عشتار نيوز للاعلام موقع إخباري من الجولان المحتل
مقالات مشابهة
البيت المسحور في عيون فلسطينية
عشتار نيوز للاعلام والسياحة/ مسرح عيون
30/09/2005
رشا حلوة * /عكا
بعد تخطيط دام يومين لكيفيّة قضاء خميسٍ في بيتي الكائن بعكا، وبعد ان وصلت الى القرار (خطوة صعبة)..رن هاتفي وعلى الشاشة ظهر رقم غريب، وعلى الخط الآخر كان المؤلف المسرحي مُعتز ابو صالح، داعيًا هيئة التحرير لمجلة شباب لحضور العرض الجديد لمسرح العيون الجولاني..كوميديا البيت المسحور..
عندها الغيّت كل مشاريعي، قاصدة حيفا والميدان..وتفاح الجولان وعيونهم..
في خلفية موسيقية تٌهيأ لي الجو للكتابة..كانت أميمة خليل تٌغني “لينا” برفقة بيانو رامي خليفة..وموسيقة ابيه الغنيّ عن التعريف..فلينا هي الأغنية التي سيكبر عليها اطفالي..وكوميديا البيت المسحور هي ذاك المسرح الذي سيرضع اطفالي على امثاله..
كان البيت المسحور السوري عودة الى قصص قبل النوم، ليُحرك حنينا الى كل ما هو غير حقيقي في عالم يكبر كذبًا..كانت كذبتنا حقيقية..
كان البيت المسحور احد اساطير التي نحب لو نصدقها ونحملها معنا الى اجيال ما بعد (على امل ان لا ننساه ونحن على الطريق، لأننا نتعثر بأشياء قد تُنسينا اسماؤنا..)..ولكن هل يصدق بعد “جيل اليوم” (والمصطلح نسبيّ) غير حلقات “حب من وراء الزاوية” والانترنيت؟!..
البيت المسحور يجب ان يُعرض في كل مدارسنا الابتدائية والاعدادية (ولكل الاجيال)..رغم ان بناتنا واولادنا سيواجهون صعوبة فِهم اللهجة السورية، لكنها ستفتح لهم المجال للتعرف على اطفال الجولان وروعتهم..ولهجتم السورية المُحتلة..وعوامل التشابه بين قضيّتهم وقضيّتنا الفلسطينية..
والمسرحية تتحدث عن الخير والشر بطريقة كوميديّة، سهلة، طفوليّة وبريئة..بعيدة عن التفلسفات والشعارات الرنانة..فهي قصة اطفال رائعة النص والاخراج والتمثيل الموهوب..
مسرحية البيت المسحور هي ضوء احمر يشير بكم نحن بعيدين عن مشاكل اطفالنا وعن الامور التي تزعجهم..فالمسرح هو طريقة بديلة مفضلة للتعبير والعلاج وعكس الوقع، فاستلغوها اطفال الجولان ليصرخوا بوجهنا بأننا دائمي التجاهل وبأن المسرح لهم.. فهم الاوّلى بالانتباه، المراقبة والاهتمام..
فلنُعلم اطفالنا على عشق المسرح وعلى انه مكان اضافي لهم لكي يعبروا عن طريقه بكل ما يشاؤون..فجيل نحلم به آتٍ..
ولنا لقاء آخر مع عيون الجولان، تفاحه..واطفاله..
* إعلامية فلسطينية
