عشتار نيوز للاعلام موقع إخباري من الجولان المحتل
مقالات مشابهة
هنا…مسرح عيون الجولان
من ارشيف موقع الجولان/ مسرح عيون / أيمن أبو جبل
23/01/2010
المتتبع لمسيرة مسرح عيون منذ انطلاقته في العام 2004، في تلك القاعة التي كانت مقراً لرابطة الجامعيين، واستمرارها في ذاك البيت القديم الذي ما يزال مقراً لبيت الفن، وصولا إلى هذه القاعة التي حملت اسم “الجلاء” لترسيخ الوعي التربوي والثقافي المُستهدف اسرائيلياً،يدرك ان ما يجري هنا خلف كواليس مسرح عيون، هو صناعة لفضاء مسرحي كان غائباً في الجولان السوري المحتل، صناعة محلية بامتياز، بعد ان ارست بداياتها بالاعتماد على ركائز فلسطينية، ستبقى محفورة في الذاكرة والوجدان الجولاني، كاعترافاً بالجميل، وعرفاناً لهم، ولعطائهم المميز في رفد الحركة الثقافية السورية في الجولان بأسس التمثيل المسرحي..
لعبة الأحلام كانت البداية، ومعها تحولت الأحلام تدريجيا إلى واقع ملموس، من قاعة في الفضاء الخارجي لبيت الفن، مصنوعة من الخشب والقماش،وثياب عتيقة، للكواليس، وساعات وأيام متواصلة من التدريب والتعب الشاق والإرهاق، والتغاضي عن أوجاع الجوع، لضيق الوقت، والحراسة الليلة للمعدات وأجهزة الإضاءة والصوت، وحمايتها من ليالي الجولان الرطبة والباردة، وصولا إلى موعد العرض المسرحي الأول في الجولان… سنوات مضت منذ تلك التجربة الجريئة التي قال عنها الفنان إيهاب سلامة” إنني أرى اليوم مع هؤلاء الصغار، ومع هذه الحاضنة -الجولان للتنمية، ومع هذا الطاقم من الشباب والصبايا المرافق لعملنا، بدايات المسيرة المسرحية في الجولان، متطلعاً إلى اليوم الذي سيغدو مسرح الجولان اشراقة جولانية خالصة”
من دورة تعليمة بسيطة ومتواضعة استوعبت أكثر من 120 طالب في دورات التمثيل والتدريب، كما يقول مدير المسرح الكاتب معتز ابو صالح، إلى الدراسة في المعاهد المسرحية العليا، ومن دعوات شخصية وفردية للجمهور لحضور الأعمال المسرحية، إلى مزاحمة على باب القاعة والحجز المسبق لمشاهدة العرض.. إنها حالة تبعث الافتخار والاعتزاز والثقة بالنفس، فهنيئا للحاضنة الأولى على تقدم الجنين المسرحي في الجولان، وهنيئا لطاقم المسرح، وهنيئا بهذا الحضن الأكبر لمشروع المسرح، الجمهور الجولاني، وهنيئا لرواد المسرح الجولاني من الأشقاء والإخوة والأخوات في الجذر الفلسطيني إيهاب سلامة-نعمة زكنون- خليفة ناطور- إيهاب بحوث -أيمن نحاس- أمال قيس -اشرف حنا- نزار زعبي -ريمون حداد..
خطيئة بلا خطأ…. تنضم إلى أخواتها من الأعمال المسرحية الجولانية، التي اعتمدت على الكادر الجولاني” ترمب” اخراج الفنان أديب الصفدي حامل شهادة أجاز في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية في جامعة دمشق. واجا بيي- وحكايات معلقة- وطبيب رغماًعنه، حيث كانت جميع هذه الأعمال من إخراج وإضاءة وموسيقى،وماكياج وسيناريو وتأليف،بجهود جولانية محلية..
لقد أكد مسرح عيون من خلال العمل الحالي على أن تطور وارتقاء الحالة الثقافية المسرحية يرتكز بالدرجة الأساسية على ملامسة المسرح لهموم وقضايا الناس، التي نراها، لكننا لا نمتلك الوقت الكاف لمعاينة تفاصيلها ، تلك القضايا التي نخشى ان نصارح أنفسنا بحقيقة وجودها بيننا وداخل ذواتنا، وان لم يمتلك المسرح بعد الدرجة الكافية من الجرأة لتناول تلك القضايا، إلا أن المطلوب منه تسليط الضوء عليها أمام الجمهور وأمام ذواتنا، فالعائلة والأولاد والحياة المعيشية والاقتصادية، وجنوننا اليومي، قضايا تحدد مصير وتطور ومستقبل مجتمعنا، في ظل هذا الواقع الجولاني المتميز بسلبياته وايجابياته.مع تواصل تغيب وتجاهل الحالة الثقافة الجولانية من الإعلام الوطني داخل الوطن الام سوريا، والمؤسسات العربية الثقافية ما وراء الأسلاك والحدود….
