السياسة بين ولائم الطبيخ وبين الدموع
عشتار نيوز للاعلام والسياحة
داوود الجولاني/ فشة خلق
04/08/2018
دم في غزة ودم في سوريا.. ونحن في الجولان نهتف أمة عربية واحدة ، إلا أننا لم نخرج حتى الان في مظاهرة نصرةً لغزة . بينما خرجت عشرات المظاهرات المدججة بالخطابات لنصرة النظام السوري… لماذا ؟ لأننا مشغولون بمهام عظيمة وبحلول مدهشة في فن إ دارة مناسبات الأفراح والأتراح.. كيف ؟ قد يسأل فضول؟؟ ما الجواب ؟؟ هكذا ببساطة……
يموت فلان نرحمه، ولكن البعض منا يتمترس ولا يدخل بيت العزاء اذا عرف أن أحداً ممن يحملون الجنسية الاسرائيلية موجودا في بيت العزاء ،ولو لدقائق قليلة معدودة، وحتى لو كان هو نفسه ابناً للفقيد أو الفقيدة، فيسارع البعض إلى طرده حتى يخفف الحزن عنه… ثم يبكي أيضا عنه.. هكذا هي الانسانيه والمحبة والصفح والغفران، ؟ ..
نسكن فوق التلال وفي السهول نشم رائحة السماء والماء والعطور البريه، ونشاهد الغزلان والفئران والأرانب والنسور والطيور، ونسافر إلى كل مكان متحضر ومتمدن.. لكن في داخلنا يزعق غراب …..
والمدهش أكثر أنه هناك فريق جولاني يغرز رمحه في الأرض، ويصر ويُلح على طرد كل معارض للنظام السوري إذا شارك العزاء ، وفي ذات الوقت يرحب ويسمح لحامل الجنسية الاسرائيلية بالمشاركة .
وثمة فريق أخر يهلل للنظام في الليل والنهار ولا يشارك في العزاء العزاء إلا بمشاركة حاملي الجنسيات الاسرائيلية، الا انهم يسمحون للمعارضة بالمشاركة …. وكله من أجل الوطن.. هذه سياسة حكيمة…
أما عن الافراح واليالي الملاح فحدث ولا حرج، ذات الصيغة موجودة، ولكن دون حزن أو دموع. بل بمد طاولات الطبيخ ولحم الشاه والخرفان والفواكه والحلويات …. ويضاف عليها الوعظ والتقزز من أناقة النساء .. وقيادتهن للسيارات.. وتستمر الخلافات والمشاحنات.. فيتدخل جهابذة الثقافة بالتحليل والتنظير، والاستنكار والتهويل ، لكنهم في أول احتكاك يمس او يقترب من شؤونهم الخاصة، يرتدون عباءة المشيخة والابوية، وفي ذات الخندق ، يجلسون ، وينسون قراءة الشعر والقصيدة.. حتى تتطور الأمور إلى شحن عائلي ، يناقشون بهمة وثقة تامة، في اماكن العبادة، فيطرد من يطرد ويبقى من يبقى….وهذا دواليك ..
وما زلنا نردد الشعارات بنضالنا الغير مسبوق في التاريخ ونسمي هذا سياسة؟ … هذه ليست إلا طبخة شكشوكة تدار بمزاجيات ، وقد تدار بذكاء خفي لم يعلن بعد عن اسمه …..
ملاحظة: هذه الخاطرة توصيفية وليست بالضرورة قناعات شخصية