الأربعاء , سبتمبر 27 2023
الرئيسية / شخصيات جولانية / اسرى ومعتقلين / حوارات مجنونة، في زمن الاحلام المجنونة
08072005 (106)

حوارات مجنونة، في زمن الاحلام المجنونة

حوارات مجنونة، في زمن الاحلام المجنونة

عشتار نيوز للإعلام / هايل أبو زيد/ شهداء الجولان/ أسري ومعتقلين

ايمن أبو جبل

حوارات وتساؤلات افتراضية مجنونة

نصوص “في انتظار الجنازة القادمة …” (09\07\2005) …

بمناسبةذكرى رحيل الأسير الشهيد هايل أبو زيد (1968 -2005) …. مستوحاة من رائعة الاديب الجزائري الراحل الطاهر وطار ” (الشهداء يعودون هذا الأسبوع) …

وفق الأسطورة فان تموز يبعث حياً كل دورة، نصف سنوية، يترك حراسته لبوابة السماء، ويعود الى حضن زوجته الالهة عشتار…. ليموت مطمئنا بعد ان تزرع روحه في روح انسان وادي الرافدين، حيث تسكن اليوم سكاكين الموت فيها…

وكأن طقوس الموت لا تزال حزينة منذ عذابات تموز ودموع الدم في عيون عشتار التي كانت السبب في موته..

حين تموت الالهة في الاساطير القديمة، فان موت الانسان العادي في اعرافنا، يصبح اعتيادياً بصورته التقليدية، لكنه يبقى موجعاً حين تتزاحم الذكريات الشخصية وتدخل عنوة في طقوس الموت ..

في تموز يعود الشهداء هذا الأسبوع، ولان تموز مزدحم بوظائف الموت والقتل، والفرح والامل، والحب والدفء، فانه ممتلئ بالذكريات الرائعة والجميلة كشخوص عناصرها….

سؤال افتراضي مجنون، (1)

هو الوطن .. الذي يبكي ويتألم… وهو الوطن الذي طالما حلمنا في غده الافضل .. هناك حيت اكتوت أجسادنا بسياط الجلاد كنا نتحسس أحلامنا البريئة ونحتضنها … هو الوطن يا رفيقي كما هي ذواتنا.. يحزن ويتألم ويبكي. يصيبه ما يصيب الذات فينا من إحباط وخوف وقلق.. وكما نخشى الموت فان الوطن يخشاه ايضاً ،حين يصبح مساحة لا تتسع لكل ابنائه وبناته، وحين يصبح الوطن مريضاً يفتش عن دواء له بين أحشائه الممتدة فينا قبل أن تقترب الجنازة التي نخشاها ويخشاها…

حين استدعي الوطن أبناءه في الساعات الحالكة كنت خير جنوده، ونقشت أجمل وأروع دخول بين صفحاته دون تلكؤ او تردد.. فكنت بحجم المأساة الجولانية التي أقلقت راحتك وراحة من سبقك من أولئك الجنود الذين مضوا دون ان تتفيئ أجسادهم بظلال الحرية التي نشدت، وفي سبيلها مضيت..

فها نحن اليوم أمام مأساة جديدة.. الوطن الذي انتظرته تنشطر روحه ويقاتل من اجل البقاء والوجود.. والوطن الأكبر الذي حلمت به يوما.. مشغول في تشييع شهداؤه الذين يسقطون على مذبح الحرية…. الحرية التي سُلبت منه ومنا من قبله….

