الخميس , سبتمبر 21 2023
الرئيسية / ملفات الارشيف / قضايا جولانية / واقع التعليم في الجولان قبل الاحتلال
unnamed

واقع التعليم في الجولان قبل الاحتلال

من هو اول خريج اكاديمي في الجولان 
واقع التعليم في الجولان قبل الاحتلال
من الارشيف 04-04-2009/ ايمن ابو جبلعشتار نيوز للاعلام والسياحة/ التعليم في الجولان
بالعلم والمعرفة ترتقي المجتمعات ونتقدم، والجولان كقطعة لا تتجزأ من الوطن السوري، كان له دورا ومكانة في على مر العصور في معركة الحياة من اجل البقاء والتقدم والتطور، هذا التطور لم يقترن يوما بسبب وجود أي سلطة او حكومة سياسية اجنبية سيطرت على الجولان خلال مراحله المتعاقبة، وان ساهمت ببعض الفعل والتأثير في معركة حياة الإنسان في الجولان عبر العصور.
لقد سكن الكنعانيون قديما الجولان، على شكل قبائل رعوية. وسكنه الآراميون، وظهر منذ القرن الـ13 ق.م أثار حضارة بشرية متطورة دلت عليها الآثار في مناطق الدورة وخان العيون وفيق وبير نصوبا في جبل الشيخ.وفي العهد اليوناني الهليني وصل عدد التجمعات السكنية إلى 16 موقعا ، أما في العهد النبطي والروماني ثم العهد الغساني البيزنطي وصل إلى 180 موقعا سكنيا، توزعت من شمال الجولان حتى جنوبه في بحيرة طبريا.وهذه المواقع هي تجمعات صغيرة تكاد لا ترقى إلى مستوى قرية. وقد تكون مبنى واحداً(حصن، مخفر، أو معبد …). والمهم في المسألة أن هذا الأعمار الثابت استمر، مع انقطــاع في عهود الفوضى والاضطراب وهجر أو تهجير للسكان. ومما يشهد على أعمار الجولان هو انتشار معاصر الزيت والعنب، القائمة على زراعة الزيتون والكرمة التي تتطلب الاستقرار، وكذلك انتشار المساكن الحجرية من الحجر البازلتي البحت.
عاش الجولان فترات مد وجزر منذ عهد البيزنطيين وحروبهم مع الفرس، ثم في زمن الفتوحات الإسلامية،التي ساهمت ايضا في أغناء الثروة الحيوانية القادمة مع القبائل العربية التي استقرت في الجولان. ودام هذا الوضع حتى القرن الخامس عشر والسادس عشر حين أخذت بوادر استقرار على شكل خانات ومخافر عثمانية تظهر على طريق دمشق- القنيطرة – فلسطين. وداخل الجولان كالجوخدار والرفيد والقنيطرة .كما استقر عدد من سكان الجولان العاملين بالزراعة في قرى صغيرة. إلى جانب القبائل البدوية في مناطق شمال الجولان العالية والآمنة نسبيا، وشهد الجولان هجرات إلى تلك المناطق أتت من لبنان وفلسطين، في العام 1595 وسكنت في عين قنية وجباثا ومجدل شمس،التي كانت تاريخيا جزءً من أراضي بلدة جباثا الزيت المجاورة.وقد زاد توطين الشركس والتركمان من اتساع العامل السكاني والعمراني في الجولان، حيث عملوا بالزراعة وأقاموا مدارس واستقروا في قرى ثابتة، تطورت قريتين منهما تدريجيا إلى مدينتين هما “فيق والقنيطرة”.
واستمر الأعمار بعد ذلك من دون انقطاع، بطيئاً في البداية ، وسريعاً بعد سنة 1948، حين أصبح الجولان منطقة مواجهة وجبهة عسكرية مع إسرائيل، وما رافق ذلك من انتشار المنشآت العسكرية، وتدفق آلاف اللاجئين إليه من فلسطين بعد النكبة الفلسطينية، وكذلك التجار والعاملين في الخدمات العامة وغيرها إلى الجولان، إضافة إلى تطور الحركة السياسية والثقافية والفكرية مع انتشار الأحزاب والأطر السياسية كالحزب القومي السوري الاجتماعي والحزب الشيوعي وحزب البعث والحزب الاشتراكي. ودخولهما القرى والأرياف بشكل محدود ساهم في بروز عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية والفكرية، كالمرحوم كمال كنج أبو صالح، والمرحوم فؤاد يوسف أبو جبل كناشطين في الحزب القومي السوري الاجتماعي في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي.
وقد شهدت أوائل سنوات العشرينيات من القرن الماضي أولى بوادر التعليم الرسمي في الجولان، بعد ان كان التعليم جاريا لدى فئات قليلة من السكان، حيث افتتحت في قرية جباثا الزيت مدرسة ابتدائية رسمية كانت بالقرب من منزل الشيخ محمد علي الشيخ .( مكان المسبح اليوم في المستوطنة الاسرائيلية المقامة اليوم على أراضي القرية )واستقبلت الطلاب في فترات مختلفة حتى الصف الخامس من مجدل شمس وزعورة وعين قنية وبقعاثا وعين فيت،وضمت جباثا الزيت ايضا مدرسة للبنات في بناء مستأجر ،ووصلت نسبة التعليم فيها للبنين والبنات أكثر من 70% عام 1950 .
وشهدت بلدة مجدل شمس قبل الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي افتتاح أول مدرسة فيها بمبادرة من رئاسة الطائفة المسيحية في البلدة وافتتحت مدرسة داخلها (كانت تقع بجانب منزل المرحوم فؤاد كنج أبو صالح اليوم ) حيث كان الإخوة المسيحيين يسكنون مجدل شمس وشكلوا ثلثي عدد السكان في مرحلة من مراحل مجدل شمس. ” فيما بعد دّرس فيها السيد المرحوم فارس بك الخوري الذي أصبح فيما بعد رئيس البرلمان السوري ورئيسا للحكومة، واستقبلت الكنيسة طلابا غير مسيحين من أبناء مجدل شمس أيضا .
