السبت , ديسمبر 2 2023
الرئيسية / ملفات الارشيف / معالم جولانية / القرى السورية المدمرة / دراسة : الجولان السوري المحتل. د تيسير مرعي- الاستاذ حامد الحلبي
hamd halbi

دراسة : الجولان السوري المحتل. د تيسير مرعي- الاستاذ حامد الحلبي

دراسة : الجولان السوري المحتل. د تيسير مرعي- الاستاذ حامد الحلبي

الجولان العربي السوري

المعطيات الطبيعية:

الموقع:

يشغل الجولان مكاناً بين أقطار بلاد الشام ( سوريا – لبنان – الاردن – فلسطين) ولهذا، كان عبر التاريخ منطقة عبور بين هذه الأقطار.

ويقع الجولان بالنسبة لسورية في الجنوب الغربي؛ ويشترك في ثلاث جهات مع حدود سورية، ففي الشمال يحده لبنان وجبل الشيخ وفي الغرب فلسطين وغور الأردن وفي الجنوب الأردن ووادي اليرموك. ويتصل شرقاً مع محافظتي ريف دمشق ودرعا عبر سهول حوران وسفوح جبل الشيخ.

تبلغ المساحة الكاملة للجولان ( 1860كم2 ) وتنطبق حدوده تقريباً على حدود محافظتة القنيطرة، وقد وقع من هذه المساحة تحت تحت الاحتلال الاسرائيلي عام 1967  ما مساحته (1250 كم2 ). تم استرجاع 50 كم2 منها بعد حرب تشرين سنة 1973 وذلك بموجب اتفاقية الفصل التي وقعت في حزيران 1974 ومنها مدينة القنيطرة، وبهذا الشكل تكون مساحة القسم المحتل من الجولان حالياً ( 1200 كم2 ).

من الناحية الجيولوجية، فان القاعدة الأساسية لأرض الجولان تتألف من الصخور الكلسية العائدة للزمن الثالث الجيولوجي، غطتها المقذوفات والصبات البركانية التي انبثقت معظمها في الزمن الرابع الجيولوجي، وتكت تلك البراكين مجموعة من التلال البركانية المخروطية. وقد غطت المقذوفات البركانية معظم سطح الجولان وأعطته الشكل الحالي، ومن هذه البراكين ما هو حديث جيولوجياً مثل: تل الفرس في جنوب الجولان، وتل الأحمر الواقع غربي بقعاثا وجنوب مسعدة، هذان التلان كانا بركانين ثائرين قبل حوالي عشرة آلاف عام فقط.

توجد الصخور الكلسية في الجولان على السفوح الجنوبية لجبل الشيخ في شمال الجولان وفي قيعان الأودية حيث كشف عنها الحت المائي عبر العصور أو في المناطق التي لم تغمرها الصبات البازلتيه، كما في منطقة القلع في شمال الجولان.

اذا ألقينا نظرة عامة على سطح الجولان، نجد تفاوتاً كبيراً في الارتفاعات ( حيث تصل الى 2500م في شمال الجولان والى 15م في جنوبه)، فقمم جبل الشيخ المطلة على الجولان تصل ارتفاعاتها الى 2225م في قمة ” نشبة المقبلة ” ثم تنخفض الى 1200م في مجدل شمس وسطياً؛ والى 970م في مسعدة؛ والى 940م في القنيطرة؛ ثم ما بين 700 – 300م بين الخشنية – فيق؛ ثم تنخفض الى مادون سطح البحر في منطقة البطيحة حيث تصل -200متحت سطح البحر وسطياً والى -125م في الحمة في وادي اليرموك.

وهكذا نلاحظ انخفاضاً تدريجياً في سطح الجولان من الشمال باتجاه الجنوب، ويشكل خط التلال البركانية في الجولان حداً لتبدل الميل التدريجي غرباً باتجاه غور الأردن وبحيرة طبريا وشرقاً نحو وادي الرقاد.

يطل الجولان غرباً بحافة مرتفعة على غور الأردن وبحيرة طبريا وتخدد هذه الحافة مجموعة من الأودية التي يزداد عمقها عند مخارجها من الحافة الغربية للجولان، وقد يصل عمق بعضها الى حوالي 400م كما في وادي اليرموك ووادي السمك ووادي مسعود ووادي حوا وغيرها. . .

توجد في شمال الجولان حفرة بركانية خامدة امتلأت بالمياه فشكلت بحيرة مسعدة التي تبلغ مساحتها 1 كم2 تقريباً، وتحيط بها التلال المشجرة بالتفاحيات، والبحيرة تشكل فوهة البركان القديم المجهض من نوع “ مار maar “ وهذه الفوهة مؤلفة من مقذوفات بركانية هشة من الطف البركاني، وبحيرة مسعدة فريدة من نوعها في وسريا والوطن العربي، ومعدل ارتفاع سطح مياهها عن مستوى سطح البحر 945م.

وتوجد مجموعة من السهول الخصبة في الجولان من أشهرها مرج اليعفوري بين قريتي مسعدة ومجدل شمس، وسهل بانياس وسهل بقعاثا وسهل القنيطرة وحوض وادي الرقاد الاعلى وسهل منطقة فيق وسهل البطيحة الخصيب الدافيء شمال شرق بحيرة طبريا وغيرها. ويصل حوض وادي الرقاد بين الجولان وحوران، وهذه المنطقة الانتقالية تسمى ” الجيدور” أو ” النّقوَة “.

