مثل ما سقطت الشمس مسرحة في انتظار موقوت …
عشتار نيوز للاعلام والسياحة/ مقالات الرأي / مسرح
بقلم سميح أيوب
يعتبر المسرح أحد مظاهر الرقي والتقدم والتطور الثقافي لأي مجتمع. فهو اظهار فكرة حاكها عقل وكتبتها انامل لتظهر بلغة محكية عبر وقفة فنان يستغل الكلمة والحركة وتعابير الملامح لتصل للمشاهد بشكل رواية بسيطة للفهم او عبثية يقوم بتحليل مجرياتها حسب مفهومه او خياله. وربما تطابق حدث بمخيلته.
المسرح هو عبارة عن ورشة عمل متكاملة تجمع الكاتب والمخرج مع الفنان ومهندس الصوت والاضاءة من جهة وتفاعل الجمهور المشاهد من جهه اخرى.فالفرد متمم الكل والكل مكملا للفرد. بغض النظر عن موقع كل منهم من الطموح المادي او المعنوي من ناحية، او متعة المشاهد لفترة من الوقت من ناحية اخرى.ولكن بالمحصلة تتكون الرؤية بتوظيف الثقافة والفن ، لترسيخ مفهوم الوعي الثقافي والفني لإحداث تغيير ايجابي بالمجتمع عبر تسليط الضوء على قضايا اجتماعية كانت او سياسية.
وعبر هذا السياق بالتطور العلمي والثقافي الذي ميز الجولان فقد كان لنا شرف السمو بدخول معترك الحياة الفنية، واللحاق بركب التطور المسرحي عبر افراد اتخذوا على عاتقهم مهمة النهوض به بالرغم من شح الدعم المادي والمعنوي من هيئات ومؤسسات ترعى الحالة الثقافية كما كان عليه الحال قبل عدة سنوات ليست بعيدة ، حيث شهد الفضاء الثقافي نجاحا غير مسبوق في الجولان
وعلى مدرج قاعة الجلاء كان لنا بالأمس وقفة لعمل جديد، للكاتب معتز ابو صالح الذي قدم لنا خلال سنوات، العشرات من الاعمال المسرحة التي تحاكي الواقع الاجتماعي حينا والسياسي احيانا.وهو الرائد بإنشاء مسرح عيون في جمعية جولان لتنمية القرى العربية في الجولان المحتل، بتعليم دورات المسرح مع رفيقة دربه امال قيس أبو صالح وتخريج العشرات من المسرحيين. الذين اقتحموا هذا الفضاء ونقشوا أسمائهم بآيات من نار ونور في سجله في الجولان وفلسطين على حد سواء..
عندما سقطت الشمس.
مسرحة عبثية تحكي قصة أب ينتظر عودة ابنه الذي هرب ليعمل بحارا منذ سنوات ولم يعد.اب يعيش مع ابنه المعاق فكريا يحلم برجوعه وزواجه من ابنة الجيران التي تعيش مع اخيها الاعمى. حيث استشهد والدهما تاركا لهما الذكريات وبندقية.
سنوات من الانتظار والالم ..سنوات من الاحلام.واخيرا يعود بجو عاصف. لتبدأ مرحلة الصراع بشتى اشكالها. اب ينقلب ويطرد الابن من جديد. عائد يرى عروسه لأول مرة ويتأرجح بين الحرية والارتباط. فتاة لأول مرة تقابل فارس احلامها الموعودة به.وأخ لفتاة اعمى يرفض التنازل عن اخته وتوقظ بنفسه نزعة الامتلاك. اخ معاق يحلم برؤية اخيه والعيش معه.
وبعد هذا الصراع يطرد الابن العائد تحت تهديد السلاح. وما ابتعد حتى قتل بإطلاق النار من والده وشقيق الفتاة.
يموت وتموت معه احلام العودة
تموت احلام الفتاة والاخ ..تموت احلام الاب الذي انتظر سنوات.
اربعة فرسان من فلسطين الحبيبة تجمعنا واياهم الآمال والطموحات. يحملون رسالة الفن لنشر الثقافة والتوعية. يعتلون مسرح الجولان وامام جمهوره كما اعتلوه بالأمس القريب على مسارح فلسطين ووقفوا امام جمهورها. مرة أخرى تتعانق فلسطين مع الجولان كحكاية عاشقين توقان للحرية اكثر .. للحلم اكثر.. للامل اكثر …
من جديد يتفاعل جمهور الجولان بعمل مسرحي جديد. وعبر التفاعل والاعجاب والاثناء عسى ان يكون محفزا لكاتبنا” معتزنا الرائع ” بتقديم المزيد من الاعمال.طوبى له وللفنانين وللجمهور. وشكرا لمسرح الحارة ومخرج العمل بشار مرقص..