أرواح وأجساد السورين في الجولان المحتل، ليست للمساومة
15/02/2010
من الأرشيف/ الألغام الأرضية في الجولان /أيمن أبو جبل
ما يزال السيد أيوب القرا، العضو” العربي” في الكنيست الإسرائيلي، والنائب ” العربي” لوزير التطوير الإقليمي الإسرائيلي، يزج قضايا الجولان وقضايا المواطنين العرب السورين من أبناء الجولان السوري المحتل في أجندته السياسية، والإعلامية، يوم أمس الأحد زار السيد القرا ، رئيس المجلس الإقليمي في الجليل،” أيلي مالكا” وتجول في منطقة ما تزال حاضرة في الذاكرة والوجدان العربي، ورغم تدميرها وإزالتها من قبل القوات الإسرائيلية بمنطقة” الدرجة وكراد الغنامة” حيث أقامت السلطات الإسرائيلية فيها مستوطنة” غادوت”.. حيث شهد محيطها معارك قاسية بين الجيش السوري والقوات الإسرائيلية في عامي 1948 وإثناء عدوان حزيران عام 1967. ووعد السيد القرا رئيس المجلس الاقليمي للمستوطنات الإسرائيلية في الجولان المحتل، بانه سيبذل قصارى جهده لحل مشكلة الألغام الأرضية المنتشرة في الجولان، بعد إصابة الطفلين الاسرائيلين بانفجار إحدى تلك الألغام. قائلاً: من غير الممكن تصور ان إسرائيل احتلت لبنان سنوات طويلة وأزالت كل حقول الألغام الموجودة هناك، وفي الجولان الذي تحتله منذ 40 عاما ما زالت حقول الالغام منتشرة، هذه قضية لا تتعلق بالميزانيات، ولا يوجد ثمن لحياة الإنسان، سنتوحد جميعا لإيجاد حلول وإزالة تلك الألغام”..
السيد القرا تألم كثيرا لإصابة اثنين من الإسرائيليين ، سينضمان إلى قائمة الضحايا الأبرياء الذين خلفتهم آلة الحرب والقتل الإسرائيلي في الجولان، لكنه لم يحرك ساكناً، كممثلاً لدولة الاحتلال، وكشخصاً يترجم سياستها على ارض الواقع، حين يتعلق الأمر بالأبرياء المدنيين من أبناء الجولان المحتل، أولئك الأحياء منهم والذين نهشت الألغام الإسرائيلية أجسادهم، ومستقبلهم وأحلامهم، هل يعلم السيد القرا ان ضحايا الألغام الإسرائيلية من أبناء الجولان في الجزء المحتل منه وداخل القرى الخمس الباقية من قرى الجولان وصل حوالي 110 جريح ومصاب ، اقتطعت أجسادهم الألغام الإسرائيلية، وهل يعلم ان الألغام الإسرائيلية تحيط في منازل المدنيين في بلدة مجدل شمس، وتحتل مساحات واسعة من حدائق البيوت الخلفية، التي من المفروض ان تكون مخصصة للأطفال، لكن إسرائيل ما زالت تمارس قرارها، بتحويلهم إلى مشاريع قتل . وهل يعلم السيد القرا ان عدد الشهداء السورين من أبناء القرى ” الدرزية” التي يتغنى بها في أجندته وصل إلى ما يزيد عن 24 شهيداً معظمهم من الأطفال والشيوخ.. ولن نستعرض عدد الضحايا والأبرياء من أبناء الجولان في محافظة القنيطرة الذين تجاوزا الـ650 ضحية بين شهيد ومُعاق..
فان كان طفلين اسرائيلين بريئين لا ذنب لهما، سوى حبهم للمناطق الطبيعية في الجولان المحتل،قد جعل اسرائيل وبرلمانها وجيشها الاعلامي الكبير،يتجند لنصرة الطفلين ومساعدتهم وتسليط الأضواء على الحادثة التي نجيا منها باعجوبة، فاين هي هذه الاخلاق وهذا الحرص الكبير، أمام اطفال الجولان الأبرياء، وأين هو من الأخلاق التي يتغنى بها الشعب الإسرائيلي وحكومته ووزرائه ونواب وزارئه ووسائل إعلامه من بينهم السيد أيوب القرا..
فان كان الاحتلال يسعى إلى خلق الضحايا في صفوف “الاغراب” الذين يحتلهم وينهب ارضهم، فهل سيستطيع حماية ابنائه من آلة حربه وجرائمه بحق الإنسان في الجولان…