وقد درج في تلك الفترة التعلم لدى الخطيب في قرى شمالي الجولان( القرى الاربع بشكل خاص ) وكان يُدرس فيها الحساب والجمع والطرح واللغة العربية وتدريس القرأن والشعر ، إضافة إلى معلمين خصوصيين للبنات والبنين مثل “المعلم جورجي سمعان وإيليا أبو عسلي ورشيدة أبو عسلي” حيث كان التعليم في البيوت والمنازل.
وفي هذه المرحلة كان قبو المجلس الديني ( قبو الخلوة اليوم ) الذي كان يعلم فيه الخطيب قد بدأ يتحول تدريجيا إلى مدرسة رسمية تدرس فيها الكتابة والقراءة لغاية الصف الرابع وكان اسم المعلم “الرسمي الاول” فيها “سامي رضوان” ..
ومع أوائل 1947 أصبحت المدرسة في مجدل شمس تضم الصف الثالث،وانتقل مقر المدرسة إلى أكثر من مكان بعد القبو إلى بناء في منزل المرحوم سلمان مداح في الأعوام (1947-1948 ) وكان اسم المعلم ” بشير الخضري”ومن ثم إلى بناء في منزل المرحوم علي الصباغ في العام 1949 وكان اسم المعلمين في تلك السنة ” فؤاد حديد والمعلم حسين المصري” وبعدها انتقلت المدرسة إلى منزل المرحوم سليم خاطر في العام 1950 واسم” المعلم هاني الخليلي وحسين المصري” .وبعدها إلى منزل المرحوم مهنا حمود أبو صالح في العام 1951 واسم المعلمين فيها “مروان ذيب ، حسين المصري وزكي ماشفج” وهو شركسي من بلدة المنصورة . قبل أن تستقر في بناء المدرسة الرسمية التي كانت تعرف إلى قبل عدة سنوات مدرسة الساحة ( مكان بناء مركز الشام اليوم ) وأول مدير لها كان السيد “حمزة البريدي” من منطقة يبرود. تلاه السيد اسعد حمود الصفدي. والسيد علي كنيش. وأخر مدير لها قبل الاحتلال كان السيد إبراهيم شحاذة من بلدة مجدل شمس ،الذي كان يحمل أعلى شهادة من دار المعلمين الريفية في درعا آنذاك في المجال الزراعي ، وتم نقله من الابتدائية ليكون مدير للمدرسة الثانوية في مجدل شمس التي كانت في منزل الشيخ المرحوم سلمان طاهر أبو صالح.(بيت السيد دانيل أبو صالح اليوم )
وكانت مدارس القرى في شمال الجولان، تمنح الطلاب التعليم حتى الصف الخامس و من ثم ينتقل الطلاب إلى مدارس القنيطرة، ليستكملوا التعليم في المدارس ” التجهيزية ” في ثانوية الشهيد احمد مريود وثانوية الحسن ابن الهيثم،و لغاية الصف التاسع، كانت تجري مسابقة للطلاب بهدف منحهم إمكانية التعليم المبكر في دار المعلمين بدمشق، وفق اتفاق مع وزارة التربية السورية بان يدرس الطالب في دار المعلمين مقابل ان يعود الى التدريس في المدارس السورية في المنطقة لمدة 12 سنة .
إما على صعيد الإناث فقد كانت المدرسة للبنات في بناء للمرحوم محمد كنج أبو صالح ومن ثم في بناء للمرحوم على حمدي الصفدي لغاية الصف الرابع وبعدها أصبح الصف الخامس مشتركا للبنين والبنات في المدرسة الابتدائية الرسمية في مجدل شمس.
وفي المقابل شهدت قرية مسعدة أيضا في 1951-1952 إنشاء مدرسة ابتدائية رسمية ولاحقا مدرسة اعدادية أيضا ،كان التعليم في هذه المدرسة في بدايه عهدها للصف الخامس فقط، وكانت الشهادات فيها شهادة ابتدائية وكانت تسمى ( سرتافيكا). وانتقل الطلاب إلى التعليم فيها قبل طلاب مجدل شمس,
وفي بقعاثا أيضا كان تعليم الخطيب يجري في المجلس الديني ويتعلم الطلاب مادة جواهر الأدب على ألواح حجرية، إضافة إلى مواد أخرى كالحساب والقراءة والمواد الأدبية المختلفة ، ودّرس فيها الخطيب الشيخ ابومحمد عقاب المغربي والشيخ أبو محمد نجيب أبو حمزة/ والشيخ ابو حسين محمد الحناوي احد شيوخ جبل العرب الاجلاء اليوم” . والشيخ علي نعمان عماشة” ثم تم بناء المدرسة الابتدائية الرسمية في القرية في العام 1951،التابعة لوزارة المعارف والتربية السورية وتناوب فيها المعلمين مثل ” عبدو العنزاوي، وعبد الرزاق الزير من بلدة النبك، وعساف كمال الدين من سرغايا، وفوزي حديد من قرية بير عجم، وزهير القادري، وهايل احمد أبو صالح، وعبد الله نعمان عماشة ، واحمد البعلبكي..
أما في قرية عين قنيا فقد تبرع السيد حبيب حداد من مواطني القرية بقطعة الارض التي بنيت فيها أول مدرسة ابتدائية وساهم ماديا في اقامتها أهالي القرية وذلك في العام 1951-1952 . وكان أول مدير لها هو محمد حربجي .وهو نازح فلسطيني من بلدة الرينة، وتناوب على التعليم فيها كل من احمد حنيفي وإبراهيم حرب و السيد نديم الخطيب من أبناء القرية الذي انهي تعليمه الأكاديمي في دار المعلمين في دمشق. والسيد نبيل الخطيب من ابناء القرية ايضاً.الذي تم تعيينه مديرا للمدرسة فيما بعد .

