الأحد , أكتوبر 1 2023
الرئيسية / ملفات الارشيف / من الذاكرة الجولانية / الفنان حسن خاطر يروي كيف أنجز التمثال

الفنان حسن خاطر يروي كيف أنجز التمثال

 

   الفنان حسن خاطر يروي كيف أنجز التمثال

19/04/1987  

عشتار نيوز للاعلام/ من الذاكرة الجولانية

يعتبر تمثال المسيرة ثمثال سلطان باشا الأطرش عمل فريد من نوعه، وأصبح منذ المراحل الأولى للعمل به رمزا لنضال سكان الجولان حتى وان العديد منهم شاركوا بشكل فعال في إقامته. لكن الفنان حسن خاطر ابن مجدل شمس الذي عاد إليها عام 1984 بعد إنهاء دراسته في دمشق هو الذي وضع المخطط الفني للتمثال وعمل على بلورته بشكل نهائي. وكان حسن خاطر يحمل فكرة صنع هذا التمثال منذ عودته إلى قريته تعبيرا عن تقديره لنضال سكان الجولان.

وفي شهر نيسان من عام 1986 قررت رابطة الجامعين تنفيذ المشروع وبدأ حسن خاطر بالعمل. ومع انه لم يسبق له أن مارس فن النحت لكنه تملك معرفة أصول هذا العمل حيث كانت لديه فكرة واضحة عنه. ويقول حسن حول عمله: أردت أن ادمج المراحل التاريخية المختلفة الماضي والحاضر والمستقبل، بهذا التمثال بالإضافة الى مسيرة النضال التي عاشتها مرتفعات الجولان. يتكون التمثال من ثماني شخصيات تعبر كل واحدة منها عن مرحلة معينة من مراحل النضال. الشخصية الأولى هي شخصية سلطان باشا الأطرش رمز الثورة السورية يرتدي الملابس التقليدية ويرفع السيف الذي يمثل طريق الوصول الى الحرية. والشخصية الثانية الرجل يرتدي الملابس الشعبية لهذه المنطقة ويحمل بندقية وترمز لموقف سكان الهضبة ضد الأتراك والفرنسيين والامبريالية بشكل عام. أما الشخصية الثالثة فهي لشخص يقف بجانب سلطان الأطرش ويحمل كتبا تعبيرا عن الدعوة للحرية القائمة على المعرفة والثقافة. أما شخصية الام فتعبر عن صرخة الألم والدعوة للتحدي، كما تعبر عن الطابع الشعبي للنضال واستمراريته . أما شخصية الشهيد فترمز الى الاستعداد للتضحية بالدم والروح من اجل ارض الوطن.

وبالإضافة الى تلك الشخصيات هنالك ثلاثة أولاد يرمزون الى المستقبل. فالولد والبنت اللذان يحملان رز وقمح ويلوحان بقيضات يديهما الأخرى يمثلان المستقبل. إن الولد الذي يحمل حقيبة مدرسية فيرمز للحياة ويعبر الأولاد عن استمرارية الطريق . وان النضال لن يتوقف ، ولذلك أطلقنا على التمثال اسم ( المسيرة).

تم إعداد التمثال من اثني عشر جزءً صنعت من الجبس. وقررنا وضعه في وسط ساحة مجدل شمس، حيث كان يوجد عامود من الباطون على أعلاه ساعة تحمل دعاية لبنك إسرائيلي. وحاولت السلطات الإسرائيلية منعنا من وضع التمثال، وقامت بحملة اعتقالات شملتني أيضا، وبعد الإفراج عني وجدت جميع السكان في ساحة مجدا شمس ينتظرونني من اجل البدء بوضع التمثال.

إن حجم التمثال الذي يبلغ وزنه الإجمالي 14 طن، وافتقارنا للوسائل والأدوات المناسبة لرفعه، بالإضافة الى الظلام وخشية تدخل السلطات ومضايقتها كل ذلك اعترض نصب التمثال.0 لكن الحماس الجماهيري تخطي جميع العقبات. حيث أحضرت كمية من التراب مكنت الجرافة من الارتفاع إلى العلو المطلوب من اجل وضع التمثال في مكانه على القاعدة الحديدة التي خصصت له، وبعد اربع ساعات كان التمثال يقف في مكانه.

لقد فاق استعداد الناس للمساهمة في إقامة التمثال كل تصور، فقد تبرع الأهالي بجميع المواد التي صنع منها التمثال وبالأدوات التي استخدمت خلال العمل بالإضافة الى مساعدتهم في العمل الذي استطاعوا القيام به. فمثلا عندما بدأ بإزالة الجبس عن التمثال اعتقدت إن ذلك سيستغرق خمسة أيام، لكن مشاركة الشبان الذين حملوا المطارق والأزاميل جعلت ذلك ينتهي خلال أربع ساعات.

تعتبر محاولة اشتراك الناس بصنع التمثال فريدة من نوعها، فهنالك تجارب باشتراك مجموعة من الفنانين في عمل واحد لكن الذي حدث عندنا هو الدمج بين عمل الجماهير والعمل الفني. ولم يقتصر ذلك على الشبان وإنما شاركت النساء وكذلك الشيوخ حيث قدم كل واحد قدر استطاعته كما كانت المشاركة في إزالة الستار جماهيرية. وفي النهاية يؤكد حسن خاطر إن اختيار شخصية سلطان الأطرش لم يكن طائفيا لأنه قائد للثورة السورية الكبرى، كما كان رمزا لنضال سوريا من اجل الاستقلال عن الامبريالية وهذا سبب اختياره. ومما يذكر ان سلطان الأطرش أعلن في أخر مقابلة صحفية معه قبل وفاته عام 1982 انه ورّث سيفه لسكان الجولان الذين يخوضون إضرابهم الطويل

عن astarr net

شاهد أيضاً

aboadnan home

تقرير طبي مقدم للمحكمة الإسرائيلية عن حالة المعتقل الإداري محمود الصفدي

تقرير طبي مقدم للمحكمة الإسرائيلية عن حالة المعتقل الإداري محمود الصفدي عشتار نيوز للاعلام/ من …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!