عشتار نيوز للاعلام موقع إخباري من الجولان المحتل
مقالات مشابهة
قمر على باب الشام تفوز بجائزة مهرجان مسرحيد في مدينة عكا
عشتار نيوز للاعلام/ مسرح عيون/ أيمن أبو جبل
2014-09-24
أُختتم مهرجان مسرحيد الثالث عشر في عكا أعماله لهذا العام، الذي استمر لثلاثة أيام متتالية ، وعُرضت خلاله سبعة أعمال مسرحية متعددة، وقد فاز مسرح عيون -جولان للتنمية عن مسرحيته ” قمر على باب الشام” بجائزة أفضل مسرحية في المهرجان.( تمثيل – اخراج- تصميم- ونص- وموسيقى) وحازت على جائزة محبوبة الجمهور.
المسرحية من تمثيل جابر ابو جبل ومجدي ابو جبل واخراج امال قيس/ ابو صالح، سيناريو ونص معتز ابو صالح ، موسيقى ريمون حداد، إضاءة نعمة زكنون وهي من إنتاج مسرح عيون الجولان للتنمية”.
وقد قال المدير الفني ومؤسس مسرحيد الفنان أسامة مصري”لا شك أن مسرح الجولان قد وضع بصماته هذا العام ايضاً على أعمال مهرجان مسرحيد، وفازت مسرحية قمر على باب الشام كأفضل مسرحية في المهرجان وهذا ليس مستغربا على نوعية وقيمة العمل والأداء الرائع لطاقم الممثلين.”.
تجدر الإشارة الى ان مسرح عيون قد نال العام الماضي بجائزة أفضل مسرحية في مهرجان مسرحيد” عن مسرحية” شرق أوسط جديد” تمثيل أمال قيس/ أبو صالح ، والفنان الفلسطيني هنري اندرواس، وهي عمل بنكهة جولانية، وحوار بين جندي مُقنع وامرأة ثورية يوشك على قتلها وهي علي قيد الحياة تنفيذا لأوامر عليا” في حالة تشبه الواقع كثيرا…
قمر على باب الشام … سبعة وأربعون عاما في الذاكرة.. وشاحنة تعود في ذكرى الوفاة..
قبل أسبوع من اليوم مات احد الجنود السورين الذين كانوا يؤدون خدمتهم العسكرية في الجبهة السورية، حيث كان المرحوم قاسم وهبي ابو صالح ( والد كاتب سيناريو المسرحية ) جنديا في فرقة المغاوير السورية، ,قبل الحرب بايام استدعى للاحتياط، وعُين سائقاً لقائد اللواء في منطقة بانياس في المواقع المتقدمة بمواجهة العدو الاسرائيلي. لقد شهد كل اهوال الحرب وفضائحها بعد ان هرب القائد، وتركه الى مصيره المجهول مع الالاف الجنود السورين البائسين الذين كانت قنابل النابالم تحرق اجسادهم، وهم على الارض هائمين يبحثون عن امنهم وسلامتهم. تركوا كل شئ ورائهم كما تركهم قادتهم وهربوا قبلهم الى هناك الى دمشق الشام.
هذا الجندي أصر على قيادة شاحنته محملة بالسلاح الذي جمعه في طريق العودة الى ما كان الوطن الكبير، بين جثث الجنود والاليات المحترقة، ووصل الى بلدة قطنا حيث تقع المقرات العسكرية للجبهة الخلفية، وهناك تم التحقيق معه، لماذا لم يترك الشاحنة ويمضي في سبيله؟؟؟؟؟؟ من تلك الشاحنة ومن هديرها الذي كبر كلما قص حكايته على مسمع ابناءه، من تلك القصص ووحي الشاحنة وُلدت مسرحية قمر على باب الشام محملة بالذكريات والاوجاع..
قمر على باب الشام ..هي حكاية جولانية بامتياز، عاشها الجولان منذ ما يقارب نصف قرن من الزمان، نصف قرن من البحث عن إجابات، عن معاني لأحلامهم.. نصف قرن من الصراع تداخل فيه كل شئ ، اصبح الحلم ابعد، والحقائق اصعب واشد مرارة ، وبين الحلم والحقيقة، تنمو الحواجز البشرية والمستنقعات السياسية كالفطريات حولنا، تحيطنا بسياج يبدو اكبر من الوطن الذي ابتعد عنا اكثر، وتركناه تماما كما تركنا اولئك القادة وجحافل الجيش المهزوم وهو عائداً للانصهار في قاذورات السياسية والسياسين الذين جعلوا من الوطن مزارع ومن الجيش اداة، وبقينا هنا نصنع قمراً من اجلنا نحن يطل على هناك ، حيث تسكن احلامنا في الشام التي تحمل فلسفتنا نحن المقهورين والمحرومين من ممارسة العشق الذي لايمتهنه سوى اولئك الذين ماتوا هنا.. وعاشوا هنا… وقاتلوا هنا …من اجل ان يبقى الــهنا هناك والـــهناك هنا…
قمر علي باب الشام… كانت تملآ ذكريات جابرابو جبل ووجدانه، وهو الذي عاش حلمه بين ازقتها وقصصها ومأسيها وافراحها ، وعاد كحلم مقطوع ..وكانت الشام تسير مع كل قطرة دم من جسد مجدي ابو جبل الذي بقى هنا ولم يشاهد الـهناك سوى حلما وقصة، فهما من انتزعا دموعنا من عيوننا والآهات من قلوبنا، وخرجنا من قاعة العرض نمسح ما تبقى من ذكريات اليمة وذكرى موجعة، تذكرنا بالمصير الذي الت اليه الشام ..فنتمسك بقمرها اكثر لعله يبقى عليها قليلا من النور والضوء….
قمر على باب الشام .. شكرا مرة أخرى فقد انتزعتم دموع فلسطينية جديدة ستنضم لتغنى.. لتصلي.. لتصدح بتراتيل قصيدة لم تُكتب كلماتها بعد …. وانتزعتم لحن اغنية جديدة ستحل مكان هذه الموسيقى الجنائزية التي تخترق افراحنا… من اجل ان يبقى القمر مضيئاً على ابواب الشام….