يؤثر على الجولان المناخ المتوسط ( مناخ البحر المتوسط) المتصف بفصوله الاربعة المميزة، وأمطاره التي تسقط في فصل الشتاء البارد الماطر وصيفه الجاف والحار، وفصلي الربيع والخريف الانتقاليين. وتزداد كمية هطول الأمطار والثلوج كلما اتجهنا شمالاً مع ازدياد الارتفاع، فالأمطار في الجنوب بين ( 400 – 500 مم) وتصل في الوسط الى ( 800 مم) وسطياً حول القنيطرة، والى أكثر من (1500 مم) على جبل الشيخ شمالاً. والرياح التي تهب على الجولان هي الرياح الغربية في معظم ايام السنة وتأتي من فوق البحر المتوسط الذي يبعد عن الجولان 50كم وسطياً، مع هبوب رياح شرقية وجنوبية شرقية قادمة من البادية والصحراء وهي حارة غالباً.

المياه في الجولان

أدت العوامل الجيولوجية والتضاريسية والمناخية الى تركيز مياه الجولان في أطرافه الشمالية والغربية والجنوبية، أما الوسط حول المحور التلالي فبقي قليل المياه. شكلت المياه السطحية حوضين لتجمعها ، الاول : وهو الأوسع، حوض نهر الأردن وبحيرة طبريا ومساحته ( 1050كم2) ويجمع المياه القسم الغربي من الجولان التي تنتهي في نهر الأردن وبحيرة طبريا. والثاني: حوض وادي الرقاد الذي يجمع مياه القسم الشرقي من الجولان ومساحته حوالي ( 500كم2) وينتهي جنوباً بنهر اليرموك الذي ينتهي بدوره في نهر الأردن غرباً.

ومن أهم أنهار الجولان :

نهر بانياس: وهو في الحوض الغربي، ينبع من سفح جبل الشيخ في شمال الجولان قرب سهل الحولة، وغزارته الوسطية ( 3م3 /ثا ، 1م3 /ثا = 31536 مليون م3 /سنة) ومن الينابيع الاخرى في الحوض الغربي : نبع عين فيت – نبع البَرجيَّات – نبع جليبينة – نبع الدَردارة – نبع الصيادة (غزارته بين 100 – 400ل/ ثا) وينابيع الصنابر وغيرها.

نهر اليرموك: في جنوب الجولان وغزارته الوسطية 11م3 /ثا، ويتلقى الجولان كميات كبيرة من الامطار والثلوج، وتقدر كمية الهطول فوق الجولان بـ 1200مليون م3 من المياه سنوياً.

تغطي أرض الجولان نباتات طبيعية متعددة الانواع والأشكال، وذلك لملاءمة المناخ ووفرة الامطار وخصوبة التربة، ولهذا اشتهر الجولان عبر العصور كمنطقة مراع خصبة، وما زالت مناطق من الجولان مغطاة بالأحراج الطبيعية كالسنديان والملول والزعرور والبطمة والخوخ البري. . . وغبرها. واشهر المناطق الحرجية فيه: منطقة العرقوب في جبل الشيخ ( غرب جباثا الزيت)، احراج مسعدة، حرج جباثا الزيت، حرج السمّاقة، حرج وادي حوا . . . وغيرها من الاحراج.

كانت الاحراج قديماً اكثر كثافة لهذا دُعي القسم الشماليمن الجولان بـ ” الشَّعراء ” أي الاراضي الكثيرة والكثيفة الاشجار، وكانت المنطقة الشمالية من الجولان تدعى زمن المماليك والعثمانيين بـ ” ناحية الشَّعراء ” وكان مركز هذه الناحية قرية مجدل شمس.

الإعمار البشري في الجولان:

سكن الانسان في الجولان منذ عصور موغلة في القدم وقد وُجدت آثار للسكن البشري تعود الى العصر الحجري ومنها مثلاً تلك الآثار البشرية العمرانية العائدة للفترة الانتقالية بين العصر الحجري الحديث وعصر البرونز ( اي الى ما قبل 7000 عام مضى) وذلك في مواقع قرى : صير الخرفان – شبَّة – الشعبانية – منطقة الحفاير شرق مسعدة . . . وغيرها، ورغم جميع موجات الغزو الاجنبيي التي اجتاحت بلاد الشام ( ومنها الجولان) فإنها لم تترك سوى بعض الندبات والخدوش على السطح الحضاري العربي العريق لبلادنا، الذي امتد عبر ثلاثة فترات حضارية: الحضارة العربية الكنعانية، العربية الآرامية والعربية الاسلامية التي ما زالت مستمرة حتى الآن. ونكتفي من هذا السفر الحضاري ببضعة اضاءات : فمثلاً كلمة مجدل هي عربية كنعانية أصلاً وتعني البرج او القلعة ومنها انتقلت الى بقية اللغات التي يطلق عليها اسم ” اللغات السامية ” ( رغم تحفظنا على هذه التسمية)، وكذلك كلمة حمة وتعني النبع، وأيضاً اسم بلدة فيق وهي بالأصل أفيق الكنعانية بمعنى قوة وقلعة، اما

جبل الشيخ فعُرف باسم ” الحرمون “ أي المقدس بالعربية الآرامية لأن هذا الجبل كان مقدساً عند الآراميين، وما زالت آثارهم فيه باقية نذكر منها بير نصوبة غربي مجدل شمس، ومن التسميات الآرامية الباقية : عين قنيا وتعني عين القصب وبقعاثا وتعني البقعة المنبسطة من الأرض التي تغمرها المياه الضحلة، والدّلهمية وهي قرية في وسط الجولان وتعني بالآرامية معكِّرالماء أو نشل الماء بالدلو.

