رموز وشخصيات عربية زارت الجولان، كالمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي زارت مدينة القنيطرة. وعبد الله السلال،اول رئيس للجمهورية العربية اليمنية، ونالت المقاومة الشعبية درجة الامتياز لاكثر من مرة في تلك العروض..
وبحسب شهادة احد العناصر القدامى في المقاومة الشعبية يستذكر هذه المناسبة” لقد صدر قرار من قبل الملازم اول بالاستعداد لحفل استقبال السيد أبو العبد أمين الحافظ” حاكم سوريا الاعلى” في مدينة القنيطرة، وبسرعة البرق كنا عدة أفواج من المقاومة الشعبية مستعدين ، وأجرينا عرضا جميلا جدا من أول بلدة المنصورة ولغاية سينما دنيا في مدينة القنيطرة، قرب ساحة العقيد، حيث كان هناك مكتب الشعبة الثانية، وما أزال اذكر حرارة الاستقبال الذي حظينا به من قبل السيد أمين الحافظ بعد انتصار ثورة البعث في العام 1963″
واشتركت بعض خلايا المقاومة الشعبية من أبناء الجولان في النداء الذي وجهه الوطنيين اللبنانيين الأحرار العرب بتقديم يد العون إلى لبنان لمواجهة حلف بغداد الذي كان احد أركانها آنذاك الرئيس اللبناني كميل شمعون ، والتصدي للقوات الأمريكية التي غزت الشواطئ اللبنانية عام 1958، وسافر عدد من رجال المقاومة إلى لبنان بامر من قائد المقاومة الشعبية آنذاك محمود الجزائري الضابط في سلاح الهندسة السوري يرافقه ضابط من الشعبة الثانية ” جميل قباني ” ووضعوا أنفسهم تحت تصرف الحركة الوطنية اللبنانية، التي قادها الزعيم الراحل كمال جنبلاط، حيث انطلقت مجموعات المقاومة الشعبية من الجولان والتي بلغ عدد أفرادها حوالي 50-100 رجل من مجدل شمس وبقعاثا والغجر وعين فيت وبقعاثا ومسعدة وزعورة، إلى شبعا وحاصبيا في محاولة للسيطرة على مواقع للجيش اللبناني، الذي كان يؤيد الرئيس كميل شمعون الموالي لحلف بغداد، وتلغيم الطرق المؤدية إلى مواقع الانعزاليين اللبنانيين، وقطع الخطوط مع بيروت لإضعاف قوى الانعزاليين. الذين ردوا بقصف مدافع الهاون عليهم، وبقوا داخل الأراضي اللبنانية لمدة عشرة أيام.. وكانت إحدى الأهازيج التي تدب الحماس فينا ما كان يردده احد المقاومين”
( شمعوني بدك ترحل صهيوني مربط خيلنا ).
وقد وفرت المقاومة الشعبية التي اشترك فيها العشرات من الشباب قسم كبير منهم ما زال حيا والأخر مضى، وكان اخر وجود علني للمقاومة الشعبية، حين بدأت اسرائيل بحربها على الجولان، فتجمع من بقي من موظفي الجيش وعناصر المقاومة في مداخل مجدل شمس لان سكان القرى الأخرى نزحوا أليها، وكنا في منطقة الشميس وتل الريحان وغربي البلد نراقب قدوم المحتلين، إلا انه لم تكن هناك مقاومة لان الإسرائيليين دخلوا المنطقة بعد الإعلان عن سقوطها” فعدنا الى بيوتنا لننتظر مصائرنا بالم ووجع. بعد ايام صدرت التعليمات من قبل الجيش الاسرائيلي بتسليم كل سلاح شخصي خلال أيام معدودة تجنبا لأي عقاب صارم سيصدر بحقه…”
الشهيد أبو علي مهنا الصباغ هو واحدا من أولئك الرجال الذين مضوا بصمت تلبية لنداء الواجب، لم يستأذن أحدا في الواجب، كما لم يستأذن أحدا في الوداع، وحده الوطن والواجب كان دافعه وهاجسه،كما كان من سبقوه إلى عالم المجد والخلود من شهداء شعبنا في الجولان، وكما سار اللاحقون من شهداء شعبنا على نهج الحرية والأباة…
ألا يستحق شهيد المقاومة الشعبية الأول في الجولان، اسما ورمزا ومكانه محفوظة في سجل الخالدين من أبناء شعبنا لتتفاخر فيها الأجيال،وتحكي قصة العطاء الجولاني الذي لم يعرف يوما الحدود، وكانت نبراسا لهم حول معاني االتضحية والفداء…
ألا يستحق أبناء وأحفاد الشهيد ورجال المقاومة الشعبية، بعضا من التقدير والاحترام وايفائهم الحق الذي يستحقونه في ذاكرة الاجيال،وسجلات الدولة السورية الرسمية، حقا اصبح واجبا على كل ذي صاحب شأن ووجدان حي، من اجل ان تبقي حية، كل تلك القيم السامية فينا …..
المصادر:
- لقاءات مع عدد من شخصيات تلك المرحلة” الشيخ ابو نايف حسين الصباغ.
- السيد عادل حسين أبو جبل.
- الشيخ أبو مأمون علم الدين الصباغ.
- زوجة الشهيد مهنا الصباغ وأبنائه.
- السيد محمد” بنوت” مرعي.
- السيد سليمان شمس.
- السيد فايز علي الصفدي.
- السيد فايز نعمان أبو جبل .
- السيد يوسف شكيب أبو جبل.