الأربعاء , سبتمبر 27 2023
الرئيسية / ملفات الارشيف / قضايا جولانية / فشة خلق / تفتقدك الساحات والشوارع يا ابو مجيد.
1 abomajeed (1)

تفتقدك الساحات والشوارع يا ابو مجيد.

  تفتقدك الساحات والشوارع يا ابو مجيد.

عشتار نيوز للاعلام والسياحة / فشة خلق

ايمن ابو جبل

حين تموت شجرة مثمرة تفيأ تحتها الكثيرون،  وتناول ثمارها كل من اقترب او تعامل معها، تشعر حينها بجوع مُفاجئ، يُعيدك الى البحث عن تاريخ  ميلاد تلك الاشجار التي كانت ولا تزال بوصلة الحياة الكفاحية بالنسبة الى الجولانيين، على صعيد لقمة العيش التي تعتبر اقدس عمل نضالي، وعلى صعيد الحياة السياسية في واقع أبتلى فيه الجولانيين، واقع  الاحتلال الاسرائيلي ، وواقع  تهميشهم من الاجندات الوطنية

العم ابو مجيد احمد علي القضماني هو فرد  اختصر في الكثير من مراحل حياته ،ذاك المجتمع الفلاحي البسيط الذي يقع على هامش الخرائط البشرية والاجتماعية، لكنه اخترق اجندات العالم في مراحل زمنية عديدة، بفضل متانة  تلك الجذور التي شكلت اشجاره التي  نمت وعلت في غابات المنطقة السياسية.

هناك صنف من البشر حين يرحلون، سيكون من الصعب نسيانهم، خاصة ان ارتبطت طفولتك بحضورهم، كحال ابو مجيد احمد القضماني، ورفاقه الاحياء منهم والاموات، فتبقى ذكراهم عالقة في الاذهان والوجدان، حتى وان غزتهم امراض الشيخوخة، كالعم ابو مجيد الذي ربطتني به منذ الطفولة علاقة خاصة من نوع ما  شملت كافة افراد العائلة من الزوجة والابناء والبنات، واستمرت تلك العلاقة على مدار سنوات الاعتقال في السجون الاسرائيلية وبعدها.

هذا النوع من الرجال عاش البطولة بكل تفاصيلها، كان بطلا حين كان يقف على الشوارع، وهو الكهل العجوز تسنده عصاه في يد، وزرم المجلات والصحف في اليد الاخرى، في انتظار سيارة على المحطة ” الترمبيادة” ليقله احد السائقين الى احدى  قرى الجولان، ليتمكن من تسليم الاشتراكات الصحفية الى اصحابها، هذا المشهد الجليل كنت اشاهده على مدار خمسة عشر عاما منذ خروجي من المعتقل .. طيلة حياته عاش باقتدار كفيف، ومات يحمل معة رزم كبيرة من الحب والاثر الطيب في وجدان الجولانيين ورفاق دربه الفلسطينين ، هذا الرجل مات صباح اليوم، وقوفا كالاشجار حتى اخر مرحلة من مراحل حياته،  وكلمة حق  في رحيله  فانه حمل راية العلم والتنوير والهم السوري والفلسطيني والجولاني، وافنى حياته في سبيل تنمية الجولان يمقدرات فكرية واكاديمية وسياسية وتربوية…

لقد تسنى لي تسجيل الكثير من المشاهد والمواقف للعم ابو مجيد، قبل ان يغزو النسيان ذاكرته، حيث تستطيع ان تتعامل مع حياته الشخصيه، كنموذج الى حالةى الجولان كله بكل انتصاراتها وكل خسائرها، ولا استطيع ان اغفل ذاك المشهد الذي اثار ني حين تفاجئت في دخوله الى مركز الشام ، مستندا بالكامل على صهره وابنه، ليتمكن من  حضور احدى الاجتماعات الشعبية المناهضه لمشروع الانتخابات الاسرائيلية في الجولان…

العم ابو مجيد غيابك خساره لذاكرتنا، فارقد بسلام  ايها الحاضر في الغياب…

  اقرأ ايضاً…

ابو مجيد احمد القضماني( سيرة ذاتية)

 

عن astarr net

شاهد أيضاً

aboimad

ويرحل من نحب.. وداعاً ابا عماد

ويرحل من نحب.. وداعاً ابا عماد  ايمن ابو جبل / عشتار نيوز ابو عماد.. ما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!