مستوطنة “كيشت الإسرائيلية” في الجولان السوري المحتل اختصار لثلاثة كلمات باللغة العبرية( القنيطرة لنا دائما )
عشتار نيوز للإعلام/ الاستيطان الإسرائيلي/ أيمن أبو جبل
أقيمت المستوطنة في العام 1974 بعد الاعلان عن وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل وقبل توقيع اتفاقية فصل القوات. حيث رفضت لجنة مستوطنات الجولان آنذاك تسليم القنيطرة الى سوريا ، وطالبت الجيش الإسرائيلي بعدم الانسحاب من القنيطرة بموجب الاتفاقية التي يعدها كيسنجر، فقامت مجموعة من سكان المستوطنات في الجولان المحتل بالانتقال إلى مدينة القنيطرة، واتخذوا من الاستحكامات والخنادق السورية مكانا لهم للسكن والمبيت ، للحماية من القذائف السورية التي قد تقع عليهم في حال قصف السورين المنطقة. ومع توقيع الاتفاقية ” بقيت هذه المنطقة محتلة كما أرادوا.. وبعد مرور شهر انسجم أفراد المجموعة مع بعضهم البعض وقرروا أقامة مستوطنة جديدة وتوجهوا إلى منطقة” المشتلة” في القنيطرة حيث استقروا هناك لأربعة أشهر بشكل مؤقت .وعرفت المجموعة بــ” كيشت” وهي اختصار لثلاثة كلمات باللغة العبرية ( القنيطرة لنا دائما ) “קונייטרה שלנו תמיד” .” . ووفق التسمية الحكومية ” مستوطنة كلها توراة “קיבוץ שכולו תורה”
انتقل افراد المجموعة بناءً على طلب لجنة المستوطنات الى مركز الجولان( منطقة الخشنية ) وسكنوا داخل المعسكر السوري رغم اعتراض الجيش الاسرائيلي على ذلك بسبب ان المنطقة قد تشهد معارك مستقبلية وغير محبذ تواجد المدنيين في هذه المنطقة، وكان قرار تحديد المكان النهائي للمجموعة بيد وزير الدفاع الإسرائيلي انذاك شمعون بيرس الذي قرر بضرورة انتقالهم إلى مكان أخر بالقرب من تل الطليعة شرقي الخشنية . وغربي تل الفرس .
يعيش في المستوطنة 120 عائلة من اليهود المتدينين ويقدر عدد سكانها اليوم حوالي 700 نسمة. المنازل الـ14 الجديدة هي بداية لمشروع إسكاني في الحي الشمالي من المستوطنة، ويعتمد سكانها على الزراعة وتربية الدجاج والأبقار وإنتاج الحليب والبيض وعلى السياحة حيث يوجد فيها 240 غرفة سياحية. ومسارات وجولات على طول خط وقف اطلاق النار . واقيمت فيها كلية عسكرية في عام 1991 ومدارس دينية لتعليم التوارة.
ومنحت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لمجلس المستوطنات الاقليمي بتنفيذ اي مشاريع عمرانية وثقافية ومنشآت صناعية في الجولان السوري المحتل، ضمن الموازنة المقررة رسميا لتطوير الاستيطان والسياحة في الجولان، وبالاعتماد على صندوق الجولان، الذي تُجمع فيه أموال دعم ومساعدة للمشاريع الاستيطانية في الجولان .ولتقوية المراكز التثقيفية والتعليمية وتطوير النسيج والحياة الاجتماعية للمستوطنين في الجولان المحتل وتقديم المنح الدراسية للطلبة الراغبين في الدراسة في أحد معاهد الجولان المحتل.
الخشنية 1911( المصدر : ارشيف عبري شلومو نو)
الخشنية, بلدة و مركز ناحية في الجولان. تقع وسط الجولان، على بعد 12 كم من القنيطرة. تتمركز على مفترق طرق، حيث تتصل بطريق رفيدـ القنيطرة، على بعد 3 كم شرقاً، وتلتقي جنوبا بطريق الحمة- رفيد، أما شمالا فتتصل بطريق جسر بنات يعقوب. إلى جنوبها يقع تل الفرس المشهور. ترتفع عن سطح البحر 765م. أنشئت القرية الأولى نحو عام 1900 م .
بلغ عدد سكانها عام1960 قرابة الـ 1915 نسمة. كانت بلدة الخشنية تضم 26 قرية و35 مزرعة, وتتبع إلى منطقة مركز محافظة القنيطرة. تقع في منطقة بركانية بازلتية وعرة، تنحدر أراضيها نحو الجنوب الغربي، وتحيط بها تلال شعاف السنديان شرقا، وتل الطلائع جنوبا، وقرية فزارة من شمالها الشرقي، على بعد 15 كم إلى الجنوب من مدينة القنيطرة. عثر فيها، أثريا، على جدار في جنوبها الغربي، و في الشمال الشرقي بركة لجمع الماء. عثر على تمثال بازلتي في إحدى ساحات القرية، يمثل رجلا يرتدي نوعا خاصا من الملابس، و عثر على فخار يعود للعهود الرومانية، البيزنطية، والعربية الإسلامية، و نقود رومانية.. كانت بيوتها، قديمة، من الحجارة البازلتية المسقوفة بالقرميد و التوتياء، و تطورت بعد أن أصبحت مركزا للناحية، فشقت فيها الشوارع و توسعت المساكن الإسمنتية. وما زالت المنازل التي استخدمتها مكاتب الشعبة الثانية لناحية الخشنية قائمة لغاية اليوم تستخدمها القوات الإسرائيلية للتدريبات العسكرية.. كان فيها مدرسة إعدادية وابتدائية مختلطة.