سؤال افتراضي مجنون(2)

ان أكثر الأشياء خشية يا رفيقي هي قسوة التاريخ،  إن تلكأ أحدا من أولئك الذين حملوا ارث من مضى دون مقابل.. فزادوا الارث قسوة علينا، ان نحن تخلفنا عن مداواة جروحنا المسكونة بهاجس الحرية .. تلك الحرية التي لايمكن لها تتجزأ .. حرية ان نكون ويكون كل السوريين احراراً فوق ثرى بلدهم الأجمل، الذي رسموه والاروع الذي بنوه.. والاقدس الذي رووه بدماء اجيال واجيال تمتد الى عمق التاريخ الانساني الطويل …

الويل لنا والويل لهذا الإرث يا رفيقي إن اقتربت جنازة الوطن التي يرسمها أولئك الذين استأثروا به ،وتسلطوا على رقاب الناس وارزاقهم واعتبروا الولاء لهم أهم من الانتماء، وحولوا هزائمهم إلى انتصارات يتغنون بها، وغدا تحت ظلال قمعهم وظلمهم، كل الخونه والمهزومين ابطالاً ، والابطال الحقيقون سجناء ومنفيين، والناس تحت حكمهم كالقطيع مجرد رعايا وبغايا… تهتف بالخوف وتشيد بالرعب ، وتُصفق بالذل.. وترقص كالوحوش طرباً على جماجم السورين الثائرين للحرية والكرامة والحياة..

قد تكون الحرية يا صديقي، حملاً ثقيلاً في زمن يستباح به الدم، وتتدنى فيه قيمة الانسان الى اقصى حد، لكنه حملاً لا يضطلع به إلا أولئك الذين رفعوا الصوت عالياً ضد كل ظلم وثبتوا بقامات قوية عند كل المنعطفات . فطوبى لك ولاولئك الذين عملوا وأعطوا في ساعات الشدة والنضال الصعب اجمل ما عندهم، بصمت ، وقدموا ضرائب واستحقاقات حريتنا من مستقبلهم وزهرة شبابهم …في حين كان الآخرون نياماً تحت طائلة الخوف والجبن ..

سؤال افتراضي مجنون،( 3)

أخجل مرتين:

اخجل من كوني محسوب على هشاشة هذا المكان وهذا الزمان المهترئ، الغائص في براويز الشعارات الهابطة، والمواقف الكاذبة، والخطابات الجوفاء، واقتناص الفرص لتقديم أرواحنا ضريبة للتماثيل الزائفة، كما هي بعض الوجوه الزائفة.. وأخجل من كلمات لومك وعتبك التي لم تفارقك وتفارقنا حتى يوم الوداع الذي رفضته…

hailaz.gif023

سؤال افتراضي مجنون،(4)

ما كان أصعب الكلام في حضرتك، وأنت الأسير الشهيد! ولكنه بات أصعب، أيها الصديق، حين أصبحت يدك باردة كالثلج، وبات أصعب من الكلام أن اقف هناك أمامك، أبكيك، لأنك كنت ترفض لنا نحن الرجال أن نبكي الشهداء… ولكن اعذرنا رفيقنا.. تعبنا من دموع الوداع…

سؤال افتراضي مجنون،(5)

hail2019

يبشرنا النسيان والإهمال بمزيد من الأوجاع والآلام والدموع والاهات، التي تخترق هذه الصدور المثقلة. لكن خوفي ليس على النسيان بحد ذاته، وإنما من استمرار هذا النسيان، الذي ما زال يطوقنا أكثر، كلما اشتدت علينا الظروف. وذنبنا يا صديقي أننا لم نصدق أنفسنا، وإنما صدقنا من كان يخذلنا طويلاً، والذي يبشرنا في موعد جديد للجنازة القادمة التي لم تتأخر بعدك كثيراً…

سؤال افتراضي مجنون(6)

من لم يعرف هايل أبو زيد، بالطبع لن يعرف السجون والمعتقلات الاسرائيلية، وتاريخها المليء بالقهر والألم والمعاناة. فهو أحد الأعلام الوطنية العربية السورية داخل تلك المعتقلات، وأحد رموزها المناضلين. شارك في معركة البقاء لأجل الحياة الحرة الكريمة، وكان أحد أبطال معركة عسقلان في العام 1986، حين تعانقت قبضاتنا من جانب واحد وراء شبك الزيارة، وقبضة يد الراحل أبو هايل حسين أبو زيد، الذي اقتلع بيده شبك الزيارة، حين اقتحم حراس السجن غرفة الزيارة بهراواتهم وقنابل الغاز الخانق.