وقد بنى سكان البلدة وبالتعاون مع شركة هندسة تابعة للجيش السوري مدرسة ابتدائية اخرى في القرية أوائل سنوات الستينيات تقع مكان المدرسة القائمة اليوم ، اشرفت عليها لجنة ضمت عدد من ابناء القرية منهم الشهيد سليمان دعبوس وحسين بشارة وجميل ابو صالحة.

يذكر ان مدرسة عين قنية الابتدائية كانت اول مدارس القرى الاربع في شمالي الجولان، تضم الصف السادس في سنوات الستينيات، وتعلم فيها عدد من ابناء القرى المجاورة قبل انتقالهم الى مدينة القنيطرة لاستكمال تعليمهم.
اما فترة الاربعينيات فقد برز فيها الخطيب الذي كان يعلم الطلاب وبرز في تلك الفترة الخطيب ابو حسن عبد الله من جبل العرب والشيخ ابو توفيق يوسف منذروابو محمد خزاعي ابو صالح. وضمت قرية سحيتا ايضا مدرسة ابتدائية رسمية..

في قرية الغجر السورية المحتلة يقول مدير المدرسة  الاستاذ حسن فتالي : “

مدرسة الغجر الابتدائية بين ماضي الأيام وحاضرها
يقول المثل : ” من فتح مدرسةً أغلق سجناً ” .

بدأت مسيرة التعليم في قريتي الحبيبة (الغجر ) في الخمسينات من القرن العشرين، في كتاب يديره معلمٌ واحدٌ هو الشيخ الذي علّم الأطفال قراءة وحفظ ما تيسر منه غيباً .

بنيت أول مدرسةٍ رسميةٍ من غرفتين ، كمنهلٍ للعلم سنة 1953 بجهود أهل القرية ، ضمت واحداً وثلاثين طالباً ، بينهم ثلاث بنات فقط . (قريتي والأيام ). لا زال الصرح الأثري معلماً قائماً حتى اليوم ، يتحدى قساوة الأيام وعبث أهل هذا الزمان .

