كلمة الحملة الشعبية للتصدي لمشروع مزارع المراوح في محاضرة مسعدة
عشتار نيوز /قضايا المجتمع
مساء الخير، مشايخنا الأفاضل، أهلنا الكرام، الحضور الكريم. يشرفنا حضوركم وأهلاً وسهلاً بكم.
الحضور الكريم نحن في الجولان السوري المحتل وعلى مدى نصف قرن ونيّف نعيش حالة من وحدة الحال ، حيث يجمعنا الانتماء للغةٍ وتاريخٍ وأرضٍ ووطنٍ واحد. كذلك يجمعنا الحاضر بكل تحدياته، وسيجمعنا المستقبل لإننا كالبنيان المرصوص يحمل بعضه بعضاً.
في هذه البقعة العزيزة من وطننا، ونتيجة لظروف الاحتلال أصبحنا نحن أبناء الجولان الخندق الأول في الدفاع عنها، فنحن متجذرون في هذه الأرض التي تجاوز ارتباطنا بها مفهوم العلاقة النفعية، فهي الضامن لوجودنا، والحاضن لمستقبل أولادنا، هي بطاقة هويتنا وعنوان كرامتنا.
لقد تعرض الجولانيون للكثير من المشاريع التي استهدفت وجودهم وانتمائهم، ونحن اليوم بصدد أحد أكبر المشاريع – مشروع إنشاء مزارع الرياح فوق أراضينا -، والذي سيغير – على الأقل بشقه الإنشائي – معالم هذه الأرض، وسيكون له أبعد الأثر وعلى مدى ما يزيد عن ربع قرن على حياتنا بكل جزئياتها.
بناءً على ذلك ونتيجة لقناعتنا بضخامة هذا المشروع وتداعياته، ارتأينا نحن مجموعة من أبناء هذه المنطقة بأن مشروعاً كهذا يجب أن يتم وضعه للنقاش العام وعرض كافة جوانبه وتداعياته أمام الرأي العام الجولاني، وذلك كي يتخذ الجولانيون قرارهم المشترك – كما تعودنا –، فمن غير الجائز أن يمر مشروع بهذه الضخامة في غفلة من مجتمعنا الكريم. نحن نتكلم عن إنشاء حوالي 52 عنفة لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح بارتفاع يتجاوز 180 م. هذا المشروع سيقوم على مساحة كبيرة تصل إلى حوالي 6000 دونم من أراضينا، بطاقة إنتاجية تصل إلى حوالي 1.5% من مجمل انتاج الكهرباء في اسرائيل وهو رقم كبير.
الأهل الكرام هناك نقطة هامة نود توضيحها بأننا هنا لسنا بصدد فرض رأياً محدداً على الناس، وذلك على الرغم من استشعارنا للمخاطر التي ينطوي عليها المشروع، وإنما نسعى – كما أسلفنا – إلى الإضاءة على كل جوانب المشروع كي نساعد المجتمع في بلورة رأي مشترك يشارك في اتخاذه كل فئات المجتمع دون استثناء. أما أخوتنا وأهلنا الذين قاموا بتوقيع عقود إقامة المراوح على أراضيهم فنقول لهم أنتم أهلنا ونتفهم دوافعكم، ونتشرف بوجودكم بيننا ولكننا نعتقد بأنكم رأيتم المروحة الواحدة فقط ولكنكم لم تروا مزرعة الرياح ولم تروا المشروع من كل جوانبه وضخامة حجمه. نتمنى عليكم أن تشاركوا في الأنشطة القادمة، أن تطرحوا كل تساؤلاتكم كي نصل سوية إلى ما فيه مصلحة الجميع، ونحن على ثقة بأنكم لن تُغَلّبوا المصلحة الفردية على مصلحة المجتمع.
أهلنا الكرام نحن لا ندعي تمثيل الناس، ولكننا نطلق نداءً كي نلفت انتباهكم إلى مَواطِن الخطورة التي استشعرناها وقد نكون مخطئين. يشرفنا أن ندعو من مجلسنا هذا كل من يود المساهمة والمشاركة أن ينضم إلينا، فنحن نتشرف ونكبر بكم، بل نحن على أتم الاستعداد بأن نفسح المجال لمن هم أكثر جدارة منا.
أهلنا الكرام من منطلق حرصنا على إضاءة كل جوانب المشروع قررنا أن نقوم بسلسلة من المحاضرات تغطي كافة جوانبه. محاضرتنا اليوم سيلقيها الدكتور عوفر ميجد، وهو حاصل على اللقب الثالث في الفيزياء النظرية من جامعة تل أبيب. شغل الدكتور عوفر عدة مناصب، حيث عمل معيداً ومحاضراً في جامعة تل أبيب، كذلك عمل محاضراً في التخنيون وكلية أورط براودة في كرميئيل، وكان من المساهمين في إقامة مشروع التميز في المركز للتربية العلمية في تل أبيب. يقيم الدكتور عوفر في كيبوتس الروم ويعمل معلماً لمادتي الرياضيات والفيزياء في كلية تل حاي. ومن الجدير ذكره بأن الدكتور عوفر من النشطاء المناهضين لإقامة مشاريع مزارع الرياح.
يرى الدكتور عوفر بأن مراوح الرياح هي تقنية نظيفة لإنتاج الطاقة الكهربائية. ومع ذلك، فإن لهذه التقنية تأثيرات سلبية على الذين يسكنون بالقرب منها.
من بين التأثيرات السلبية الممكنة يمكن تعداد التالي:
- مراوح الرياح هي مصدر للازعاج بسبب الضوضاء التي تولدها، وبسبب التأثير البصري لدوران العنفات مما يؤدي إلى تواتر الظل والضوء، وهذا بدوره سيؤثر سلباً على حياة السكان وجودة المعيشة.
- مشاكل صحية وعلى رأسها متلازمة مراوح الرياح؛ أي مجموعة الأعراض المرضية والعلامات المتزامنة التي مصدرها مراوح الرياح.
- تشويه المنظر الطبيعي للمنطقة، والضرر بالطبيعة.
- الضرر الممكن بالسياحة والزراعة.
- تقييد التوسع العمراني .
- إمكانية نشوب نزاعات وخلافات بين الجيران والعائلات ما بين مستفيد ومتضرر.
سيقوم الدكتور عوفر في المحاضرة بتناول كل واحدة من هذه النقاط بإيجاز – من وجهة نظره – وذلك من خلال السياق الخاص بالمشروع المخطط إقامته على أراضي الدروز في مرتفعات الجولان حسب تعبيره.