وكان أحد المناضلين الأشداء في معركة الإضراب المفتوح عن الطعام في سجن عسقلان عام 1992..

ومن من رفاقه لا يذكر دوره في انتفاضة عسقلان؟! حين تحول الهواء والمكان كله الى كتلة غاز خانقة في غرفة 27، وبقى أمام باب الغرفة مع الرفاق يمنع بجسده دخول حراس السجن غرفتنا ..

ومن من رفاق دربه لا يذكره على دروب نفحة وبئر السبع وشطة وطبريا والدامون والجلمة…

من منا لايستحضرك الآن أيها الصديق الاسير الشهيد، وانت تفتح ذراعيك شوقا للقاء الرفاق الذين أدركوا، مثلك تماماً، حين غادرتهم قبل ستة اشهر من رحيلك ، أنك لن تعود إلى هناك، ولن تكون بينهم هنا حين يعودون، فكان وداعك الأخير دموعاً ودموعاً وشريطاً طويلاً من الذكريات…

سؤال افتراضي مجنون،(7)

يا رفيقي… خرجنا من السجن، ولكنه السجن ما زال يطاردنا. ما زالت رائحة المكان تحمل الوجع داخلنا. ما زالت تقضم عظامنا وتهرس أحلامنا وتعشعش في قلوبنا. ما زالت أوجاعك، يا صديقي، تخترق ضمائرنا، وما زال سؤالك جاثماً على صدورنا، حين ملأ الاصفرار عينيك: “متى سنخترق نحن جدران الصمت، ونقرع الخزان دون خوف او نفاق؟؟؟”- سؤال اتى جوابه متأخراً بعد رحيلك بأعوام يا رفيقي… لقد اخترق الصمت اخيراً ، هذا الصمت…

سؤال افتراضي مجنون،(8)

hailaz.gif07

إرحل يا رفيقي فالنافذة مفتوحة، ولم يعد لك حاجة في أسماء الأدوية والتفاصيل الدقيقة. إرحل وأنت في غاية الأمان، لن نبكيك اكثر بعد ، ولكننا نشتاق اليك كثيراً.. إرحل فقد وصل الشهداء إلى المكان الذي عشقته وأحببته، وكان خير مكان يكرم فيه الشهداء. إرحل يا رفيقي واحمل معك ما تبقى من دفء المكان والزمان، وشوق الأهل والأصدقاء. انك تكبر اليوم كلما كبرت “خولة” وكبر”أيهم” و”جولان”، وستصغر كل الكلمات، وكل أشكال الدجل والنفاق… لكنها الذاكرة، ستبقى تحمل طهر براءتك وصدق ما آمنت به من قيم وأوطان.

إرحل يا رفيقي.. سنبقى نحمل أغنيات “سميح شقير” معنا، كما أحببت، وسننتظر “رسالة احمد عميره” اليك مكتوبة بالدم. إرحل.. فقد ضاق المكان. لم يعد لك متسع في هذا الزمان. إحمل طهارتك حيث ترتفع وتسمو كل الوجوه، وتسقط كل الأسماء المستعارة من شريط ذكرياتك…

الى جنات الخلد يا رفيقي.. إلى جنات النعيم يا وطن الشهداء ويا وطن السجناء والأسرى….

سؤال افتراضي مجنون،(9)

” ما زلنا محكومين بالأمل” كقول الراحل سعد الله ونوس، وما زلنا نحمل معه تلك السعادة الشقية التي تولدها أحزاننا وأوجاعنا .. سنوات مضت على استشهاد الأسير طيب الذكر هايل حسين أبو زيد، وما زلنا نتطلع إلى الماضي بنوع من الأحزان، والى المستقبل بنظرات ونبضات اشد حزنا ولربما اشد قسوة… لم تتغير الصورة كثيرا يا هايل … ولم تتبدل، سوى من وجوه جديدة غابت هناك حيث كنت، محكوما بالأمل لأكثر من إحدى وعشرين سنة… لم يتغير الواقع كثيرا منذ أن أعلن عدوك انتصاره عليك، واكتسب جولة جديدة في معركة الذاكرة والوجدان التي كنت ورفاقك والجولان كله جنودها الرجال منذ أربعين أو خمسين أو مائة عام.. لا يهم، المهم أن المعركة لم تنتهي بموتك، ولن تنتهي بموت رفاق آخرين لك، هنا أو هناك وراء حدود الذاكرة،في المعتقل او في الوطن ، قبل ان تنتهي معركتنا مع انفسنا….

