وقت تتحرر الجولان صدقني رح احفر اسمك عأحلى شجرة رح شوفها بمجدل شمس .
/ ايمن ابو جبل
10/05/2013
ينال سمير أبو صالح.. هو شاب سوري في منتصف العشرينات من عمره” من أبناء وأحفاد النكسة والنزوح القسري من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل،خريج معهد الفنون المسرحية في جامعة دمشق، ويعيش في مدينة جرمانا، وانجز منذ تخرجه ستة أعمال فنية بين المسرح والتمثيل، والافلام السينمائية، وبادر قبل عدة سنوات بتأسيس صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي ” الفايس بووك” حملت عنوان” تجمع جولاننا ” .لتكون نافذة يجتمع حولها أبناء الجولان في الداخل السوري والأرض المحتلة .
قبل أربعة سنوات تعرفت على ينال منصور من خلال شبكة الانترنت، وتواصلنا معاً في العديد من القضايا التي تخص الجولان المحتل، كقضية النزوح والتهجير والاسرى والشهداء، ومصادرة الاراضي والمياه، وواقع الناس المعيشي في الارض المحتلة، وتقلص هذا التواصل في العام 2010 بعد حجب السلطات السورية لموقع الجولان الالكتروني داخل الفضاء الالكتروني السوري الذي تديره جمعية جولان للتنمية ، وذلك عقب فعالية نظمها تجمع جولاننا في مدينة جرمانا احياءاً للذكرى الـ 28 لاضراب الجولان في العام 1982 ورفض قانون ضمه الى الدولة العبرية، وكانت الفعالية عبارة عن رفع صور ولافتات تُحيي المناسبة كانت حصيلة لتعاون موقع الجولان الالكتروني مع منظمي الفعالية في جرمانا… وعلمنا في وقت لاحق ان هذا التعاون ازعج عددا من المسئولين السوريين في الأجهزة الامنية، الذين اجبروا المنظمين على إلغاء الفعالية، وإزالة وتفكيك اللافتات …
ينال أبو صالح هو واحد من الآلاف السوريين المهجرين والحالمين بتحرير أرضهم واستعادة حقوقهم، ولم شمل عائلاتهم بين خطي وقف إطلاق النار الجاثم على صدورهم منذ ما يقارب النصف قرن من الاحتلال … وهو واحد من الشباب السوري الذين هبوا لإثارة قضيتهم المغيبة رسميا وشعبيا، ودوليا على أمل ان يحضوا بنوع من الاهتمام و العمل الجاد من اجل إثبات حضورهم الوطني المجروح منذ سنوات النكسة والوجع والألم الحزيراني، وما تلاه من أوجاع وأهات لا تزال تنخر بالجسد السوري التواق الى الانعتاق من الظلم والانكسار والهزيمة، ومعانقة الحرية التي لا تتجزأ …
قبل أسبوع من اليوم فقد ينال ابو صالح إحدى دعائم حلمه البرئ، الذي عايشه منذ صغره.. فقد بطلاً من أبطال حكايته الجولانية التي لاتزال تومض في صدره نوراً وناراً، وكتب عنه كما كتب قبل ثلاثة سنوات من رحيله … ننشر كما أرسله حرفياً….كما اراد… وكما يرغب ….
وقت تتحرر الجولان صدقني رح احفر اسمك عأحلى شجرة رح شوفها بمجدل شمس .
ينال سمير ابو صالح ” منصور “/ موقع الجولان
بعد وفاة العم نزيه . كانت الصدمة أقوى تأثيرا بأن نصدق أن هذا الرجل قد مات . وعاودت نشر المقال الذي أجريته أنا والصديق ميلاد كاتبة ليكون أولى نشاطاتنا في تجمع جولاننا المنشور على الفيس بوك وتواصل مع موقع الجولان الإلكتروني والصديق أيمن أبو جبل الذي قام بدوره في نشر هذا المقال .
اليوم وبعد حوالي ثلاث سنوات على نشره قد غيبت هذه الحياة رجل المقال . العم نزيه ..
قرأت المقال مجددا وتذكرت أشياء لم نقم بنشرها بناءً على طلب العم نزيه .
اسمحوا لي بأن أتخطى اللغة الفصحى واحكيلكن القسم اللي ما نشرناه
أنا كشاب جولاني كان عندي كتير تساؤلات لعمي نزيه . كنت عم حاول افهم منو شو صار بحرب تشرين وليش ما قدرنا نتابع التحرير ..
