مؤتمر الاستيطان الخامس عشر في مستوطنة خسفين الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل
أيمن أبو جبل/شبكة جيرون الإعلامية
/تقارير جولانية/ الاستيطان الاسرائيلي في الجولان
عُقد في مستوطنة “خسفين” الإسرائيلية في الجولان السوري المحتلة، المؤتمر الخامس عشر للاستيطان، بمشاركة ممثلي المجلس الإقليمي الإسرائيلي، ومركز أبحاث الجولان، ووحدة الاستيطان، والمجلس المحلي لمستوطنة “كتسرين”، وأطباء وأدباء وأساتذة جامعات، وباحثين، ومديري أقسام أمنية واستيطانية من المستوطنات الإسرائيلية والداخل الإسرائيلي، ضمن البحث الأساسي على جدول المؤتمر: كيف سيكون الجولان في العام 2048 (حيث يصادف ذلك العام الذكرى المئوية لإقامة الدولة العبرية واغتصاب فلسطين وتحقيق الحلم الإسرائيلي بإقامة وطن قومي لليهود) وما هي الآمال والمخاوف والتحديات التي ستواجه المستوطنين الإسرائيليين في الجولان.
تحدث في المؤتمر عضو الكنيست من حزب الليكود عوزي ديان الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الأركان، وقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، وقائد وحدة الكوماندوس في القيادة العامة “سييرت ماتكال” (وحدة كوماندوز للعمليات الخاصة)، ورئيس مجلس الأمن القومي ورئيس مجلس إدارة مفعال هبايس، وقال: “في عام 2048، عندما يكون هنا 20 مليون مواطن في إسرائيل، 15 مليون منهم يهود مقابل 5 ملايين فلسطيني، سيكون من السخافة التمسك في الفكرة التي سيطرت على العرب (أنهم يستطيعون رمينا في البحر) علينا واجب اليوم أن نرسم حدودنا الدائمة، بعد الاعتراف الأميركي بهضبة الجولان كأرض إسرائيلية، ونقل السفارة إلى القدس، فقد جاء دور غور الأردن حيث يتعيّن علينا تطوير هذه المنطقة التي تضم الآن أقل من 5000 إسرائيلي ويعتمدون على الزراعة فقط. يجب تطوير السياحة والصناعة هناك، في سهول الأردن بالقرب من أريحا، حيث عبر المسيح نهر الأردن، بحسب العقيدة الدينية، يوجد موقع معمودية يسمى قصر اليهود. ويزوره أكثر من 750،000 شخص في العام. لو كان هناك فندق في غور الأردن (اليوم لا يوجد هناك حتى مطعم كبير) لتمكن كثير من السياح من القدوم والمبيت هناك”. وأضاف: “انتهى زمن اتهامنا بأننا جئنا إلى هنا كجزء من الحملات الصليبية التي أحبّ العرب وصفنا بها، وأننا أتينا من وراء البحار وسنعود إليها من جديد مثل الصليبين، نحن في هذه البلاد نشكل أكبر تجمع يهودي في العالم، وسنبقى كذلك”.
المؤتمر الـ 15 للاستيطان الإسرائيلي في الجولان ينعقد تحت شعار “التخطيط والنمو في المناطق الريفية”، والغرض منه صياغة رؤية و”صورة مستقبلية” للجولان، وكيفية الحفاظ على الطابع الريفي وتطوير هويته وتلبية احتياجاته المميزة بعد الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية، إذ تزايدت المشاريع والخطط لزيادة عدد السكان الإسرائيليين في الجولان، وفي الوقت نفسه هناك تخوّف من أن تشكّل هذه الزيادة خطرًا على الطبيعية القروية والزراعية والريفية لمستوطنات الجولان. كل مستوطنة في الجولان تعيش هذا الصراع، بين الرغبة في الحفاظ على الحلم الصهيوني بترسيخ وتعزيز الاستيطان في “المناطق المحررة (بحسب وصف المستوطنين للاحتلال)” وملء رياض الأطفال بمزيد من الأطفال والتخوفات من المستقبل.
حاييم روكاح، رئيس المجلس الإقليمي التابع للاحتلال بالجولان السورية، قال في كلمته: “واقع الجولان يجب أن يتغيّر جذريًا، والتركيز على زيادة عدد السكان هنا ليس فقط من خلال توسيع المستوطنات القائمة، وإنما بضرورة إنشاء مستوطنات جديدة، مستوطنة هضبة ترامب يجب أن تنمو وتكبر، ويجب إقامة مستوطنة جديدة في منطقة (خسفين) أيضًا، وهناك دراسات وخطط لوضع تصورات جدية وسريعة لضمان استمرارية المشروع الصهيوني الرائد في الجولان”.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الاستيطان يُعقد كل عام، ويتم فيه نقاش قضايا وأجندات تخص مشروع الاستيطان في الجولان السوري المحتل. وقرية خسفين قرية سورية تقع في أرض منبسطة على ارتفاع 436 م عن سطح البحر، وتكمن أهميتها في موقعها الاستراتيجي بين طريق الحمة ونهر اليرموك، حيث تعدّ صلة الوصل بين شمال الجولان وجنوبه وبين فلسطين العربية المحتلة وسهول حوران، وتعدّ قرية خسفين من أهم القرى الرئيسية في الجولان لموقعها الجغرافي وطبيعة أرضها المنبسطة التي تتميز بها عن بقية أراضي الجولان ووجود كبرى التجمعات المائية فيه. وأقامت “إسرائيل” على أرضها في العام 1974 مستعمرة جديدة حملت الاسم العربي نفسه، ويسكنها حوالي 500 مستوطن، منهم حوالي 62 عائلة يهودية، وخصّتها الحكومة الإسرائيلية بدعم مالي كبير لتشجيع الاستيطان، حيث أقامت منطقة صناعية كبيرة، أطلق عليها اسم “زبولونيا” لتصبح مركز تشغيل للمستوطنين في المنطقة بأسرها، وأقيم عليها مركز ديني كبير ليهود الجولان، ويوجد فيها مدرسة ثانوية وفندق سياحي كبير، إضافة إلى وجود أكبر مجمع مائي أقامته “إسرائيل” في الجولان، وأطلق عليه “مجمّع بني إسرائيل”.