سؤال افتراضي مجنون،(10))

هي جولة أخرى انتهت أيها الشهيد الأسير، ولكنها ذات المعركة استمرت مع رفيق دربك، الذي أحببت، وقاومت ومشيت طوال سنوات جنبا الى جنب.. مع تلك الأغنيات التي طالما آنست وحدتنا في مراكز التحقيق قبل جيل من الزمن.. رفيقك وقبل ان يبتدئ في عملية الثأر من عدوك، كتب لك على شاهد ضريحك هناك حيث يرقد الشهداء” الشهيد هايل أبو زيد.. رهين المقاومة والشهادة والأمل “.

لكنه ترك لرفيق اخر قادم اليكم، ان يكتب على شاهد ضريحه هو …

ثلاثة سنوات مضت وخرج سيطان بعدك من هناك محتضراً ،.. وعاهدك امامنا يا هايل وقال ” إنني استكمل المعركة التي بدأها الرفيق هايل أبو زيد مع السرطان ،اعدكم إنني سأنتصر… هذا وعده إليك يا هايل.. وهذا وعده إلينا، فهل هناك حيث ترقدون اليوم من يصغى الينا ؟؟

أنها ذات الصورة وذات المشهد ، وذات المعركة خاضها أخاك الذي لم تلده أمك ، سوى بأحزانه وأحلامه وكل أغنياته التي كانت توأما لروح زرعتها في قلوب كل من عرفت ،لكنك كنت تقول بوجع ” …وظلم ذوي القربى اشد وأقسى …..

سؤال افتراضي مجنون(11)

hailaz.gif028

تستحضرني أخر كلماتك حين قلت” انك لم تنهزم بعد، ولم تعلن استسلامك ستذهب إلى معركتك الأخيرة وتعود”… لكنك لم تعد سوى ذكرى تتزاحم في أتون شرائط من الذكريات..

سنوات مضت وانقضت، ولم نفعل شيئا … سوى اننا امتلكنا مفردات وتعابير ومصطلحات وشعارات وأغنيات جديدة، واستملكنا الكذب والنفاق أكثر، فغدا الرجال أشباه رجال اكثر، والأبطال مجرد أرقام عددية في البورصة الوطنية والاجتماعية، وظلال مسكينة من الماضي، والتاريخ مجرد قصاصات ورق ابتلعتها ادوات التلفيق وحكايات التزوير”الوطنية”، ونحن في ساحاتنا مجرد أرقام شخصية، تضاف إلى رصيد مخروق وتاريخ مشبوه، لم يعرف يوما الوطن سوى بمنفعة شخصية، فلربما نتفاجأ يوما” إن الشمس قد حُجبت بغربال”..

سؤال افتراضي مجنون(12)

حسنا فعلت يا صديقي انك رحلت… “جاسوس إسرائيلي اعتقل في سوريا وأعدم، بتقديري أن ثمنه بخس جداً، وتمنع مقارنته بحرية وحياة أشخاص لا يزالون أحياء. أعتقد أن حياة المواطن السوري لا يجب أن تكون بهذا الرخص. لقد كان باستطاعة سوريا مبادلة عظام كوهين ليس فقط بأسرى الجولان، بل بأعداد كبيرة من الأسرى العرب، وخاصة الأسرى ذوي الملفات الصعبة، وأخص بالذكر أولئك الأسرى من عرب 48 والقدس، الذين ليس هناك من يطالب بهم وهم يقضون أحكاماً مؤبدة. هؤلاء عشرات ومئات المناضلين العرب، الذين قدموا أغلى ما يمكن في سبيل القومية العربية وكرامة الأمة، هل عظام كوهين أغلى منهم؟! أعتقد أن التحفظ على عظام كوهين له علاقة بكرامة بعض المسؤولين السوريين ليس إلا……………..”.. ) حسنا فعلت  حين  رحلت حرا كريماً جميلاً…

