منازل المستوطنين على الأرض السورية تعلو دون توقف
شبكة جيرون الاعلامية /ايمن أبو جبل / الاستيطان الاسرائيلي
إن أي خطاب سياسي سوري لأي مكّون سوري، لا يتضمن الجولان المحتل، ويتناول قضاياه المصيرية، سيبقى عقيما وناقصاً، ومنحرفا عن البوصلة الوطنية، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية، ولربما اعتراف أطراف دولية مستقبلاً، في ظل الأوضاع الراهنة التي أوصلت الوطن السوري والسوريين، الى البحث عن البقاء والحياة، وفي ظل التدمير الممنهج للوطن السوري، والابتعاد عن الجولان كقضية من المفروض ان تبقى، وتكون ضمن الأولويات الوطنية لكل السورين. وليست قضية للاستهلاك والعلاك الإعلامي والخطابي، كما فعل نظام الحكم طيلة سنوات طويلة، بقي فيها الجولان فقط قضية استهلاكية، بعيدة عن وعي السورين وهمومهم. وتُرك السورين في الجولان يواجهون مصيرهم وحدهم في الداخل وفي بلاد النزوح والشتات.
ورغم المقتلة السورية، وكل الويلات والنكبات التي لحقت الوطن السوري خلال الاعوام الأخيرة، فان الجولان كان ولا يزال شريكا وفاعلا في حمل الهم والوجع والحلم والامل السوري في بناء الدولة المدنية الديمقراطية السورية، صاحبة السيادة على وطنها وكامل أراضيها المحتلة، ووطن لكافة مواطنيه على اختلاف قومياتهم وانتماءاتهم العرقية والدينية.
في خضم النكبة السورية، وخلف ستار الاحتلال الإسرائيلي، هناك مشاهد موجعة بالنسبة الى الجولانيين تعبر عن السقوط الأخلاقي، لكل أولئك سلموا هذه الأرض على طبق من ذهب “وانتصروا “في خطاب الهزيمة، ولكل أولئك الورثة الصامتون عن ذاك التسليم،” والانتصار” الذي يرتقي الى درجة الخيانة العظمى تحت ذريعة الدفاع عن العاصمة وحماية العرش. ومهد الطريق ذاته بعد أكثر من نصف قرن لتسليم البلد والوطن بأكمله، الى احتلالات اجنبية للدفاع على العاصمة وحماية العرش من غضب الشعب.
في المقابل على الجهة المقابلة، في الجولان المحتل ،هناك مشاهد موجعة يعيشها الجولانييون في ظل الاحتلال،” مع كل شروق جديد للشمس، ينمو بيت جديد، وكنمو الفطريات بعد يوم ماطر يعلو فوق الأرض منزل وبيت جديد في مستوطنات الجولان” تقضم الأرض، وتصادر الزرع، وتنهب الخيرات، وتخلق وقائع وحقائق جديدة على الأرض التي ينهشها الطمع والجشع والرأسمال الإسرائيلي، فتحول ما اعتبره السورين جنتهم على الأرض، ابتلعها الاستيطان الإسرائيلي، فتحولت ارض اللبن والعسل والرخاء والهدوء والإنتاج الغزير الى مصدر فخر وواحة امان بالنسبة الى الإسرائيلي.
استيطان مدلل مدعوم حكومياً، ومنشأت صناعية واقتصادية عملاقة، ومزارع ابقار ومصانع نبيذ وجداول لا تعد ولا تحصى من الينابيع والمياه. في المقابل كتل اسمنتية (قرى الجولان المحتل) يتم حشر سكانها في قراهم وبيوتهم وازقتهم دون السماح لهم بالبناء والتوسيع، وتوسيع الخرائط الهيكلية لقراهم التي تخنق ابناؤهم بالغرامات المالية والملاحقات القانونية بحجة البناء غير المرخص في ظل اغلاق كافة الاتجاهات امامهم.
وعلى ارضهم شركات إسرائيلية مدعومة بقرارات حكومة إسرائيل تنافسهم وتتقاسم معهم ما تبقى من ارضهم وزرعهم وبساتينهم، وتعيق توسعهم افقيا ضمن المعايير القانونية والهندسية التي يضمنها القانون ذاته للمستوطن الإسرائيلي، وتستقدم طوربينات هوائية عملاقة، ومشاريع اقتصادية تستنزف وجود السوريين على ارضهم.
في ظل هذه الأجواء يخوض السورين معارك وجودية للحفاظ على ارضهم وبيوتهم، والثبات في اوطانهم، يعلن المجلس الإقليمي للمستوطنات الإسرائيلية عن حملات إعلامية واعلانية لتسويق اكثر من 90 وحدة سكنية في المستوطنات الإسرائيلية التي تنمو البيوت فيها كالفطر وتوزعت كالاتي:
- مستوطنة الروم ( قرية باب الهوي السورية ) عدد سكانها 392 نسمة . 11 وحدة سكنية.
- مستوطنة اورطال ( قرية الدلوة السورية) عدد سكانها340 نسمة . 7 وحدات سكنية
- مستوطنة ألوني هبيشان (قرية الجويزة السورية ) عدد سكانها 340 نسمة .9 وحدات سكنية.
- مستوطنة افيك( بلدة فيق السورية) عدد سكانها 329 نسمة 12 وحدة سكنية.
- مستوطنة غيشور (أراضي خربة العديسة ) عدد سكانها 283 نسمة . 13 وحدة سكنية.
- مستوطنة مفو حما (عمرة عزالدين بالقرب من قرية كفر حارب) عدد سكانها 484 نسمة. 9 وحدات سكنية.
- ومستوطنة ميتسر ( قرية الياقوصة السورية ) عدد سكانها 287 نسمة . 3 وحدات سكنية.
- مستوطنة نفي اتيب( قرية حباثا الزيت السورية) عدد سكانها 115 نسمة . وحدتين سكنيتين.
- مستوطنة كيلع الون(أراضي قرية الظاهرية السورية) عدد سكانها 298 نسمة . 14 وحدة سكنية.
- مستوطنة كيشت(- العشة-الفرج-البطمية) عدد سكانها 784 نسمة . 5 وجدات سكنية
- مستوطنة رمات مغشيميم(اراضي قرية أبو خيط-خسفين)عدد سكانها 704 نسمة .5 وحدات سكنية .
في الحالة الجولانية، تعتبر قضايا الاستيطان ومصادرة الأرض والمياه والبناء، لا تنفصل عن معركتهم الاساسية لكنس الاحتلال، ورفض تشريعه ووجوده، والاعتراف بسيادته، ويعتبرونها معركة قانونية وإعلامية وسياسية، يجب ان تبقى ضمن الاجندات الوطنية، التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم بأي شكل من الأشكال.
ان عدم قدرة الجولانين على التوصيل والتواصل مع الإعلام الوطني والعربي والعالمي، والمؤسسات الدولية، لا يعفي مسؤولية تلك المنابر الإعلامية، ومراكز الأبحاث والدراسات والمؤسسات السورية والعربية، على تبني كامل لقضايا الجولانيين، في الأرض المحتلة، وقضايا المهجرين من بلادهم اسوة بقضايا السورين داخل وخارج الوطن ….