الخميس , نوفمبر 30 2023
الرئيسية / ملفات الارشيف / معالم جولانية / الوبر السوري في قلعة الصبيبة ومنطقة فيق من الجولان المحتل

الوبر السوري في قلعة الصبيبة ومنطقة فيق من الجولان المحتل

 

الوبر السوري في قلعة الصبيبة ومنطقة فيق من الجولان المحتل

عشتار نيوز للاعلام/ محمد زعل السلوم

ينتمي حيوان الوبر الصخري لمنطقة حفرة الانهدام، في البرية ما بين سهل الحولة وبانياس الجولان،كما ينتشر في جنوب الجولان بمنطقة فيق وسهل البطيحة ومنطقة محمية جملة كما تسميها دولة الاحتلال، فهو يفضل العيش في المنحدرات والصخور والكهوف والحرارة العالية، ورغم أنه يعود بالأصل للمناخ المداري، إلا أنه تمكن من التوازن للعيش بين المناخ الصحراوي والمناخ المتوسطي، حيث تتواجد كميات كبيرة من الأشجار والأعشاب التي يتغذى عليها الوبر، أما رتبة الوبريات فهي عائلة واحدة فقط هي عائلة الوبر الفريدة في العالم، وتضم ثلاثة أجناس هي وبر الصخر كما في الجولان ووبر الشجر ووبر الأدغال، وأحد عشر نوع آخر، لكن الموجود في الجولان وفلسطين هو النوع الصخري كما ذكرنا، وهو أكبر الأنواع حجما كما تفصل عنه الجمعية البيئية الفلسطينية، إذ يبلغ طول الجسم بما فيه الرأس من 41 إلى 56 سنتيمترا. رغم الشبه الواضح بين الوبر السوري والقوارض إلا أنه ينتمي إلى مجموعة الظلفيات.

وتضيف الجمعية أن حجمه صغير في حجم الأرانب الصغيرة ويزن الفرد البالغ من ثلاثة ونصف إلى خمسة كيلوغرامات، وجسمه مغطى بفراء قصير، ولونه بني فاتح أو داكن مما يجعله أقرب في الشبه للقوارض.

كان أبناء الجولان يطلقون عليه تسمية غنم بسرائيل، وهو من الناحية التشريحية يشبه الفيلة لمشاركته الفيلة بصفة وجود أظافر على أصابع القدم تعمل بمثابة حافر، لذلك يطلق عليه الأفارقة لقب الأخ الأصغر للفيل، ويعتقد العلماء أن الوبر والفيل أبناء عمومة منذ 55 مليون عام، وتصنيفه من نفس عائلة الفيل بسبب تشابه الهيكل العظمي ولكن بصورة مصغرة.

من إيجابيات هذا الحيوان الذي يعيش على شكل مستعمرات وبشكل جماعي أنه يقوم بالتبول والتبرز في مناطق معينة تسمى المراحيض. والتي تتراكم مع مرور الوقت وتتحول في النهاية إلى مادة صلبة كبيرة لزجة، وتستخدم هذه المادة في عدد من الأدوية والعلاج بما في ذلك دواء يسمى هيراسيوم والذي يستخدم لعلاج الصرع والتشنجات العصبية، وعدد من الأمراض الخاصة بالنساء. وهناك من يصطادها لتذوق لحومها في نطاقها الجغرافي.

أما من سلبيات هذا الكائن، أن يكون قريبا من أشجار الفاكهة كما حصل في جنوب إفريقيا عندما تم استصلاح أراضي زراعية في مناطق المنحدرات وحول مناطق صخرية، أو قرب شقوق في الجدران الحجرية أو عبّارات طرق مما يوفر موطن أساسي لها، وبالتالي تعد خطر على تلك المحاصيل وتدمر حقول الفاكهة، كما يخشى من تعرضها لليشمانيا المدارية، وهو طفيل يصيب القوارض والبشر.

أما أعداءها في الجولان فهي بنات آوى والثعالب والنسور والقطط البرية وطائرالبوم والثعابين، ولكن من طبيعتها أن تبقى متيقظة وبحالة حراسة خاصة من قبل الذكور، ومتعاونة فيما بينها جماعيا لصد أي خطر محتمل.

تفضل أكل البراعم الجديدة والأعشاب الطرية خاصة في مواسم الأمطار وما ينبت من المنحدرات والإشنيات، كما تفضل التوت والتين، وهي ترعى في المنحدرات والجروف وقد تتنقل وتهاجر في مواسم الجفاف، مع تنبهها من الأعداء على الدوام، وسلوكها في الغذاء يشبه الفيلة والزرافات، كما أنها تقضم بسرعة كبيرة وكميات كبيرة من النباتات، كما أنها قادرة على العيش في بيئات جافة والعيش حتى في مناطق تفتقر للمغذيات، ولديها فترتين غذائيتين خلال اليوم واحدة حوالي ثلاث ساعات بعد شروق الشمس وواحدة قبل غروبها بساعتين، ولكنها قد تقضي طعامها في مستعمرتها بأقل من ساعة وأحيانا عشرون دقيقة فقط.