وبعد حرب حزيران 1967  ، أختير الشاب أحمد حسين خطيب مديراً ومعلماً في مدرسة الغجر، حيث كان عدد الطلاب 71 طالباً ، وكان الحائز الأول في القرية على شهادة البكلوريا ، وشاركه العمل ، المعلمان حسن سلمان خطيب وفهمي إسماعيل موسى وبعض المعلمين من قرى الهضبة لاحقاً .
مرت الأيام والسنون وتضاعف عدد سكان القرية ، وباتت الحاجة ملحّة لزيادة عدد غرف التعليم كي تتسع لأفواج جديدةٍ متلاحقةٍ تنشد العلم والمعرفة. وبدأ العم أبو حسن سلمان الخطيب ، يعمل بلا كللٍ أو ملل وبمساندة مشايخ وسكان أهل القرية ، بدأوا جميعاً يداً بيدٍ وكتفاً على كتف ، يجمعون المال للقيام ببناء بيتٍ آخر لنهل العلم والمعرفة ، كان ذلك عام 1976 م . في هذه الأثناء كان قد تعلم وتخرّج عدد لا بأس به من أبناء القرية ، الذين أنهوا تعليمهم الثانوي في مدرسة مسعدة ، وقد تمَّ تعيينهم كمعلمين إضافة للمعلمين الثلاثة الأوائل .
واستمرت مسيرة العلم والبناء وأبو حسن ومشايخ القرية يقدمون الدعم المعنوي والدعم المادي والمعلمون يعطون ما استطاعوا مما نهلوه من العلوم لأطفال قريتنا، والمدير أحمد الخطيب يدير هذه المؤسسة بحذقٍ وأمانةٍ .
تعاقبت الأيام ، وازداد عدد السكان كثيراً ، حيث تخطى عتبة الألف ، وكانت الحاجة مرة أخرى لغرف تدريس ، وخرج الطلاب مرةً جديدةً للتعلم في غرفٍ مستأجرةٍ خارج حوش المدرسة الأم .
وعاد أصحاب الفضل السابق للتفكير بإضافةٍ بناءٍ ثالث ، يضمّ بقية الأطفال إلى رفاقهم بمدرسةٍ واحدةٍ . وكان العمل هذه المرة أكثر جديةً وقوةً من ذي قبل ، وتظافرت الجهود ورصدت المبالغ المطلوبة من الجهات التي قدمت يد العون لإنجاز هذا المشروع الكبير . نعم بُنيت المدرسة ذات الطبقتين ، التي امتازت وكان ذلك عام 1988-1990م . استمرت أفواج الخريجين من مدرسة مسعدة الثانوية ، وانتقل عدد لا بأس به للتعلم في الجامعات المختلفة في إسرائيل ، منهم ليلتحقوا بالمدرسة التي حضنتهم أطفالاً ، التحقوا بها كمعلمين لأبناء قريتهم وأقاربهم.
وأفرغت الشجرة غصناً آخر . وتأسست الإعدادية كمرحلة ثانية ، وتمَّ تعيين المعلم عمران موسى خطيب مديراً ، واستمر أحمد الخطيب مديراً للابتدائية.
في عام 1999م خرج المدير أحمد الخطيب للتقاعد ، حيث قضى أيام شبابه في العطاء مع رفاق دربه الآخرين ، وقد حلَّ محله نائبهُ المعلم حسن الخطيب حيث حمل شعلة العلم واستمر على نفس النهج من العمل المستمر بصدق ووفاء،  حيث عمل وطور بكلّ ما أوتي من همةٍ وقدرة ، وخرَّج من المدرسة أفواجاً أخرى على دروب العلم . وخلال وجوده في المدرسة أفرعت الشجرة غصناً ثالثاً بجهود المخلصين أمثال العم أبو حسن خطيب والمعلم الفاضل أبو هاشم أحمد فتالي ، الذي كان معلماً في المدرسة الابتدائية ومن ثم رئيساً للمجلس المحلي ، حيث حل مكان العم أبو حسن بعد أن قرر التقاعد بسبب التقدم في السن.