سؤال افتراضي مجنون(13)…

سنوات مضت يا صديقي.. ولا زال هناك في دواخلنا ، إحساس يمنحك فرصة التفكير بالأحداث التي مضت بصورة اعمق واكثر نضجاً …ثمة تفاصيل ترغب ان تبقى مستترة تحتفظ من خلالها بالزمان والمكان الدائم والعابر في حياتك …حتى يتخايل لك انك تعانق الأشياء وما حولها دون ان تدرك…فتبقى في الحاضر تعيش مع انفعالاتك وحدك انت ، لا احد يأبه بها.. انفعالات تشبه تلك التي تحدثها قبلة مجنونة  في غير زمانها وغير مكانها …. سحقاً لهذا الزمن البغيض  لم يمهلك  الوقت ، لتشعر بهذا الإحساس يا صديقي….

سؤال افتراضي مجنون(14)…

تستحضرني اليوم كلماتك يا صديقي التي  كانت لنا احلاما كبيرة، تكسرت امامنا بكل قسوة والم … “نحن  ننتمي لوطن، لشعب، لدولة سورية  عريقة  نعتز بها، وهذه الدولة من المفروض أن تكون “مشد ظهر لنا”، ومصدر قوة، وهكذا كان اعتبارنا دائماً، ولكن بقاءنا في الأسر عشرين عاماً، لم نلق خلالها الاهتمام الكافي على كافة المستويات، أمر يدعو للمرارة والغضب. هذا لا ينطبق فقط على الأسرى بل على الجولان بشكل عام، الذي لم ينل الاهتمام الرسمي الكافي بعد سبع وثلاثين عاماً تحت الاحتلال-حقيقة بقاء الجولان حتى الآن تحت الاحتلال تثير لدي أسئلة كثيرة. وبقاء  الأسرى السوريين عشرين عاماً في سجون الاحتلال دون أن تحاول الحكومة السورية إخراجهم من هناك أمر يطرح العديد من الأسئلة والأجوبة عليها محرجة. أقول ذلك بالرغم من أن هناك أشخاص قد لا يعجبهم ذلك. عندما اعتقلنا لم نكن نتصور، في لحظة من اللحظات، أن اعتقالنا سيستمر عشرين عاماً. المضحك بالأمر أن رفاقنا اللبنانيين والفلسطينيين كانوا “يحسدوننا” على وضعنا. كانوا يقولون لنا أنتم لديكم دولة وجيش سوري تستندون عليه- “نيالكم”، إن اعتقالكم لن يطول أكثر من أشهر قليلة وبالتأكيد ستتحررون قريباً، “العثرة علينا”. وما اتضح بالنهاية كان العكس، فقد خرج اللبنانيون وبقينا نحن في الأسر. هذه الدولة التي بنينا آمالنا عليها لم تعط أي اهتمام لقضية الأسرى. فدولة بحجم سوريا ومكانتها الإقليمية، وأنا لا أتحدث عن اليوم فقط  بل  منذ الثمانينيات  ولغاية اليوم ، كان يفترض بها أن توجد الفرص لإخراج أبنائها من الأسر الاسرائيلي. بقاؤنا في الأسر الإسرائيلي عشرين عاماً هو مدعاة للخجل لكل المسؤولين في سوريا.( حوار مع موقع الجولان 2005)

سؤال افتراضي مجنون(15)…

بعد كل السنوات ،هل كان لرحيلك مبرراً، هل كنا نستحق  نحن شرف هذا الرحيل، هل نخجل منك ام انك تخجل منا يا صديقي…  لماذا خضت المعركة الأخيرة وحيداً؟؟؟

سؤال افتراضي مجنون (16)

