الرابع عشر من كانون الأول عام 1981 يوما اسوداً في سجل الذاكرة الوطنية السورية في الجولان
عشتار نيوز / ايمن ابو جبل
في 14\12\1981 ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلي مناحيم بيغن خطاباً أمام الكنيست قال فيه: “لن نجد في بلدنا أو خارجه رجلاً جاداً درس تاريخ أرض إسرائيل، في وسعه أن يحاول إنكار أن هضبة الجولان كانت على مر أجيال كثيرة جزءا لا يتجزأ من أرض إسرائيل. لقد كان من الواجب إذاً أن يمر خط الحدود الشمالية لأرض إسرائيل، التي دعيت باللغة الأجنبية باسم فلسطين في تصريح بلفور، وأيضا في الانتداب الدولي، بهضبة الجولان”. وسن القانون، الذي بات يعرف فيما بعد باسم “قانون ضم الجولان”، الذي أعتبر الجولان بموجبه “أرضاً إسرائيلية تخضع للقانون الإسرائيلي”. وقد جاء في البند الأول منه: “يسري قانون الدولة وقضاؤها وإدارتها علي المنطقة المتعارف عليها بـ منطقة مرتفعات الجولان اعتباراً من 14/12/1981”.
لقد قوبل القرار الإسرائيلي بضم الجولان بمعارضة دولية ، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية حليف إسرائيل ، ورفضت الأمم المتحدة قرار الكنيست الإسرائيلي واعتبرته لاغياً وغير شرعي، مؤكدة بأن الجولان أرض سورية. وعلى سكان الجولان السوري المحتل فقد قوبل القرار الاسرائيلي بسلسة من التحركات والمواقف الرافضة للقرار توجت بإعلان الإضراب العام والمفتوح الذي أعلنه أهالي الجولان واستمر قرابة الستة أشهر والذي حقق جزءاً كبيراً من مطالب الجولانيين وأهمها:
- إلغاء قرار فرض الجنسية الإسرائيلية على أهالي الجولان. وإن لم يتم الاعتراف بالهوية السورية للسكان، بل أعطت لهم هويات خاصة كتب عليها: الجنسية غير معروفة.
- إسقاط مخطط فرض التجنيد والجنسية الإسرائيلية على سكان الجولان المحتل على غرار” أبناء الطائفة المعروفية في فلسطين “الدروز″ ” الذين اجبروا على الانخراط في التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي عام 1956. وقد راهن الاحتلال على المسألة الطائفية لتمرير هذه المخطط على سكان الجولان العرب السوريين، لكن وقفة الإضراب حالت دون ذلك.
- تثبيت”الوثيقة الوطنية” التي تعتبر بمثابة ميثاق ودستور وطني جمع الجولانيين ووحد كلمتهم ومواقفهم وما زالت تعتبر مرجعاً في كافة القرارات العامة، الى ما قبل انطلاق الثورة السورية حين اختلط الحابل بالنابل في المشهد السياسي الجولاني على خلفية المواقف من النظام السياسي في سوريا بعد ثورة اذار 2011.
لا يزال الجولان منذ اكثر من نصف قرن بمثابة جرح الكرامة الوطنية السورية ، الذي يزداد نزفاً مع سقوط كل قطرة دم من دماء الشعب السوري التي تنزف طلبا للحرية المفقودة والكرامة المسلوبة.