زوفد من الاسري المحررين من الجولان المحتل، يزور بلدية ومحافظة جنين والاسرى المحررين.
عشتار نيوز للإعلام/ فعاليات ونشاطات/ ايمن أبو جبل
الجزء الاطيب من كل شعب هم شهداؤه، والجزء الاطيب من شعبنا هم شهداؤنا، وأغلى وأشرف فصل في رواية شعبنا هم اسراه ومعتقليه، كما قاله الراحل الشاعر الفلسطيني توفيق زياد. ففي حياة كل انسان هناك اشخاصاً يتركون على مساحة العمر بصمات لا تزول، هم أولئك الذين تسابقوا بقوة وحماس بلا خوف يرعبهم، ولا يأس يثنيهم، ولا ضعف أو جبن يسكنهم، ووهبوا أجمل سنوات عمرهم، في سبيل قيم نبيلة، واحلام بريئة، وامال استوطنت كل ايامهم بحياة حرة كريمة أفضل…زرعوا ما أمكنهم بدمائهم وارواحهم املا وحلماً، في سبيل حريتهم وحرية شعبهم، …
استجابة لدعوة اسرى محررين من أبناء محافظة جنين، والاسرى المحررين من ابناء اامحافظة، زار عدد من الاسرى المحررين من أبناء الجولان السوري المحتل، رفاق دربهم بعد سنوات طويلة من الانقطاع، رفاق هم اخوة وأصدقاء كوت سياط الجلاد أجسادهم المثخنة بالجراح، في زنازين التحقيق وغرف الاعتقال لسنوات طويلة في سجون الاحتلال، واستأثر متفرجون في زمن النضال الصعب، ووصوليون وانتهازيون بكل صرخاتهم واوجاعهم، وسرقوا احلامهم …وهدروا قيمة الحياة الحرة الكريمة، وشكلوا خطرا على الناس فهم، يؤجرون معرفتهم، ويضللون الناس، ويبيعونهم الأكاذيب الثورية ،ويتاجرون بعذابات الاخرين..
في السجن تولد الصداقات الحرة بين الاحرار، حيث لا قيمة الا للاحرار، وفي زمن النضال الصعب، لا قيمة لمصطلحات تؤخذ من كتب فلاسفة، ومفكرين يعتد بهم للتميز في عمق المرجعيات الثقافية، ما يجعل القيمة نبيلة ان تكون صادقا ومخلصا مع ذاتك، وصادقا ومخلصا مع الناس الذين باسمهم تتربع على عرشك وتتمسك في منصبك وكل ابراجك…
إكراما لتلك الأحلام والذكريات والأوجاع، اجتمع رفاق الدرب الواحد في فلسطين والجولان، في أرواحهم المتشابهة، واختلفوا في آرائهم الكثيرة والعديدة وفي التفاصيل الصغيرة حول حماية الوطن والمواطن، والأدوات والوسائل لصون اخلاقيات الاحلام والآمال الكبيرة التي ورغم انحصارها على ارض الواقع، لا تزال تؤرق ايامهم أكثر…