نعم أفرعت فرعاً ثالثاً ، كانت هذه المرة المدرسة الثانوية ، وهذا غاية كل قرية أن تصل لمثل هذا الإنجاز الكبير ، وقد وضع – العم أبو حسن – حجر الأساس وتابع المسيرة أبو هاشم بكل هِمةٍ ، وقد حشد الطاقات كلها بالتعاون مع المخلصين والأوفياء من أبناء هذا البلد ، واستطاع بناء هذا الصرح الكبير بزمن ٍ قياسي وسرعة فائقة حتى ظهر شامخاً سنة 2007 ، وأعطاه كل الدعم المادي والمعنوي وحقق حلماً عظيماً طالما راود أبناء القرية الذين عانوا مشقّة السفر اليومي إلى قرية مسعدة سنوات طويلة ً ، إلى أن أوجدوا ما يريح أبناءهم ويوفر عليهم عناء السفر وكلفة المال وخسارة الوقت .
ووفاءً من أبناء القرية المخلصين سميت ” مدرسة سلمان الخطيب الثانوية ” عرفاً بجميل من كافح وناضل من أجلنا جميعاً . وفي سنة 2006 عمد المربي الفاضل أبو هاشم حسن الخطيب إلى الاستقالة بعد عملٍ دؤوبٍ استمر قرابة الأربعين عاماً ، وسلّم الدفّة لمعلمٍ كريمٍ نشأ وترعرع ، ونهل علومه ، وأعطى وأجاد كمعلمٍ قدير سنواتٍ عدّةً . هو المعلم الشاب حسن خضر فتالي. ورغم التقدم والتطور الذي وصلت إليه مدرستنا الابتدائية في عهد سابقيه ، ومنذ اليوم الأول أخذ يفتش عن كل جديدٍ ومفيدٍ ، وفي شتى الاتجاهات ، ليثري به عقولَ الطلابِ وأروقة المدرسة ، التي تضجّ بالحياة وتنبئ عن كل طريفٍ ومُتلدٍ ، كأنها تقول :
ردوا للمنهلِ العذبِ الفراتِ فللأمجادِ أيدٍ مشرعاتِ
الذي يسقي شراباً بحقٍّ اسمه ماء
وصل عدد طلاب المدرسة الابتدائية اليوم إلى 349 وعدد طلاب المدرسة الثانوية 270 . والمدير المعلم حسن فتالي ، لا يألو جهداً ولا يتوانى لحظةً عن تقويمِ أيِّ اعوجاجٍ يصادفه برفقة معلمين أوفياء يبذلون جهوداً صادقةً لتذليل الصعاب ،حتى يرفعوا اسم المدرسةِ والبلدِ ، ويضعوا أبناء قريتهم في المواقعِ الساميةِ الرفيعة ..
مدارس الجولان قبل الاحتلال الإسرائيلي :

جدول يوضح توزيع طلاب ومعملي في مدارس الجولان الابتدائي في سنة 1966

 مدارس حكومية مدارس خاصة وكالة الاونورا الاجمالي
طلاب ذكور 9.722 105 580 10.407
طلاب بنات 4.272 63 153 4.488
العدد الاجمالي 13.994 168 733 14.895
معلمين ذكور 324 2 21 347
معلمات نساء 94 3 2 99
العدد الاجمالي 418 5 23 446

وفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الدولة في محافظة القنيطرة، فان الجولان ضم اكثر من 158 مدرسة . منها 142 في المرحلة الابتدائية ، و 16 مدرسة إعدادية وثانوية، أي ان المدارس كانت متوزعة على نصف قرى الجولان تقريبا .