وورث تلك الفترة حضارياً العرب الانباط ثم العرب الغساسنة الذين اندمجوا بالعرب المسلمين. وفي الجولان العديد من الآثار النبطية والغسانية والتي يطلق عليها خطأً اسم آثار رومانية وذلك لمعاصرتها الفترة الرومانية، وهذه الآثار موجودة في الكثير من قرى الجولان، منها الحمة، بانياس، خسفين، قلعة الحصن( شمال كفر حارب)، اكرسي على شاطئ طبريا الشرقي، الفَرج، الفحّام، نعران، سويسة، كفر النفاخ وغيرها. ومن آثار الغساسنة والانباط الخانات والأبنية الجميلة كما في الفحَام والفَرج ( جنوب الخشنية ) وفي الرفيد . ولا يتسع المجال هنا لذكر

 ____________________________________________________

* سادت الآرامية منطقة الشرق الادنى في الالف الاول قبل الميلاد، اذ كانت لغة السياسة والادارة والتجارة في المنطقة الممتدة بين مصر وبلاد فارس، وبعد ظهور المسيحية سُمي الآراميون الذين اعتنقوها بـ ” السريان ” .

الاشعار التي قيلت في ملوك الغساسنة الذين عاشوا في الجولان وحوران وسَموا بعض التلال باسمهم مثل تل الحارث ( شرقي وادي الرقاد) الذي سموه باسم حارث الجولان. وقد قال النابغة الذبياني راثياً احد ملوك الغساسنة:

بكى حارثُ الجولان من فَقدِ ربِّه               وحورانُ منه موحشُ متضائلُ

فــــآب فصــَلّـُوهُ بعيــــنٍ جَــليــَّةٍ                  وغُودِرَ بالجولان حَزمُُ ونائِلُ

* حزم ونائل أسماء قبائل عربية كانت تسكن الجولان.

وشهد الجولان معركة اليرموك في 20/6/636م الموافقة لعام 15 هجرية، وذلك في جنوب الجولان حيث انتصر العرب المسلمون على الروم، وكان العرب بقيادة خالد بن الوليد.

ومن المواقع التي ذكرت ايام حكم الخلفاء الراشدين قرية ” اسعار” الواقعة على الطريق بين مجدل شمس ومسعدة حالياً حيث ورد أن وفداً من سكانها ذهبوا الى الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه، يستفتونه في أمور دينية فقهية، وذلك في مدينة الكوفة في العراق حيث أقام ايام خلافته، وهنالك الان خربة في هذا الموقع باسم ” خرب اسعار “، والى هذه الفترة يعود مقام الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري في المرج الذي أُخذ اسمه مع بعض التحوير وهو مرج اليعفوري حول نهر صعار. ومن آثار الجولان قلعة  ” الصُّبيبة ” او النمرود التي كانت خط المواجهة الأول مع الفرنجة الغزاة وبنيت في القرن الثاني عشر الميلادي من قبل ملك دمشق عماد الدين زنكي، وهنالك من نفس الفترة “برج فيق ” وقلعة العال.

وهنالك آثار بانياس التي شهدت أوج ازدهارها في القرن الأول الميلادي كمدينة  هامة، وأُضيفت اليها تجديدات وتحصينات عديدة في الفترة الاسلامية. ومن آثار الجولان قلعة الحصن وقد أعمرها العرب الأنباط وكانت أصلاً حصناً آرامياً عربياً واسمه بالآرامية ” سوسيتا” وسماه اليونان “هيبوس″ وكلا اللفظان يعنيان الحصان، لان شكل القلعة مع التل القائمة عليه تشبه الحصان، وكانت احدى المدن العشر المشهورة في الفترة الرومانية، وعرفت تلك المدن باسم ” الديكابوليس″ ( اي المدن العشر)، ووجد في القلعة آثار عربية نبطية منها نذور للإله النبطي  ” ذو الشرى “.

ويصعب هنا تعداد اكثر من 211 موقع أثري وجدت في الجولان وكلها تدل على عمق التواصل الحضاري العربي العريق في بلادنا.

خلال فترة الحكم العثماني لبلادنا قامت عدة انتفاضات ضد ذلك الحكم ومن ذلك – مثلاً – ان مجدل شمس أُحرقت ست مرات خلال ذلك الحكم، ثم تواصلت مسيرة الكفاح عند مجيء الاحتلال الفرنسي، حيث كانت مجدل شمس مركزاً للثوار في شمال الجولان وجبل الشيخ وجنوب اللبنان حيث صمد الثوار فيها ( من القرى المجاورة منها) مع عدد من المجاهدين والقادة والثوار الذين أتوا من جبل العرب ودمشق ولبنان، واستطاع الثوار صدّ الهجمات الفرنسية عليهم في مجدل شمس ستة أشهر كاملة جرت فيها ثلاث معارك استطاع الفرنسيون في آخرها – والتي جرت بين 1 – 3 نيسان 1925 – أن يستولوا على مجدل شمس ويحرقوها ويدمروها، كان هذا هو الحرق والدمار السابع لها، وشمل هذا الحرق والدمار القرى المجاورة أيضاً وهم : بقعاثا، مسعدة، عين قينيا، حضر وجباثا الخشب التي جرت فيها معركة استشهد فيها الثائر احمد مريود في 30/5/1926. ان الحديث المفصل عن مقاومة الاحتلال الفرنسي في الجولان وخاصة خلال الثورة السورية الكبرى يحتاج الى بحث مستقل أوسع.

