الطريق الى الهضبة السورية… 120 قذيفة إسرائيلية على مسعدة وزعورة و-40 على بانياس
عشتار نيوز / ايمن ابو جبل
الارشيف الاسرائيلي
القوات الإسرائيلية في قرية بقعاثا 9- حزيران 1967
وضعت القيادة الإسرائيلية مخططها الحربي قبل حزيران عام1967 على أساس أن تبدأ العمليات على الجبهة السورية بعد الانتهاء من تدمير جيشي مصر والأردن. في الوقت الذي بدأت القيادة السورية بسحب مئات الضباط وعائلاتهم من مواقع ومعسكرات الجبهة، وأجراء تغيرات تنظيمية وإدارية كبيرة في توزيع العناصر والقوات وانتشار القوات، وكان لدى السوريين خمسة ألوية مشاة ولواءا مشاة آليان ولواءان مدرعان.وكانت هذه القوة موزعة، منها لواء المشاة الحادي عشر في القطاع الشمالي (محور بانياس – القنيطرة)، ولواء المشاة الثمانون في القطاع الأوسط (جسر بنات يعقوب – واسط القنيطرة)، ولواء المشاة التاسع عشر في القطاع الجنوبي (محور فيق – العال – القنيطرة)، ولواء المشاة 123 في منطقة مسعدة (في عمق القطاع الشمالي)، ولواء المشاة 90 شمالي القنيطرة، ولواء المشاة 32 في منطقة البطيحة جنوبي القنيطرة، واللواء المدرع 70 غربي القنيطرة على المحور الأوسط. وكان اللواء المدرع 17 ولواء المشاة الآلي 25 في الاحتياطي العام شرقي القنيطرة. وكان لدى كل لواء مشاة كتيبة دبابات ت – 34، وقانصات الدبابات س. يو:100. وكانت هناك نحو 30 دبابة بانزر ألمانية قديمة موزعة في مواقع ثابتة كمدافع مضادة للدبابات (معظمها في القطاع الشمالي). فيما قيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية كانت تضم لواء مدرع واحد، ولواء مشاة واحد منتشر في عدة مواقع كيبوتس دان ودفنه ومشمار هيردن،، قبل ان تصل باقي الألوية والكتائب العسكرية من الجبهة الاردنية في التاسع من حزيران لواء المظليين ولواء مشاة اخر وعددا من الوحدات العسكرية، ووصلت القوات عشية الهجوم على الجولان 4 ألوية وكتيبة دبابات ولواء مظليين وكتيبة مستقلة و 3 الوية مشاة ( احدهما آلي وهو لواء غولاني ) وكتائب مدفعية ونقل تضم بمجموعتها 30 ألف جندي و250 دبابة تقريبا..
وبلغ مجموع القوة السورية في الجولان نحو 260 دبابة وقانصاً، ونحو 265 مدفعاً ثقيلاً (من عيار 122 مم وحتى 152مم)، ونحو 100 مدفع مضاد للطائرات. وكانت هذه القوات، وخاصة الموجودة منها في الخطوط الدفاعية المتقدمة، متمركزة داخل مواقع دفاعية محصنة، تضم شبكة من الخنادق ومراكز للرصد والرمي وملاجىء تحت الأرض مشيدة بالإسمنت المسلح، ومراكز قيادة محمية ضد قصف الطائرات والمدفعية، وتحيط بالمواقع شبكات كثيفة من السياج الشائك وحقول الألغام والموانع الإسمنتية المضادة للدبابات. وكانت المناطق التي تدافع عنها ألوية النسق الأول واسعة (طول جبهة اللواء الواحد نحو 20كم)
وضعت القيادة الإسرائيلية مخطط عملياتها على أساس:
1) قيام الكتلة الرئيسة من اللواء المدرع بخرق الدفاعات السورية عند موقع بحيرة طبرية، والتقدم بسرعة نحو زعورة ومسعدة لمهاجمة موقع القلع من الشمال مع مشاغلته جبهياً بقوة أخرى من اللواء ذاته من اتجاه موقع سراديب إلى الشمال الغربي منه. وبعد الاستيلاء على القلع يتقدم اللواء المدرع جنوباً إلى واسط، ومن هناك يزحف غرباً للاستيلاء على القنيطرة.