13072005

كم نحتاج من الوقت والجهد والعمل لاستعادة اسماؤنا، وتاريخنا الى وعينا وادراكنا ….في ظل هذا النهب المعنوي لذاك الجمال الذي صنعته انت واشباهك سابقا ..جمال يتلذذ في اغتصابه  أولئك الذين عشت ورحلت من اجلهم….فيما بقيت وحدك  نصا نثريا وقصيدة واغنية، ودموع  ساحنة جدا لا تزال تحترق في  قلب امك العجوز …واكوام عظم تركتهن وراؤك يبحثون في الذكريات وتفاصيل  كثيرة في غرفتك الصغيرة….

 سؤال افتراضي مجنون (17)

كم كان محمود درويش قارئاً عظيما للإحداث ” يحكون في بلادنا…. يحكون في شَجَنْ….عن صاحبي الذي مضى….وعاد في كفنْ ….كان اسمه…….لا تذكروا اسمهْ ….خلوه في قلوبنا…..لا تدعوا الكلمهْ…تضيع في الهواء’ كالرماد……خلوه جرحاً راعفاً.. لا يعرف الضماد…. طريقه إليه……أخاف يا أحبتي.. أخاف يا أيتام……أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء….أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء !….أخاف أن تنام في قلوبنا….جراحنا…….أخاف أن تنام !!

سؤال افتراضي مجنون (18)…

في المعتقل حين حاول الجلاد سحق حريتنا وكرامتنا  وخلع انسانيتنا، كنا حينها اقوى، لم يكن الوطن يتهاوي، وملعونا بالمفسدين والمخبرين، وتجار الدم والحرب والانتهازيين، ولم يكن في بالنا يوما ان  أولئك سيكونون عنوانا للتحكم في لقمة عيشنا، وحفظ كرامتنا.. لم يكن في اعتقادنا ان  تلك الاوجاع والاحلام  الكبيرة ستسقط سريعا امام  غرور وعجرفة أولئك الذين كانت اجسادنا جسورا ليبنون مستقبلا امنا لهم واولادهم، في حين  اختطفنا نحن الشرف الثوري،  في ظل  هذا الميتم الوطني الذي نفتقد فيه الى الكرامة والحنان والامل….

سؤال افتراضي مجنون (19)…

الشهيد هايل أبو زيد أحد أعضاء حركة المقاومة السرية العسكرية في الجولان. ألقت سلطات الاحتلال القبض عليه مع عدد من رفاقه عام 1985، وقضى عشرين عاما في الأسر الإسرائيلي. عام 2004 أصيب بمرض عضال وهو في الأسر، وبعد تأكد سلطات الاحتلال من أن مرضه مميت أفرجت عنه، وبقي يصارع المرض حتى وفاته في 07\07\2005، حيث أقيم له وداع مهيب في مسقط رأسه مجدل شمس يليق بالمناضلين والشهداء …

ارقد بسلام يا رفيقي. فلم تعد تشعر بالآلام والاوجاع التي بقيت ولا زالت تكوي ارواحنا المحتضرة….

ارقد بسلام يا صديقي، فإننا ما زلنا محكومين بالأمل رغم إنني أستشعرك تحت التراب تقول “إن باطن الأرض عندي ارحم من وجهها عندكم “….كما استخلص ونوس من مجمل حياته.. …… لروحك الدفء والسلام يا صديقي ..

 

حوارات وتساؤلات افتراضية مجنونة….نشر قسم منها في الذكرى ال11 لرحيل الأسير الشهيد هايل أبو زيد(1968 -2005)…. …مستوحاة من اسم رائعة الاديب الجزائري الراحل الطاهر وطار ” ( الشهداء يعودون هذا الأسبوع)  ونصوص من “في انتظار الجنازة القادمة

عن astarr net

شاهد أيضاً

FB_IMG_1685372612065

زهرة جولانية تتحول لنجمة

      زهرة جولانية تتحول لنجمة عشتار نيوز للاعلام/ سميح ايوب من آلام المخاض …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!