بعد عام 1948 وإثر إقامة دولة  ” اسرائيل ”  في فلسطين تحول الجولان الى خط للمواجهة بين القوات السورية والاسرائيلية، الى ان وقع حوالي ثلثي الجولان تحت الاحتلال الاسرائيلي عام 1967، او بشكل أدق 68% من الجولان ( 1250كم2 من اصل 1860كم2).

الجولان قبيل الاحتلال

لقد كان الجولان العربي السوري عامراً بالسكان قبل الاحتلال عام 1967 فقد كان سكان الجولان ( محافظة القنيطرة) قيبل الاحتلال في حزيران 1967 يبلغون 153 الف نسمة، منهم 15 الف نسمة لم تحتل أراضيهم في ناحية خان أرنبة وجنوبها قليلاً. و138 الف نسمة هم سكان القسم المحتل من الجولان، من هؤلاء نزح 131 الف نسمة ( أي 95% من سكان القسم المحتل من الجولان) وبقي حوالي 7 الاف نسمة من سكان الجولان في قراهم في شمال الجولان ( أي ما نسبته 5% من سكان القسم المحتل من الجولان) وذلك في ست قرى هي : مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا،عين قينيا، الغجر، سحيتا، وقد رحّلت سلطات الاحتلال أهالي قرية سحيتا الى قرية مسعدة المجاورة ودمرت قريتهم “سحيتا” ، وقد بلغ عدد سكان هذه القرى الآن حوالي 17 الف مواطن عربي سوري يعيشون تحت الاحتلال.

لقد كان الجولان من المناطق كثيفة السكان، فقد بلغت الكثافة عام 1967  83 نسمة في الكيلو متر مربع، وهو من المحافظات الكثيفة السكان في سوريا، ولكنها كانت في ناحية البطيحة أكثر من 100ن/كم2 وفي منطقة مركز القنيطرة ما بين 95 – 99ن/كم2، وفي ناحية مسعدة 50 – 75ن/كم2، وأقل من ذلك في ناحية الخشنية وخان أرنبة.

وقد تم إحداث محافظة القنيطرة في 27 آب 1964 وذلك بدمج منطقتي الزوية والقنيطرة وتشكيل محافظة واحدة منهما، ووزعت المحافظة إدارياً على منطقتين هما القنيطرة وفيق، فيهما ست نواحٍ موزعة بين قرية ومزرعة ومدينة، وبلغ مجموع هذه المراكز البشرية عام 1967  312مركزاً كما يلي:

المناطق النواحي المدن القرى المزارع
منطقة القنيطرة  1. ناحية مركز القنيطرة 1 34 24
 2. ناحية خان أرنبة _ 17 27
 3. ناحية الخشنية _ 31 34
 4. ناحية مسعدة _ 34 27
منطقة فيق  1. ناحية مركز فيق 1 30 27
 2. ناحية البطيحة 18 7
المجموع 6 نواحٍ 2 164 146

ملاحظة: مدينة فيق هي اعتبار اداري ولكن عدد سكانها كان أقل من مدينة.

لقد وقع من هذا الرمكز البشري تحت الاحتلال 249 قرية ومزعة أي 80% من مجموع المراكز البشرية في كامل الجولان، وهذه الـ 249 مركزاً موزعة على الشكل التالي: 137 قرية و112 مزرعة، وقد تم تدميرها كلها ما عدا القرى الخمس التي ذكرناها. وهكذا دمرت سلطات الاحتلال 244 قرية ومزرعة عربية سورية وأزالتها عن وجه الأرض في مجزرة لم يجرِ مثلها في تاريخ الاحتلالات، ويُضاف الى 244 تدمير مدينة القنيطرة الوحشي قبيل اعادتها الى سوريا في حزيران عام 1974.

اذا استعرضنا المراكز البشرية في الجولان، والتي دمرها الاحتلال الصهيوني، نبدأ من مدينة القنيطرة: أكبر مدينة في الجولان ومركز محافظة القنيطرة وكانت الثقل الاكبر في الجولان بشرياً واقتصادياً. بلغ عدد سكانها عام 1967 ثلث سكان الجولان أي 53 الف نسمة، وهي تبعد عن دمشق 67 كم وترتفع وسطياً 946م فوق مستوى سطح البحر، وهي عقدة مواصلات هامة، وقعت تحت الاحتلال عام 1967 وتحررت في 26 حزيران 1974 بعد أن دمرها الاحتلال الصهيوني بشكل وحشي فظيع.