2) وفي الوقت ذاته يقوم لواء غولاني بتأمين الجناح الشمالي لهجوم اللواء المدرع باحتلال موقعي تل الفخار والعزيزيات وتطهير منطقة بانياس، تدعمه في عملياته هذه سريتا دبابات شيرمان . وقررت القيادة الإسرائيلية توجيه بعض الضربات الثانوية على المحور الأوسط تجاه مواقع راوية وتل هلال وعشمورة والدرباشية وجليبينه بوحدات مختلطة من لواء مشاة وفوج مظليين ولواء مدرع، وذلك بهدف تثبيت القوات الرئيسة وتحويل انتباهها عن اتجاه الهجوم الرئيس.
بقيت الجبهة السورية حتى يوم 9 حزيران شبه متوقفة، باستثناء بعض الهجمات الجوية التي قامت بها الطائرات السورية في الساعة 11:45 من يوم 5 حزيران على مصافي البترول في حيفا ومطار مجدو. وقد ردت الطائرات الإسرائيلية في الساعة 12:15 من اليوم ذاته بهجوم أسفر عن تدمير 60 طائرة سورية من مختلف الأنواع في مطارات دمشق والمناطق المحيطة بها. وانسحبت بقية الطائرات السورية إلى الشمال. .
كذلك قامت وحدات سورية احتياطية بعدد من الهجمات الثانوية على بعض المستعمرات القريبة من الحدود. بدأت القوات الإسرائيلية هجومها البري في الجبهة السورية فجر يوم 9 حزيران بقصف جوي مركز على المواقع الدفاعية الأمامية، وذلك بعد أن تم حسم الموقف العسكري نهائياً على الجبهتين المصرية والأردنية.
اصطدمت القوات الإسرائيلية عند تنفيذها لمخططها العدواني بمقاومة شديدة، في المواقع الدفاعية، في القلع وتل الفخار والجويزة وواسط بشكل خاص، فيما باقي المواقع كانت كرحلة شاقة محفوفة بالمخاطر، بعد ان دكت المدفعية 120 قذيفة باتجاه مسعدة وزعورة و 40 قذيفة باتجاه بانياس ، ونجاح سلاح الهنمدسة من تدمير جسر بانياس، حيبث وصلت القوات الاسرائيلية عن طريق بانياس زعورة عين فيت دون اي مقاومة تذكر ودون خسائر معسكر مسعدة الساعة الخامسة مساءً وهو معسكر تابع للكوماندو السوري .
وكانت قوات حركة فتح تتلقى التدريب فيه لتنفيذ عمليات ضد المستوطنات الشمالية.. وانتقلت الى مجدل شمس شمالا ودخلت فرقة أخرى الى بقعاثا، وتم تتأمين هذا القطاع برمته، فيما تقدمت القوات الاسرائيلية من القطاع الاوسط والجنوبي الى مدينة القنيطرة…
معسكر الجيش السوري في قرية مسعدة 1967
في 10 يونيو أكملت القوات الإسرائيلية احتلال الهضبة السورية ، وانسحبت القوات السورية من الهضبة قبل اتمام الانتشار تاركة أسلحتها في بعض المواقع، ثم سقطت القنيطرة عاصمة الجولان، ووصلت وحدات جديدة لإسرائيل، وتوقفت عند خط من التلال البركانية التي تعتبر موقعًا استراتيجيًا، ومن ثم قبلت بوقف إطلاق النار، واتخذ من خط التلال البركانية خطًا لوقف إطلاق النار وسمي “الخط البنفسجي”.
القوات الإسرائيلية في قرية مسعدة 9- حزيران 1967
المصادر:
ترجمة / من العبرية ارشيف نعموش
ارشيف جيش الدفاع الاسرائيلي
اللواء المدرع 45 في الجيش الإسرائيلي، من تقرير داخلي للجبهة الشمالية 12/ حزيران 1967 /
المقاتل،موسوعة