الحراك الشبابي في الجولان المحتل نموذج عروبي اصيل يستحق الوقوف امامه باعتزاز وشموخ..
عشتار نيوز / مقالات الرأي
هاني جابر *
حراك يستحق الدراسه في ظل اجواء التشرذم في النسيج الاجتماعي والسياسي بالمحيط ..حراك جاء للرد على مخرجات الحالة من فقدان للاتجاه وانحراف للاولويات ..وللقول بأن التنوع السياسي هو تنوع طبيعي وانساني، وان حدية المرحله وصعوبة التماسك الداخلي لمواجهه المخاطر الخارجيه، لا تعني التسليم بالامر الواقع …
هي حالة نموذجيه ممكنه جسدت بان ” الموت في التماثل ” وبان قواعد الوحده في مواجهه المخاطر الخارجيه، تتطلب وحده الموقف ” الداخلي ” وترك المساحه للتعبير عن المواقف، والتي تبدو ظاهريا ” متناقضه ” …الا انها تستند الى قاعده جوهريه وهي ” اصالة الانتماء ” للام سوريا …
الحراك الشبابي اعتمد مبدا التكاتف الاجتماعي، والحوار والسلم الاهلي في مواجهه تحديات فرض ” الوصايه على الجولان المحتل ” مبدأ زاد النسيج الاجتماعي تماسكا وتناغما في رفض فرض ” الانتخابات المحليه البلديه الاسرائيليه “. هذا التناغم وهذا التماسك مع الاحتفاظ كل بموقفه مما يحصل بسوريا ..اكد استحالة اختراق الساحه الداخليه من قبل ” المنظومه السياسيه والامنيه الاسرائيليه ” والتي راهنت على ان ما يحصل بسوريا، اضعف النسيج االجتماعي والسياسي في الجولان المحتل ….
ومما لا شك فيه لأن حالة الوعي الثقافي والفكري لابناء الجولان المحتلـ، ترك المساحه الاكبر للحوار بدل المواجهه ..واعطي حيزا للتنوع والاختلاف واكد بانه مجتمع حيوي متفاعل مع قضاياه العامه، وبان الرؤى السياسيه المختلفه ما هي الا تعبير عن صدق الانتماء للهويه الجمعيه …
فشعار الحراك بان ” الجولان سوريه مش ناقصها هويه ” شعار جامع في مواجهه المشاريع التي تستهدف هويته وارتباطه بالام سوريا …وشكل حمايه لثقافته وانتماءه وعمق ارتباطه كنسيج اجتماعي وسياسي متماسك …وان لا مساومه على ” انتماءه ” وان قضاياه لها بيئتها الخاصه ومعالجتها تأتي في سياقها المجتمعي ولا تحتاج الى ” اطر ومؤسسات اسرائيليه ”
وما ميز الحراك ايضا بانه حراك ” حواري سلمي ” استند الى مبدأ ” الحوار ” بعيدا عن العنف المجتمعي فكانت النتائج تضخ في مصلحه رفض ” فرض الوصايه ” ولم تتحول الى صراعات جانبيه تستهدف حرف البوصله ..
حرص الجميع على بقاء الحوار السلمي اساسا للاقناع، فلم تترك مساحه ” للمنتفعين من الانتخابات ” لتبرير موقفهم ..فكانت الهجمه على الكل المجتمعي من قبل ” المحتل ” عندما انطلقت المظاهرات السلميه لتعبر عن الموقف الشعبي الرافض …
لقد بنى النسيج الاجتماعي والسياسي في الجولان ” المحتل ” عقدا اجتماعيا متماسكا يبنى عليه مستقبلا..اسس لمرحله نهوض مؤسسات مجتمعيه متفاعله مع الهم العام ورسخ قواعد واضحه المعالم لا لبس فيها بان ” الساحه الداخليه بتنوعها ” هي شأن داخلي وبأن العداء الخارجي يشكل قاعده للحمه الداخليه ……
ان جدلية المعرفه وارتباطها بالوعي الجمعي عنصر هام في تحقيق الانتصارات ..وفي حمايه الجبهه الداخليه وفي المواجهه المباشرة مع ” المحتل ”
فقد شكلت الذاكرة ” الجمعيه ” من عصيان مدني واحراق للهويات والمواجهات المباشره مع المحتل منذ اعلان ” الضم الاسرائيلي للجولان ” عام 1981 قاعده وطنيه استحضرت عناصر القوه في ” الجبهه الداخليه ” ووضعتها امام من راهن ويراهن على سقوط ” الثقافه الوطنيه في الجولان المحتل ” فشكلت رصيدا وحافزا للتقدم في المواجهه ..على عكس من راهن على ” اسرلة الجولان ” كتحصيل حاصل في اندماج المجتمع ” الجولاني ” في سوق العمل ” الاسرائيلي ” ومن راهن ايضا عن خلق حالة انفصام عن القوميه العربيه عبر تعزيز الطائفيه باعتبارها الاقرب الى وجدان حالة التدين …
باختصار شديد ما حصل في الجولان المحتل ” ردا على فرض الوصايه …نموذج عروبي اصيل يستحق الوقوف امامه باعتزاز وشموخ….ويستحق تعميمه على باقي الساحات التي لا زالت تعيش ازمتها الداخليه انسجاما والمحيط ” المأزوم ..ويبقى الامل حاضرا باذهان الثوريين بغد افضل …
هاني جابر – اسير محرر من السجون الاسرائيلية/ القدس..