ومن قرى مركز القنيطرة: المنصورة شمال القنيطرة بـ 2 كم، القحطانية ( المُدارية) جنوبها قليلاً، العدنانية ( الصرمان) وفيها آثار عربية نبطية. وهناك بدءاً من الشمال في قرى مركز القنيطرة قرى: عين الحور، عين الحمرا، تتبعها مرزرعة جباع، الى الشمال منها مزرعة المشيرفة، قرية الثلجيات، مزرعة القطرانة الأثرية، تتبعها مزرعة بير سيف، قرية عيون الحجل، مرزعة كرز الطويل، قرية باب الهوى، غربي تل ابو الندى قرية الدلوة وشمالها مزرعة الدليوة والسنيسلة، قرية كفر النفاخ على طريق القنيطرة، جسر بنات يعقوب وفيها آثار عرية نبطية، جنوبها القادرية والرزانية وتتبعها مزرعة ضبية، قرية العليقة غربي كفر النفاخ التي اشتهرت باشجار الكينا وزراعة الرز والذرة الصفراء وتتبعها مزرعة العليقة الجنوبية، جنوب كفر النفاخ بـ 2 كم توجد قرية السنديانة وجنوبها مزرعة عين القُرَّة التي اشتهرت بالكرمة والتين، وقرية نعران جنوب غربي كفر النفاخ واشتهرت بالسمسم والخضراوات والحبوب، تتبعها مزرعة نعران الشرقية وفيها آثار عربية نبطية، شمالها قرية دير سراس على وادي جليبينة وتتبعها مزرعتا عوينات الشمالية والجنوبية، ثم قرية دبورة وقرية جليبينة، وتتبعها مزرعة الدريجات ثم قرية الدردارة، ومن ثم قرية عين السمسم المشهورة بزراعة الحبوب والخضراوات وتتبعها مزرعتا دير الراهب الأثرية النبطية والدهشة، وقرية السنابر تتبعها مزرعة الدورة الأثرية، والفاخورة وقرية الأحمدية شرقي السنابر، ثم قرية شقَيِّف وتتبعها مزرعة سوَيهيَّة، وقرية عِلمين على الحدود غرباً وتتبعها مزرعتا الغمرة وابو فولة، والى الجنوب قرية جرابا الأثرية وشمالها مزرعة ام سدرة ثم صير الخرفان، وهناك أيضاً قرية عَسَلية ومزرعة المَجَامِع ومزرعة زميمر، وقرية قصرين ذات الآثار العربية النبطية، وقد أقامت سلطات الاحتلال مكانها مستعمرة كبيلاة هي كتسرين وهي من ضمن اكثر من 35 مستعمرة اسرائيلية في الجولان المحتل. وغربي تل يوسف توجد قرية الدَّلهمية وشمالها قرية خويجة، وهنا أيضاً توجد قرية عين عيشة وكانت من القرى الكبيرة في الجولان واشتهرت بالزراعة وصناعة السجاد واللّبان وشمالها الغسانية ( المومسية)، وجنوب القنيطرة قرية عين الزيوان. وهنالك بضع قرى ومزارع شرقي القنيطرة لم تقع تحت الاحتلال وهي تابعة لمركز القنيطرة.

واذا تابعنا استعراض قرى الجولان ومزارعه التي وقعت تحت الاحتلال، فجنوبي ناحية مركز القنيطرة تقع ناحية الخشنية، ومركز الناحية هي بلدة الخشنية وتبعد 15 كم جنوب القنيطرة، وبلغ عدد سكانها عام( 1967 ) 1550 نسمة وكانت مركزاً تجارياً هاماً، إذ كان يعقد فيها سوق اسبوعي للمواشي وكان فيها مدارس إبتدائية ومدرسة إعدادية، وكانت شوارعها منظمة ومستقيمة ومعظم بيوتها حديثة. وغربي الخشنية قرية المشتى ( البيرة) وشمالها قرية السلوقية وتتبعها مزرعتا المشرفة والشيخ حسن الى الجنوب منها، وقرية القُصبيَّة غربي الخشنية بـ 9 كم وفيها آثار عربية ونبطية، وغربها مطحنة مائية لطحن الحبوب على وادي زويتان ( رافد وادي حوا)، وشرقها قرية العامودية وجنوب القصيبة قرية اليعربية وفيها آثار عربية قديمة، وشرقها قرية شبّة ومزرعة دير القروح غربي تل البازوق ومزرعة باب الهوى ومزرعة فلق شمال شرق تل البازوق، وهناك أيضاً قرية دير مفضِّل ومزرعة النخيلة ومزرعة ام خشبة ومزارع صغيرة اخرى. وجنوب غربي الخشنية بـ 5 كم تقع قرية العامرية ( اسبتَّة) وتتبعها مزرعة مِشعان شرقها بـ 1 كم. وشمال الخشنية تقع قرية عين وردة وتكثر فيها أشجار الكينا، وغربي تل فزارة قرية الرمثانية على علو 800 م عن سطح البحر وفيها آثار عربية قديمة، وقرية فَزَارة على السفح الغري لتل فزارة واشتهرت هذه القرية بزراعة العنب والتين، وقرية الجويزة على الطريق العام الرفيد – القنيطرة وبلغ عدد سكانها 954 نسمة عام 1967 وكان فيها صناعة للسجاد اليدوي، وقرية الفحّام جنوب الخشنية وجنوب قرية الفحام قرية الفَرج وفيها آثار عربية نبطية وكثرت فيها زراعة الرز واشجار الكينا، وغربيهما قرية تنّورية وشرقها تقريباً قرية ام الدنانير ذات الآثار العربية النبطية العريقة، وقرية البطميّة جنوب تل الفرس وتتبعها مزرعتا المدوَّرة والسلَيلَة، وقرية العيشّة شمال تل الفرس. وهنالك عدة قرى تتبع لناحية الخشنية غير محتلة وكذلك عدة مزارع ، وقد قامت محافظة القنيطرة بتجديد بناء بعض هذه القرى مثل : الرفيد، الاصبح، بريقة، بيرعجم. . . وغيرها.