وقد ضمت تلك المدارس 818 صف تعليمي منها 734 ابتدائي و 84 إعدادي وثانوي ، والمميز في تلك المدارس أنها كانت مبنية من الباطون وموصولة إلى شبكة الكهرباء والتدفئة .

ويتبين من مراجعة الجداول ان 30% من طلاب الجولان الذين انهوا المرحلة الابتدائية فقط وصلوا إلى المرحلة الثانوية، وان طلاب الصف الأول هو خمسة إضعاف عدد الطلاب في الصف الخامس.

جدول يوضح توزيع الطلاب والمعلمين الاعدادي والثانوي في العام 1966

مدارس جكومية مدارس خاصة وكالة الاونورا الاجمالي
طلاب ذكور 1.873 939 377 3.189
طالبات بنات 297 103 17 417
العدد الاجمالي 2.170 1.042 394 3.606
معلمين ذكور 68 20 12 100
معلمات بنات 11 1 0 12
العدد الاجمالي 79 21 12 122

توزيع الطلاب حسب الصفوف في المرحلة الابتدائية والثانوية

السابع الثامن التاسع العاشر الحادي عشر الثاني عشر المجموع
958 885 1.042 288 164 269 3.606

وقد سعت السلطات السورية إلى إقامة مراكز شبابية في مختلف قرى الجولان بهدف جذب الشبيبة إلى قطاع التعليم، إلا إن المشاركة فيها لم تتجاوز نسبة الـ4% من الطلاب ، ووفق إحصاء عام 1966 فقد بلغ عدد تلك المراكز الشبابية 511 مركز موزعة على 15 مجموعة من الطلاب و 178 من المربين والمشرفين ، منها 5 مجموعات من الإناث …
وبخلاف الرأي السائد فان هناك إعداد كبيرة من أبناء الجولان عموما،  وأبناء القرى السورية في شمالي الجولان والتي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي فيما بعد ، توجهوا إلى دمشق وبيروت والقدس في سنوات الخمسينيات والستينيات لتلقي العلم واستكمال دراستهم الأكاديمية والجامعية، و برز من تلك الأسماء المرحوم كمال كنج أبو صالح ( كأول طالب يلتحق بالجامعة )احيث بدأ في دراسة القانون الدولي في جامعة القدس،الا انه لم ينل شهادته الأكاديمية.

والمرحوم فؤاد أبو جبل وشقيقته فدوى ابو جبل  اللذان التحقا في احدى المعاهد في عالية في لبنان، الا ان المرحوم فؤاد ابو جبل لم يستكمل تعليمه بسبب انضمامه الى الحزب القومي السوري الاجتماعي، وكان احد النشطاء في الحزب في الشام ومن رفقاء الزعيم انطوان سعادة.

والسيد فندي نايف أبو صالح الذي درس علوم ( رياضيات فيزياء كيمياء ) والسيد نزيه نايف أبو صالح الذي درس الهندسة الميكانيكية في الاتحاد السوفياتي، والسيد جميل كنج ابو صالح الذي درس الهندسة الميكانيكية ايضاً، والسيد فارس ابو زيد الذي درس العلوم الجغرافية، والسيد يوسف السيد احمد الذي درس الادب العربي في جامعة بيروت العربية، والمرحوم اسعد عبد الولي الذي درس التاريخ ، والمرحوم خطار زهوة الذي درس الهندسة المعمارية ،والسيد ابراهيم شحاذه الذي درس في دار المعلمين الريفية ، والسيد إسماعيل مرعي الذي درس العلوم الجغرافية، والسيد فاضل السيد احمد الذي درس الهندسة الزراعية،

