عشتار نيوز للاعلام موقع إخباري من الجولان المحتل
مقالات مشابهة
دراما جولانية
19/12/2005
بقلم: سمير أيوب
كان المسرح على مدى العصور هو المؤثر الأقوى في حياة المجتمعات المتطورة، وعليه اعتبر رقي المجتمع مُقاس بمدى تطور مسرحه.
أعادت مسرحية “رموش راقصة” لدينا الذاكرة للاهتمام بهذا الكلام، فبعد مشاهدة العرض الأول لهذا العمل، في مقر رابطة الجامعيين، خرجنا فرحين لمشاهدة عمل مسرحي ينجز بأغلبيته بقدرات محلية موهوبة، عرفناها على الصعيد الاجتماعي وتعرفنا على المواهب الموجودة عندها والتي كانت مفاجئة لنا.
والتجربة الرائدة لكاتب النص والمخرج ولمجموعة الصبايا والشباب، الذين أنجزوا هذا العمل المسرحي بالتمثيل والغناء والمشاركة بكتابة الأغاني والزجليات، هي تجربة رائعة ومميزة، كتجربة أولى، بالرغم من الإمكانيات البسيطة المتوفرة من مسرح وإضاءة ومؤثرات صوتية. فإنجاز هذا العمل بهذه الإمكانيات ومجموعة الصبايا والشباب الغير متفرغين للعمل المسرحي، فكان عملاً إضافياً لأشغالهم، هو عمل يستحق التقدير والدعم من أهالي المنطقة، لأننا بحاجة لمثل هذه الأعمال التي هي عامل أساسي في بناء وتطوير ذهن الإنسان، وتوجيهه لمعرفة حقيقة واقعة والاهتمام بقضايا مجتمعه، وتعبئة أوقات الفراغ عند الجيل الصاعد للاهتمام بالأمور ذات الفائدة، بدلاً من اللحاق بالنمط الاستهلاكي الذي أخذ الكثير من الاهتمام بحياتنا على حساب أمور كثيرة.
إن مسرحية رموش راقصة هي دراما شعبية غنائية من واقعنا الجولاني، تمتعت بحبكة بسيطة بعيدة عن التعقيد قريبة إلى قلوبنا بلغة حوار على المسرح (متمنياً أن لا تكون بعض الكلمات عائق لفهم بعض الجمل إذا عرض العمل في مسارح أخرى).
أما بالنسبة للأغاني والزجليات الجميلة التي سمعناها من خلال العرض فكانت ملائمة للنص وما يدور على المسرح ومرتبطة بواقع نعرفه جميعاً.
وقد طرحت معاناة المرأة في تلك الحقبة بشكل واقعي واضح مبسط ومقنع لما كان يواجه المرأة من تعسف بحقها.
وبكلمة موجزة نستطيع القول أن هذا العمل عمل ناجح ونطلب المزيد من فرقة عيون لتطوير قدراتها في جميع مجالات العمل المسرحي لتعطينا دائماً أعمالاً مستقبلية ناجحة.