واذا تابعنا الى الجنوب الغربي فنجد ناحية البطيحة؛ وهي تضم سهل البطيحة الخصيب والحافات الجبلية المحيطة به، وهي غنية بمياهها وتشتهر بدفئها الناجم عن انخفاضها الشديد البالغ وسطياً ( -200 م) تحت سطح البحر، وفيها قناة للري قديمة أُخذت من مياه نهر الأردن عند منطقة الدكّة شمالي بحيرة طبريا، وهي تطوق السهل من الشمال الشرقي وتساير أقدام الحافة الجبلية وتُسمى قناة العفريتية وتتقاطع مع الأودية والمسيلات. واشتهرت البطيحة بزراعة الخضروات والموز والحمضيات بسبب دفئها، أما قرى ومزارع الحافة الجبلية فكان سكانها يعملون بالرعي أساساً بسبب خصوبة الاراضي وغنى المراعي ودفء المنطقة، وانتشرت صناعة الشباك في قرى البطيحة الواقعة على شاطئ بحيرة طبريا وكذلك صيد السمك. وقسم من سكان البطيحة عملوا بتربية الابقار والجاموس والاغنام، وكانت اراضي البطيحة ملكاً لأحد الاقطاعيين الدمشقيين من آل يوسف، وقد تم توزيع اراضي البطيحة على الفلاحين بموجب قانون الاصلاح الزراعي الذي صدر عام 1958 ايام الوحدة السورية – المصرية، وانتشرت فيها مطاحن الحبوب المائية على مخارج الأودية المنتهية الى سهل البطيحة. وكان مركز الناحية قرية المحجار وتبعد 35 كم جنوب غربي القنيطرة وكان عدد سكانها حوالي 2100 نسمة، كان فيها سوق تجاري يُصدر الخضار والاسماك الى مدينتي القنيطرة ودمشق، وتتبعها مزارع : الحاصل، الشمالنة، القصير، وغرب المحجار قرية الدردارة العربية ( الديابات) وقرية العامرية ( تل الأعور) وتتبعها مزرعة الطواحين الواقعة على نهر الأردن شمالي العامرية، ثم قرية قراعنة او المسَّاكية وقرية غزيِّل وقرى المسعدية على شاطىء طبريا، وعبّارة حامد، والحسينية التي تتبعها مزرعتا المُندَسَّة وابو دَركل، وقطوع الشيخ علي وهي أثرية عربية قديمة وتتبعها مزرعة عين العبد أو الدوكة على شاطئ طبريا وتتعبها مزرعة ام الذهب.

ومن مزارع وقرى الحافة الجبلية في البطيحة، خوخة وتتبعها مزرعة زيتة وثربها مزرعة عين حمود، وقرية دير عزيز وفيها آثار عربية نبطية وغربها مزعة كنف، وجنوبها الصبّاحّية التي كان يسكنها فلاحون فلسطينيون لاجئون، وغربها شقيف، وتقع قرية الكرسي على شاطىء بحيرة طبريا وهي قرية أثرية فيها آثار مجمع كبير للرهبان مع كنيسة أثرية باقية أُقيمت فوق مكان كان يجلس فيه السيد المسيح عليه السلام، وشمال الكنيسة الأثرية توجد بقايا قرية قديمة مع ميناء صغير ومكسّرٍ للمياه يعود تاريخها الى القرنين الرابع والخامس الميلاديين. والى الجنوب من الكرسي قرية النقيب، وفي فترة الوحدة السورية المصرية منذ عام 1958 وما بعدها بُنيت عدة قرى نموذجية في البطيحة وبقيت القرى التي كانت تشكل خطاً للمواجهة بين الجيش السوري والقوات الاسرائيلية وزودت بالمرافق الحديثة كالماء والكهرباء.

وفي أقصى جنوب الجولان قرى ناحية فيق وتتوسطها مدينة فيق الواقعة على ارتفاع 350م فوق سطح البحر، وهي مركز منطقة فيق وناحية قرى فيق، وهي مدينة أثرية فيها آثار مدينة عربية آراميةوتبعد عن القنيطرة 50 كم جنوباً، وتمر منها الطريق الرئيسية بين القنيطرة والحمة، وقد نوسعت فيق وكانت تضم عدة مدارس، وسوق تجارية ناشطة ومعاصر للزيتون وغيرها من المرافق. وقرية الجُوخَدَار في شمال ناحية فيق وفيها آثار عربية نبطية قديمة ( ابنية وقناة ماء…) وكانت الجوخدار محطة للقوافل التجارية والحجاج؛ وفيها زراعات مروية عديدة من أهمها الرز وكانت تُربى فيها الخيول العربية الأصيلة؛ وقد تم جر مياه الجوخدار بأنابيب لتروي معظم القرى المجاورة الواقعة الى الجنوب والغرب منها، وغربها تقع قرية البغّالة ثم المنصورة فقرى الشعبانية والاربعين وتتبعها مزرعة نجيل ومزرعة القنيطرة، وجنوبي الجوخدار قرية كريز الواوي( وهي غير كريز الواوي الواقعة غربي تل الأحمر، جنوب غربي مسعدة) وقرية بصة الجوخدار وتتبعها مزرعة مقام ضاهر جنوبيها، ثم قرية الجُرنية وتتبعها مزرة ام الطواحين، وهنالك قرية صيدا وتتبعها مزرعة لوبيد والمغرز وخان صيدا، وصيدا ومزارعها هي الوحيدة التي لم تقع تحت الاحتلال عام 1967 من ناحية مركز فيق. وهنالك قرية الرزانية وقربها قرية عيون حديد وتتبعها القرنيات والكباش والرمليات، وهنالك قرية البجورية شمال غرب خسفين بـ 3 كم، وقربها قرية رسم بلوط وغربيها قرية جُرمَايا وقرية مجدولية التي تتبعها مزرعة قصيبة ومزرعة المشاولة والبلوط. وقرية خسفين من القرى الكبيرة في ناحية مركز فيق، وفيها آثار عربية قديمة وكان يُقام فيها سوق اسبوعي لتجارة المواشي وتتبعها مزرعة الصغيرة، وجنوبها قرية ابو خيط، وقرية ناب على الطريق العام القنيطرة – فيق ( مع خسفين والعال)، وناب من القرى العربية الأثرية القديمة، وتتبعها الى الجنوب منها مزرعة بو سعيد التي سُميت تخليداً لتصدي شعبنا في مصر للعدوان الثلاثي في بو سعيد عام 1956، وقرية كفر إلما تشرف على وادي الرقاد وقد دمرتها قوات الاحتلال مع بقية قرى الجولان المحتل وجرفتها الى وادي الرقاد، وتتبع كفر إلما مزرعة ام الزيتون، وهنا تقع قرية حَيتَل وقربها قرية جيبين وهي قرية أثرية عربية قديمة، وقرية العال الأثرية القديمة شمال غربي جيبين، وشمال العال قرية جدَيَّا على الحافة الشمالية لوادي دفيَلة، وشمالي وادي السمك العميق تقع عَمرة الفريج وهي مركز مزارع وادي السمك وتتبعها مزارع الدهشَمية والمبارة ولاوية على السفح الشمالي لوادي السمك وتقابلها مزارع العديسة والحُوتية والخشاش على السفح الجنوبي لوادي السمك. وشمالي فيق توجد قرية المجَيحيَّة وتتبعها مزرعة الفاخوري وشمالها مزرعة ام القناطر (المنشية)، وشمالي فيق بـ 3 كم تقع قرية سكوفيا على تل بركاني وفيها آثار لكنيسة قديمةتعود الى القرنين الرابع والخامس الميلاديين حيث كانت مقراً لأسقفية ومن هنا جاء اسمها سكوفيا وفيها آثار عربية عديدة، وغربيها قرية شكوم وهي قرية أثرية عربية فيها بقايا سور له عدة ابواب وتتبعها مزرعة البراك، والياقوصة جنوب شرقي فيق بـ 3 كم، وموقعها بين وادي مسعود من الشمال ووادي اليرموك من الجنوب جعل القائد العربي خالد بن الوليد يختارها لموقعة اليرموك المشهورة مع الروم والتي انتصر فيها العرب عام 636م، وعُرفت هذه المعركة أيضاً باسم القرية حيث ورد اسم الياقوصة تجوير لفظي مع الزمن لـ ( الواقوصة) ، وتتبعها رجم الياقوصة، وفي الياقوصة آثار عربية قديمة، وجنوبها الدَّبوسية الأثرية العربية وتتبعها مزرعة صفورية وجنوبها قرية ساعد وبطّاح.

