استمرارًا لعمليات نهب الأراضي والمياه… افتتاح مجمع مياه على أنقاض حيّ في قرية المنصورة في الجولان
أيمن أبو جبل/ شبكة جيرون الإعلامية
الاستيطان الإسرائيلي في الجولان المحتل/ المياه في الجولان
17 يناير، 2020
مع انتهاء فصل الشتاء، سيحصل مزارعو المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، على 2 مليون م3 من المياه، مع بدء ملء المجمع الجديد للمياه (بار أون) بمياه الأمطار والسيول، نتيجة الأمطار الغزيرة التي بدأت الهطول قبل أسبوعين، في شمال الجولان المحتل، حيث قدّر المشرفون على المجمع أن كمية المياه بلغت حتى الآن أكثر من 1.4 مليون م3، من سعته الإجمالية التي تبلغ 2 مليون م3.
حيّ “الأبزاخ”، وهو الجزء الثاني من قرية المنصورة، سُوّي بالأرض وأقيم مجمع المياه على أنقاضه، وكان سابقًا مراعي لأبقار مستوطنة “مروم غولان”، حيث انقسمت قرية المنصورة سابقًا إلى “حي الأبزاخ” غربي الطريق، “وحي بجدوغ” شرقي الطريق.
قبل سنوات عدة، زارت ألينور فاروق ميرزاموخو القرية (مسقط رأس والدها وأهلها) وبحثت عن بقايا منزلهم، كما وصفه لها والدها، وبعد عمليات بحث وتفتيش، برفقة زوجها وناشطين محليين في الجولان السوري المحتل، حصلت على صورة جوية للقرية قبل تدميرها من مركز الخرائط الوطني الإسرائيلي، وأطلعت والدها (الذي يعيش في منفاه في فرنسا) على الصورة، فاستطاع تحديد مكان بيته بدقة، وتحديد البيوت وأسماء أصحابها، وتمّ وضع حجارة من أراضي القرية لترسيم حدود بيتهم من جديد، وكتابة كامل أسماء العائلات على جدران المدرسة التي تخرّج منها العشرات من الرواد والأدباء والشعراء، وما زالت المبنى الوحيد المتبقي من آثار القرية، وهي اليوم “زريبة” أبقار.
بدأت إقامة المجمع الجديد في العام 2017، على أنقاض قرية المنصورة السورية المدمرة، ويبلغ عمقه 12 م، وأشرف على إقامته الصندوق القومي الإسرائيلي “الكيرن كيمت” وشركة مي غولان، بتكلفة بلغت حوالي 15 مليون شيكل إسرائيلي، لخدمة المزارع العائلية الإسرائيلية الصغيرة (750 مزرعة تقدر مساحتها حوالي 30 ألف دونم) التي منحها المجلس الإقليمي للمستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، لاستقطاب مستوطنين وقادمين جددًا في الجولان المحتل.
موّل الصندوق القومي الإسرائيلي حوالي 230 مجمع مياه من مياه الأمطار والصرف الصحي، في كل أنحاء “إسرائيل”، منها حوالي 20 مجمع مياه اصطناعي في الجولان السوري المحتل، وتُستخدم المياه المخزنة في الخزانات للزراعة وإثراء المياه الجوفية، وتحل مشكلة التخلص من مياه الصرف الصحي النقية.
أقامت سلطات الاحتلال، ممثلةً بشركة “ميه جولان” التي تعود ملكيتها إلى 27 مستوطنة زراعية من مستوطنات الجولان، ويديرها مجموعة من المستوطنين، العديد من المجمعات المائية التي تبلغ قدرة استيعابها 23 مليون م3، على حين أن حاجة المستوطنين من مياه الري تبلغ 15 مليون م3.