أما قواطعها طويلة وقوية وتشبه الناب، وأضراسها تشبه أسنان الخد لدى وحيد القرن، والذكور أكبر بقليل من الإناث فيكون وزن الذكر الوسطي 4 كغ أما وزن الأنثى فحوالي 3.6 كغ، وحرارتها أكثر سخونة من الإناث وأجسام أرق مع أعناق أكثر سمكاً من الإناث، كما أن أنياب الذكور أكبر وأكثر حدة من الإناث، كما تحتوي الذكور حويصلات أكبر من الإناث، وبشكل عام يحتوي الوبر السوري على غشاء خاص للعين بهدف حمايتها من أشعة الشمس.

لها ثلاثة أصابع تشبه الحوافر وإصبع خلفي داخلي مجهز بمخلب، وبقع سوداء أسفل القدم تفرز عرق لتثبيت الوبر على الصخور، أما فروها فكثيف وخشن ويساعدها على امتصاص الحرارة، وتثبيتها.

الوبر الذكر يمكنه الارتباط بين 3 إلى سبعة إناث، في منطقة تقل عن أربع آلاف متر مربع، وبالتالي يمكن اعتباره متعدد الزوجات، تحمل الأنثى بين ستة أشهر إلى ثمانية وهي فترة طويلة بالنسبة لحجمها الصغير، ويفسر ذلك لعودتها إلى أسلافها العمالقة، وتلد في العادة في موسم الأمطار كما في كينيا بين آب وتشرين الثاني والجولان السوري نهاية العام حتى بدايات الربيع، وتزداد عدوانية الذكور في موسم التكاثر، كما تصبح الأنثى عدوانية خلال الحمل، وتتميز بأنها متكررة الولادة، وتفضل الولادة أوقات الظلام، والانعزال مع غيرها من الإناث الحوامل، ويشكل صغيرها 10.8 بالمائة من حجمها، وعندما تبدأ عملية الولادة وتحدث التقلصات تصدر ضوضاء صاخبة، ويزن صغيرها عندما تلده من 170 غرام إلى 240 غرام. ليتحرك بعمر يومين وفي اليومين الثالث أو الرابع يبدؤون بتناول الطعام، ويمكنهم تناول الطعام الصلب قبل أسبوعين من ولادتهم، ويكتمل الفطام عادة بعد ثلاثة أشهر، ويحصل النضج الجنسي بعد ستة عشر شهراً. وعدد النسل في المرة الواحدة من واحد إلى ستة بمتوسط ثلاثة. أما متوسط عمرها فيصل إلى 12 عام.

يحب الوبر العيش بشكل جماعي، في مستعمرة يصل عدد أفرادها لحوالي الثمانين فرداً، حسب حجم المكان والموارد، كما أنها كائنات نهارية، قليلة الحركة، لا تتنقل لأكثر من 2 كم عن مجموعتها، تفضل النهار للتنقل والطعام، وقد تتحرك في الليالي المقمرة، وعلى صغارها حراسة الجحور من الأخطار المحدقة في البيئة المحيطة، وهناك ذكر مهيمن بالغالب الأكبر سناً، يقودها ويرشدها.

تتواصل فيما بينها بإطلاق أصوات مميزة، تزداد حدة في حال وجود الأخطار، وميز العلماء لها 21 صوتا لدى البالغين، أما صغارهم فلا يعرفون سوى ثلاثة أنواع من الأصوات. يتم إطلاق تلك الأصوات بشكل متقطع في حال وجود حيوان مفترس، وبغير أسلوب في حال ضياع أحد أفراد المستعمرة، وتجثم الذكور وترفع رؤوسها بطريقة حادة كما أن الحركات المتطرفة تساعد على التحذيرات والتواصل إضافة للأصوات، وكذلك مناطق تبولها أو ما يسمى المرحاض قد تفرز فيرمونات قد تكون علامات طريق عبر حاسة الشم، أثناء تحركاتها، ولم يتأكد العلماء إن كانت تعطي إضاءة خاصة في الليل لتساعدها على تحركاتها.

بالنسبة لحرارتها فلديها تقلبات بالحرارة نتيجة تواجدها على الصخور، وبالتالي فهي تقوم بتعديلات سلوكية كالزواحف لتتمكن من تثبيت حرارتها، ولا تفضل التحرك في الليل والخروج من جحورها، وإنما تفضل الحمامات الشمسية في النهار، والتظلل أحيانا مع وجود الشمس.

عن astarr net

شاهد أيضاً

447

الجولان.. رجال التفاح يواجهون نزيفَ الحجرِ والشّجر

الجولان.. رجال التفاح يواجهون نزيفَ الحجرِ والشّجر محمد جميل خضر 29 أكتوبر 2022 ضفة ثالثة منبر …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!