أما قرية كفر حارب فتقع فوق الحافة المشرفة على بحيرة طبريا غرباً وهي قرية أثرية عربية ورد ذكرها مع فيق في أشعار الجاهلية ( النابغة الذبياني)، وجنوبها مزرعة عزالدين ومزرعة عيون وقرية الناصرية التي سُميت على اسم الرئيس العربي الراحل جمال عبدالناصر إثر معركة مظفرة خاضها الجيش السوري ضد القوات الاسرائيلية عام 1960، وهي معركة التوافيق المشهورة، وقرية التوافيق الى الجنوب الغربي منها.

ومن أشهر قرى الجولان وسوريا بل الوطن العربي كله . . . قرية الحمة ذات اليانبيع المعدنية الحارة المتنوعة الحرارة وتقع تحت مستوى سطح البحر بـ ( -125 م) في قلب وادي اليرموك، وينابيعها هي: الريح (°36)، البلسم (°40)، المقلى (°47)،وهي منتجع سياحيوعلاجي مشهورة ومقصودة منذ اقدم العصور؛ ورد ذكرها في جميع المصادر القديمة وذكرها المؤرخون والجغرافيون العرب كثيراً. وكان يمر بالحمة الخط الحديدي الواصل بين درعا وحيفا، وتأسست فيها شركة عربية لاستثمارها حيث أنشأت فيها العديد من المنشآت السياحية؛ ومنها الفيلات ذات الحدائق الجميلة والتي وُصلت اليها المياه المعدنية بأنابيب كي يستحم روادها وهم في داخل فيلاتهم، وهناك أماكن كانت مخصصة لإقامة المخيمات وكان فيها فندقان جميلان، وبلغ عدد زوار الحمة عام 1966 قبل الاحتلال 50 الف زائر، واشتهرت بزراعة محصولات المناطق الحارة كالموز والخضروات المبكرة… وغيرها. وفي الحمة آثارات عديدة كالحمامات  الأثرية والمدرج الذي بني زمن الرومان وغير ذلك.

أما ناحية خان أرنبة فتقع في شمال الجولان … وهي غير محتلة، ولهذا فهي لا تدخل في نطاق اهتمامنا هنا والمُركّز على المناطق المحتلة من الجولان، ومركز هذه الناحية بلدة خان أرنبة التي اتسعت بعد أن نُقلت اليها دوائر محافظة القنيطرة بعد احتلال  وتدمير القنيطرة، ويجري تطوير هذه الناحية بالمشاريع العمرانية والزراعية المختلفة.