قلي وقتها شوف عمي وهاد الكلام الك مو للنشر .. وقتها قلي السادات خان هالبلد وطلع قليل أصل وفي كتير ضباط عنا وللأسف كانو بلا شرف أكتر منو للسادات . ( طبعا نحنا ما عم نوجه اتهام وما كان العم نزيه عم يتهم الجيش كإسم . بل مجموعة قليلة ووقتها قلي اسم من الجيش بدي اعتذر عن ذكروا ) ووقتها قلي يا عمي كنا مفكرين الإسرائيلي طنط . ومقشط بنطلونه متل شباب هالأيام وضحك وقتها . قلي مش هيك الكبار بيمسخروا عهالجيل . قلتلوا اي هدينك الكبار . وانت شيخ الشباب . قلي معلوم . أني بحب عاملكن متل رفقات الي . أني هيك ربيت ولادي .. كملنا الحكي ووقتا حكالنا انو بيوم من الأيام كان في إحدى الدبابات السورية ( بالليل ) عم تتجول قريب من المكان اللي هنن معسكرين فيه ووقتا قام أحد الضباط بأخذ قرار بالقصف ( وقتا اشتبهوا انو هيي مو سورية ) قلي كيف بدنا نفوز بالحرب وفي هيك أخطاء .. حكالي انو كانوا بالراديو يلعبوا عمشاعرنا ويتواصلوا معنا وكأنوا صرنا بنص القدس وحررناها وانو دايما نحنا عم نتقدم . حكالنا وقتا ما كان حدا متخيل انو ممكن نخسر . كانوا عم يحاولو يرفعوا من معنوياتنا لهيك كانوا ( يكذبوا اوقات علينا ) لهيك تخيل عمي قديش كان في صدمة لما عرفنا بانسحاب السادات وبانو الجيش عنا أخد أمر بالإنسحاب . تخيل الصدمة كيف ممكن تكون .
حرب لبنان
كان لا بد من انو نحكي عن حرب لبنان . كانت متل المنام واكتفى بالوصف وفورا قاطعته بسؤال لما شفت غصة بعيونوا وقلتلوا
تحرير الجولان .
عمي نزيه . انت متفائل انو ترجع الجولان !
كنت مصدوم وقت قلي يا عمي صار عندي جد وبكرا انت بتصير جد ويمكن ما تتحرر الجولان . قلي موضوع الجولان مش بالأمر السهل بيرجع ومش ببساطة . قلي تفائلنا كتير . أما بقلك . اسرائيلمش رح تتخلى عنو ومش رح نقدر نرجعوا بحرب . قلي عمي الحرب مش هوينة . يمكن نرجع الجولان بس ترجع سوريا 50 سنة لورا
المقاومة في الجولان
حكينا عن المقاومة بالجولان
قلي عمي يكفي فخر النا كجولانيين انو صرلنا فوق ال 40 سنة محتلين ولسا العلم السوري هو الراية اللي بتنرفع بكل ساحة بالجولان .
حكينا عن التقصير اللي ناتج عن الإعلام بتقديم الصورة المنطقية والواقعية للجولان وقلي للأسف هالعالم بتعرف الجولان اللي بطلعوا التلفزيون مش الجولان اللي بعرفها أني
تجمع جولاننا
حكينالو عفكرة التجمع ووقتها كان من أشد المعجبين بهيك فكرة . قلي عمي هلق الزمن مختلف . قد ما الناس عرفت الجولان شو هوي كيف نحنا منعرفو مش متل التلفزيونات بتحكي عنو كيف حكينا قبل شوي كل ما منكون عم نقرب لأول خطوة بالتحرير . ومن وقتها حاولت بتجمع جولاننا إنو تكون صورة الجولان هيي الصورة الأقرب للصورة الموضوعية بهالقضية والشكر الأكبر لقسم كبير من الجولانيين الأصدقاء بالأرض المحتلة ..
بالمختصر . في شي يمكن صعب ينحكا . صعب خبركن قديش هيك إنسان متواضع بالبطولات اللي عملها . قديش كنا نحاول نستطرد بالحكي لينجروا انو يحكي اكتر . بتلاقوه بكل خجل وبشكل غير مقصود حاول انو يقتضب الحديث .. وحكا عن الأسرى بالجولان . انو شي طبيعي يكون في أسرى . قلنا انو مش ممكن شباب الجولان يقدروا يتحملوا أي اهانة ووقت الإسرائيلي يتمادى أكيد رح تلاقي شباب صغار عم يحاولوا ينتفضوا بوجهن ووقتا حكينا عن المرحوم سيطان الولي . انو كان شب عمرو 18 سنة وشرحلي انو متل هيك شب ما قدر يتحمل وجود محتل بأرضو والطبيعي انو يقوم بالشي اللي قام فيه ..
رحمة لجميع من يستحق كلمة بطل في الجولان المحتل
بالنهاية حابب اذكر الحادثة اللي قدر فيها الفلسطينيين يدخلوا عساحة سلطان بنص مجدل شمس . وقتها حكينا عن الموضوع وقلتلو شفت . قلتلي مو متفائل
أجاب العم نزيه . والله الظاهر شباب هالأيام تبع البنطلون القاشط ( وضحك ) رح يقلبوا الموازين
عم نزيه .. أنتوا كنتوا أمل النا والطبيعي نحاول نكمل مشوار بديتوه .
وقت تتحرر الجولان صدقني رح احفر اسمك عأحلى شجرة رح شوفها بمجدل شمس ..
وهلق رح نعيد عليكن نشر المقال كما نشر في السابق
من خلايا المقاومة السورية الى الهروب من السجن الاسرائيلي، الأسير السابق ابن الجولان
موقع الجولان – تجمع جولاننا على الفايس بووك
تحقيق : ينال أبو صالح – وميلاد كاتبة
دائما ما كنا نحلم بالأفضل ولكن الواقع المر قد اتعب أجيالا كاملة وجعلنا نفقد ميزة حتى الحلم
النزوح:الخطأ الأكبر والسبب الأول في تأخر التحري