قمر بقاعة الجلاء
عشتار نيوز للاعلام/ مقالات الرأي
سميح أيوب
كما ينبثق نور الصباح من عتمة الليل،ليضيئ وجه البسيطة وتغمر شمسه البطاح بدفئها. كما يتفجر ينبوع ماء من باطن الأرض ليمنحها الحياة ويكسيها الجمال منسابا بمجراه عبر الوديان والسهول.
وكما تصدح الطيور مترافقة بحفيف اصوات ورق الشجر لتنقل الى مسامعنا نغمة أشبه بسمفونية الخلود. يصدح صوت منبثق من حنجرة فضية بمرافقة آلة بزق وعود. ناي وطبلة، ليبعث الدفيء بنفوس جمهور مشاهد بأمسية فنية تدغدغ المشاعر وتبعث الطمأنينة والهدوء بعد مشاغل يوم وأعباء حياة.
مساء الجمعة الفائت كان لنا موعد مع ابنة الجولان المتألقة قمر أبو صالح خلال أمسية فنية على خشبة مسرخ عيون في قاعة الجلاء، حيث فاجئت محبيها حين اعتلت خشبة المسرح بثقة فنانة تصدح بصوت ملائكي بفيروزيات، وأغاني من التراث الشعبي ليجتمع عذوبة الصوت بجمالية الكلمات ورشاقة الحركة،لتبهر الجمهور الجولاني والفلسطيني الذي تفاعل مع تلك اللوحة الفنية بتصفيق وحفاوة واستمتاع واعجاب بفنانة متألقة، جولانية المنشأ، عروبية الجذور والانتماء.
فكما يستمد القمر ضوءه انعكاسا لأشعة الشمس،سوف تستمد فنانتنا الرائعة قمر ابو صالح القوة والعزيمة للأستمرار بمسيرتها الفنية من دعم إعجاب الجمهور ودعمه بل وتشجيعه.
فكم نحن بحاجة لمؤسسات تدعم هذه الطاقات الجميلة المتألقة ايضا لترقى بها كما ترقى بمجتمع يحتاج لفسحة من الترويح عن النفس ولحظات من المسرة تجمعنا تحت سقف لقاء ومحبة.