اعتمد أهالي الخشنية على زراعة الحبوب، البقول، الذرة، الكرمة، التين و تربية الأبقار و الأغنام. اشتهرت ببعض الصناعات اليدوية: القبعات الصوفية والعربات الزراعية، ونشطت فيها الأعمال التجارية. كانت مياه الشرب تجلب إليها من عين التينة. دمرت الخشنية عام 1967 من قبل الإحتلال الإسرائيلي.
ما زالت اثار بعض منازلها قائمة بعد الاحتلال، وبشكل خاص مسجد الخشنية الذي شهد حجم البشاعة الإسرائيلية في تعاملها مع الأماكن المقدسة، حيث حوله المستوطنين الى مكان لإيواء الابقار، بعد ان حوله أحد المخرجين الاسرائيليين الى مكان للتصوير الاباحي في احدى افلامه .
ويقصد المسجد الزوار العرب والاجانب لرؤية الدمار الإسرائيلي الذي لحق قرى ومدن الجولان. ولقد تم بمبادرة من جمعية جولان لتنمية القرى العربية في الجولان المحتل “وجمعية ذاكرات” تنظيم زيارات منظمة الى القرى السورية في الجولان المحتل، وقرية الخشنية. حيث كتب المبادرين اسماء القرى على مداخلها الا ان المستوطنين والسلطات الاسرائيلية قامت بتمزيعها ومصادرتها..وبناء على طلب من مجلس المستوطنات في الجولان اقدمت الجرافات الاسرائيلية على هدم بيوتا ومنازل في قرية الخشنية بهدف توفير وإعداد مساحات كبيرة من الأراضي لإقامة اكبر مركز لإنتاج العسل في الجولان .
شكلت السلطات السورية في منطقة الخشنية في حزيران 1967 معسكرات لتضم دبابات القطاع الأوسط من الجبهة وكلفت بتوفير الحماية للقوات السورية الامامية
ويقول احد ابناء الجولان المجندين في القوات السورية في حزيران 1967″ لقد كنت منسحبا تلبيه للأوامر التي صدرت بالانسحاب، وكلفت بعد ان وصلت وعدد من افراد قطعتي العسكرية بالعودة الى معسكر الخشنية في مهمة استطلاع بحكم كوني اعرف المنطقة عن ظهر قلب، وانتقلت باللباس القروي الى مكان الكتيبة ، الا انني تفاجئت عند رؤيتي الجنود الاسرائيليين يتجولون في المكان فعدت ادراجي، وعلمت من احد زملائي ( وهو ابناء القرية) ان القوات الإسرائيلية رشقت القرية بحوالي 20 قنبلة لدب الرعب في نفوس السكان واجبارهم على مغادرة بيوتهم، وفيما بعد حين وصلنا الى الرفيد علمنا ان الجيش الإسرائيلي قام بقتل 20 مواطنا هناك كانوا يرفضون مغادرة منازلهم. وكان احد الشهداء ابن عم زميلي في الجيش بقي هناك في الرفيد..
في 6 تشرين اول عام 1973 وصلت القرية القوات السورية في اليوم الاول من حرب تشرين عام 1973 وحررتها وما زالت أسماء بعض الجنود السوريين منقوشة على مسجد الخشنية مثل اسم الجندي” وليد كرديه” من حي الاكراد في مدينة دمشق.. وبقيت القوات السورية في القرية حتى صباح يوم 8 تشرين بعد ان نجحت تلك القوات من اختراق خط الدفاع الإسرائيلي إلى عمق نحو 20 كم داخل الهضبة، حتى أصبحت على مشارف بحيرة طبرية. حينها قررت القيادة الإسرائيلية شن هجوم مضاد في القطاع الجنوبي وتقدمت القوات الإسرائيلية في منطقة “العال” متجهة شمالاً، حتى بلغت خط الجوخدار ـ الرفيد. وعلى المحور الأوسط، تقدمت القوات الإسرائيلية حتى أوشكت أن تغلق الطرف الشمالي للكماشة المطبقة على الخشنية، التي جرت حولها معارك عنيفة، حتى اضطرت القوات السورية إلى الانسحاب من الخشنية يوم 10 أكتوبر خشية تعرضها لعملية إلتفاف.
وعن يوم النزوح من القرية يستذكر “لقناة الجزيرة ” أبو أحمد (63 عاما) ليلة الخروج مع العشرات من أبناء منطقة الخشنية “كانت السماء صافية تماما وقررنا الخروج تحت جنح الظلام بعدما هددنا جنود الاحتلال مساء ذلك اليوم بضرورة المغادرة بعد أيام من القصف وتحليق الطيران فوق المنطقة”.
ويضيف “توجهنا جنوبا نحو محافظة درعا (100 كلم جنوب دمشق) ولا زلت أذكر صوت اصطدام عكازة أحد الرجال وهو يطرق على صخور الصوان المنتشرة بكثرة في الجولان محدثا صدى في صمت الليل لا يغيب عن بالي حتى اليوم”.
ويتابع الرجل الذي تقاعد منذ سنين من وظيفته الحكومية “سكان القرية ماتوا تباعا وفي مناطق بعيدة عن مسقط رأسهم. كان هؤلاء يحلمون دوما بالعودة وربما يؤلفون تلك الأحلام بإرادتهم للتغلب على الواقع القاسي الذي عانوه مع بدئهم معيشة جديدة من الصفر”.