 والمرحوم السفير المحامي خزاعي ملي الذي يعتبر أول صاحب شهادة جامعية في المحاماة من أبناء الجولان، والسيد غالب إبراهيم الذي درس في يوغسلافيا مادة ( التسيير الذاتي ) إدارة أعمال. إضافة إلى العشرات من الاكاديمين الشباب الذين ورغم ظروف الحرب واقتطاع الجولان من وطنه الام سوريا استمروا في الدراسة في السنوات اللاحقة لتحصيل علمهم ونيل الشهادات الاكاديمة في مختلف التخصصات العلمية والمهنية ..
وقد نال المهندس الزراعي فاضل السيد احمد والمهندس المرحوم خطار زهوة، والسيد فارس حمد ابو زيد اول شهادات جامعية من ابناء الجولان، بعد انتهاء دراستهم الجامعية في العام الدراسي 1967- 1968 .
ومع بداية الاحتلال الإسرائيلي للجولان سنة 1967 وبخلاف المواثيق الدولية تعاملت السلطات الإسرائيلية مع منطقة الجولان باعتبارها جزءا من الدولة العبرية الغاصبة فألغت المناهج العربية السورية وفرضت مناهج إسرائيلية وفرضت سياسة الأمر الواقع على معلمي المدارس وأبعدت كل ناشط سياسي ضد السلطة المحتلة من مواطني الجولان القابعين تحت الاحتلال ضد الدولة العبرية وأدخلت اللغة العبرية ضمن المناهج التعليمية وضربت بيد من حديد كل عابث بقوانين الدولة ضمن هذه المؤســسات وغيرها وبسبب النقص الكبير بالمعلمين من ذوي الكفاءات التعليمية والتربوية تم استيعاب عدد كبير من طلبة الثاني عشر والحادي عشر وربما دون ذلك كمعلمين في المدارس وتم تعيين معلمين للغة العبرية من خارج المنطقة وخاصة العاملون في مقر الحاكم العسكري بالجولان ولاحقا جلبت جنودا إسرائيليين لملء الفراغ الحاصل في سلك التعليم، تمهيدا لتنفيذ برنامج سياسي تجسد في السنوات القادمة في ضم الجولان والحاقة بالدولة العبرية … وحاولت توظيف المؤسسات التعليمية لخدمة المشروع السياسي الإسرائيلي…. مرتكبة تجاوزات قانونية ودولية بحق طلاب ومعلمي الجولان تحت ستار الأمن والمصالح الإسرائيلية ..

صور من مدارس الجولان الابتدائية في مراحل مختلفة

unnamed

الساحة الداخلية في مدرسة مجدل شمس الابتدائية للبنين عام 1954

unnamed (1)

مدرسة مجدل شمس الابتدائية للبنات عام 1954( في الصورة المرحومة زريفة المر)

unnamed (2)

مدرسة مجدل شمس للبنات( في الصورة المرحوم بهجت مرعي )

unnamed (3)

مدرسة مجدل شمس عام 1972 ( في الصورة الاستاذ هايل ابراهيم ” كرمة”)

unnamed (4)

مدرسة القنيطرة للبنات عام 1958

unnamed (5)

اصطفاف صباحي ونشيد العلم في مدارس احدى القرى السورية في الجولان قبل الاحتلال الاسرائيلي )

unnamed (6)

المدرسة الابتدائية في مدينة القنيطرة في العشرينيات من القرن الماضي

unnamed (7)

مدرسة مجدل شمس الابتدائية بعد اغلاقها من قبل الجيش الاسرائيلي في العام

1982 ( في الصورة جندي اسرائيليي يُنزل العلم السوري بعد رفعه من قبل السكان في احدى المظاهرات)

unnamed (8)

مبنى المدرسة الابتدائية في مجدل شمس العام 1983 ( تأبين المغفور له سلطان باشا الاطرش امام المدرسة )
المصادر :
 الباحث السوري تيسر خلف 
• الدكتور اديب باغ
• الخارطة السكانية للجولان قبل حرب حزيران” يغال كيفنيس″
• احصاء سكاني لقضاء درعا ودمشق عام 1960
• احصاء جيش الدفاع الاسرائلي اب 1967 
• خرائط اسرائيل الرسمية ( تقرير دائرة الاحصاء السورية في وزارة الاسكان السورية1966) والموجود في الارشيف الشخصي لابراهام بن تسور من كيبوتس لهافوت هبشان المسروق من مكتب الحزب بالقنيطرة.
• أرشيف المركز الإعلامي للجولان لتنمية القرى العربية 
• لقاءات شخصية مع عدد من أبناء الجولان المحتل .

عن astarr net

شاهد أيضاً

FB_IMG_1695012070685

سويداء الظاهرة.. أم سويداء الطائفة

سويداء الظاهرة.. أم سويداء الطائفة؟ جبر الشوفي موقع تلفزيون سورية في مهرجان السويداء الاحتفائي اليومي …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!