حمى الاستيطان الإسرائيلي، والحلم الإلهي اليهودي..
عشتار نيوز للأعلام /الاستيطان الإسرائيلي/ أيمن أبو جبل
مع كل حرب جديدة تخوضها اسرائيل هناك نظرية جديدة لرسم حدودها، ترتكز الى أفكار الأيديولوجيا الصهيونية، بالوعد الإلهي الذي منحه الرب لبني إسرائيل، تتضح سياسيا في مقولة رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير،” الحدود موجودة حيث يوجد اليهود لا حيثما يوجد خط على الخريطة”… ومقولة وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق “موشى يعلون” نحن نؤمن أن الأخاديد الأخيرة التي يحرثها المحراث اليهودي، ستضع الحدود النهائية لدولة لإسرائيل”.
بعد نكبة فلسطين عام 1948 وهزيمة حزيران، كان عدد يهود لبنان قرابة الـ5 آلاف شخص في الستينات وانخفض الى نحو 3 آلاف في مطلع السبعينات، وأصبح بالمئات في العام 1975.
تواجدت الجاليات اليهودية في بيروت وبشكل أقل في منطقة الشوف ودير القمر وعالية وبشامون وبحمدون وصيدا وحاصبيا ورفض يهود لبنان دعم منظمات صهيونية متطرفة. وكان لبنان البلد العربي الوحيد الذي زاد تعداد الجالية اليهودية بعد إعلان دولة إسرائيل عام 1948. وأثر أحدث 1958، هاجر العديد من اليهود إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. وكانت لحرب لبنان الأهلية اثر سلبي على يهود لبنان إذ قتل 11 زعيم يهوديا عام 1982.
وخلال الغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982، دمر الطيران الإسرائيلي الكنيس اليهودي في بيروت. ومنذ ذلك الوقت، أصبح حي اليهود في وادي أبو جميل في بيروت خاليا وكنيسه مهدم.. ويوجد في لبنان حاليا 1500 يهودي إلا أن 60 منهم مسجلين كيهود والباقين تحولوا إلى ديانات أخرى. وفي عام 2003، ترك يوسف مزراحي، آخر الزعماء اليهود، البلاد ليعيش في فرنسا. وحاليا، لا يمارس يهود لبنان شعائرهم لعدم وجود حاخاميين في لبنان. كما يفضلون عدم الظهور كيهود خوفا من اعتبارهم عملاءلاسرائيل. ويوجد كنيس يهودي في دير القمر الذي يتمتع بحماية دوري شمعون الذي يتمتع بنفوذ في المنطقة.
ما وراء الواقع، هناك خيال عقيم ينمو ويترعرع في الثقافة الاجتماعية والدينية والسياسية داخل المجتمع الإسرائيلي، وخاصة في تجمعات ومؤسسات المستوطنين في الأراضي المحتلة.” مثل مركز كيشت يوناتان للسياحة والدراسات” في مستوطنة كيشت في الجولان السوري المحتل، الذي ينظم جولات سياحة للشبيبة اليهودية على الحدود اللبنانية، المطلة على بلدة حاصبيا اللبنانية ويستعيد خطابات دينية توراتية، عن يهود حاصبيا ويهود لبنان، والأملاك العقارية والعينية التي تسيطر عليها الدولة اللبنانية، “والاغيار” من أبناء الشعب اللبناني ومن منشوراته التعريفية لإحدى الجولات” عاش اليهود في بلدة حاصبيا في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، وتميزت حياتهم بالرخاء الاقتصادي، والتطور الفكري والثقافي، وطبعوا الكتب الدينية، واما في القرن الـ16-17 فقد عمل معظمهم بالزراعة، وأطلق الأغيار عليه لقب ” شيخ”.
وتضيف النشرة” كان اليهود يدافعون عن جيرانهم العرب، ويقدمون لهم المساعدات، بلغ عددهم في القرن الـ 19 حوالي 100 يهودي، وسكنوا في حارة اليهود في بلدة حاصبيا ،و امتلكوا أراضي وكنيس كبير ومقبرة في قرية أبل السقي، وهناك مقام ديني لليهود باسم ” مقام النبي روبين” ومقبرة للأطفال الصغار.
وللحيلولة دون مغادرة اليهود البلدة إلى صيدا وبيروت والبقيعة وصفد اقترح البارون روتشيلد في العام 1888 بمنحهم مساعدات ومنح مالية كبيرة شريطة ان يبقوا في البلدة ويحافظوا على ممتلكاتهم، إلا أنهم تركوا البلدة واخر عائلات كانت ( عائلة الحصباني وزريحة) حيث انتقلوا إلى الجاعونة ( روش بينا) في فلسطين ودمشق وامريكا بين الأعوام 1911-1919 وانتهى الوجود اليهودي في البلدة ، فيما لا تزال الآثار والأملاك اليهودية وحيدة هناك….
فهل نعد العدة لتحقيق وعود الهية قادمة هدفها جنوب لبنان وحوران في سوريا مستقبلاً، بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على القدس والجولان والضفة الغربية الذي كان عبارة عن استيفاء وعد قديم مُنح لأبراهام وموشيه ودافيد بمعنى وطن قومي للشعب المختار على أرض إسرائيل بحسب الوعد الإلهي المزعوم.؟؟؟