هزيمة حزيران/ يونيو في الرواية الرسمية السورية
21 شباط/ فبراير 2019
صالون الجولان – مركز حرمون للدراسات المعاصرة
الكاتب: تيسير خلف
اضغط هنا لتحميل الملف
تمهيد
لا يحتفظ الأرشيف السوري بكثير من الأوراق عن المدّة الواقعة بين نكبة فلسطين عام 1948 واحتلال الجولان بعد الثامن من حزيران/ يونيو عام 1967، والسبب أنها المرحلة الأكثر اضطرابًا ودراماتيكية في تاريخ سورية المعاصر، فخلال هذين العقدين جرى الانقلاب على الديمقراطية عام 1949 على يد الزعيم حسني الزعيم، ثم انقلاب العقيد سامي الحناوي على الزعيم، ثم انقلاب العقيد أديب الشيشكلي على الحناوي، ثم الانقلاب على الشيشكلي ذاته عام 1954، ثم الوحدة السورية المصرية عام 1958، ثم الانفصال عام 1962، ثم الانقلاب على الانفصال عام 1963 ثم انقلاب البعثيين على الناصريين واستفرادهم بالسلطة في العام نفسه، ثم انقلاب اللجنة العسكرية على القيادة القومية لحزب البعث عام 1966، ثم هزيمة عام 1967 واحتلال الجولان. هذه الحوادث الكبرى كلها وقعت في عقدين من الزمن، كان من نتيجتها إحراق كثير من الوثائق أو إخفائها، وإعدام كثير من صانعي الحوادث قبل أن تتاح لهم فسحة من التأمل يكتبون فيها شيئًا من مذكراتهم.
ولذا فإن خطر وقوع أي دارس لهذه المرحلة في الفخ الإسرائيلي تبدو كبيرة، وقد وقع فيه فعلًا أغلب الباحثين العرب والسوريين الذين تناولوا هذه القضية بعد مؤتمر مدريد عام 1991، وهو عام انطلاق التفاوضات السورية الإسرائيلية المجهضة.