أما بالنسبة لناحية مسعدة فهي تقع في شمال غربي الجولان ومركزها قرية مسعدة ذات الموقع المتوسط وعقدة المواصلات الهامة في شمال الجولان، وتبعد مسعدة عن القنيطرة مسافة 15 كم شمالاً وتجتازها طريق القنيطرة – بانياس – مرجعيون – وترتفع عن مستوى سطح البحر وسطياً 970 م، ويوجد غربها وجنوبها احراج مسعدة الواسعة وفيها مدارس عديدة ومنها مدرسة ثانوية، وكان فيها قبل الاحتلال مقر ناحية مسعدة، الى الشرق منها تقع بحيرة مسعدة المشهورة والمعروفة، وفيها الان براد كبير لتخزين التفاح الانتاج الرئيسي في شمال الجولان. وأكبر قرية في ناحية مسعدة هي مجدل شمس على علو وسطي 1200 م فوق مستوى سطح البحر، وهي قديمة الإعمار إذ تعود الآثار حولها الى زمن الآراميين ( بير نصوبة) وكانت مركزاً لناحية الشعراء التي تضم شمال الجولان في فترات من حكم المماليك والعثمانيين، وكانت مركزاً للمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي وجرت فيها معارك ثلاث خلال الثورة السورية الكبرى ودمرها الفرنسيون في نيسان عام 1926، وهي أكبر قرية من القرى الباقية في الجولان الآن وهي مركزاً للمقاومة ( لقرى مسعدة – بقعاثا – عين قينيا) للإحتلال الاسرائيلي، وجرت في هذه القرية وتجري مواجهات مستمرة ضد الاحتلال الاسرائيلي حفاظاً على إنتماء مواطنيها العرب السوريين الى وطنهم الأم سوريا، وهي مع بقية القرى الاربع المذكورة بلدة متطورة زراعياً وعمرانياً وفيها برادات لحفظ التفاح وصناعات خفيفة متعددة. وقرية بقعاثا من القرى الباقية في الجولان، تقع على علو 1085 م فوق مستوى سطح البحر وسطياً، فيها برادات لحفظ التفاح وعدد من الصناعات؛ خاضت مع القرى الأربع المذكورة نضالاً وطنياً شديداً ضد الاحتلالين التركي والفرنسي وتخوض الآن مع بقية القرى نضالاً مشرفاً ضد الاحتلال الصهيوني. اما قرية عين قنية فهي أيضاً كبقية القرى الاربع المذكورة، تقع على علو / 800م/ وسطياً عن مستوى سطح البحر. هذه القرى نشاطها الرئيسي الزراعة وخاصة الاشجار المثمرة ( التفاحيات) وتتميز عين قنية بإنتاج الزيتون والحمضيات بسبب دفئها الناجم عن انخفاضها.

أما بقية قرى مسعدة فهي بدءاً من اقصى جنوبي الناحية : قرية المغير على المجرى الأعلى لوادي الفاجر وتتبعها مزرعة بَيدَروس الى الجنوب منها، وتقع قريى الحُسينية الى الغرب منها وكانت تنتشر غربها بساتين التين، وغربها وعلى الحدود تقع قرية عين التينة وتتبعها مزارع المغربية والصيادة( المشهورة بنبعها الغزير) والدرباشية وتعني باللغة التركمانية  الدير القديم وفيها آثار لدير يعود الى العرب الانباط وفيها نبع الدرباشية الغزير. اما قرية حفر في غرب المغير بـ 3 كم وكان فيها بركة صناعية لسقاية المواشي، والى الشمال قليلاً قرية قرحتا على السفح الجنوبي لتل شيبان وبالقرب منها مزرعة عين النواعير ومزرعة المنشية الواقعة بين حفر وقرحتا، وقرية عين ميمون غربي قرحتا وفيها نبع عين ميمون؛ وتتبع عين ميمون مزارع : غرابا، المراح وخيام الوليد، وشمالها قرية راوية وفيها نبع غزير ومنها ينحدر وادي الريح الموجودة على سفحه الشمالي آثار خربة كرمة، وشمالي راوية بـ 1 كم تقع قرية القنعبة ( الظاهرية)، وشمالها قرية زعرتا جنوب وادي حلاوة وتتبعها البارجيات بنبعها الغزير الذي كان يروي مناطق واسعة ويدير عدة طواحين مائية لطحن الحبوب، وهنالك مطاحن اخرى على بقية الينابيع المذكورة أعلاه؛ وكذلك على طول مجرى وادي صعار في ناحية مسعدة وكذلك على نهر بانياس.

ومن القرى الكبيرة في ناحية مسعدة قرية واسط وهي تشكل عقدة مواصلات هامة، وكان فيها صناعة للحصر وبيوت الشعر وتتبعها مزارع جويزة واسط جنوبها وعيون السمك وعين الطريق غربها وجنوبها قرية مويشة، وشمالي واسط تقع قرية السماقة القائمة حول تل أثري قديم يعود الى العرب القدماء وترتفع 815 م وفيها عدة ينابيع، وقرية الفرن شرقي واسط الى الشمال قليلاً وقد توسعت الى نبع الصفصافة، وشمالي واسط بـ 4 كم توجد قرية سكيك وسط منطقة حراشية وفيها آثار عربية قديمة وشمالها توجد جوبات كثيرة هي فوهات براكانية خامدة ( الجوبة الكبيرة، الجوبة الصغيرة، جوبة رعبنا وغيرها)، وتقع قرية القلع غربي سكيك بـ 2 كم وشمال غربي واسط بت 5.4كم وسط منطقة ذات صخور كلسية بيضاء وتتبعها مزارع العقدة وخربة البيضا وصير ذياب، وشمال القلع تقع قرية جباب الميس (واسمها جاء من شجيرات الميس المنتشرة حولها ذات الرائحة الطيبة)، وجنوب تل الأحمر تقع قرية كريز الواوي وارتفاعها 950م.

وعلى الحافة الغربية للجولان وجنوبي عين قنية تقع قرية زعورة وفي وسطها بركة ماء وكهف أثري قديم ومغارة، اسمها عربي سرياني يعني الصغير، وغربها الى الشمال قليلاً تقع قرية عين فيت على علو540 م وتعني ( العين البهيو أو الجميلة) وهي تسمية عربي سريانية واشتهرت مع زعورة بزراعة الخضروات والصبار والزيتون والحمضيات فيما بعد.

ومن أقدم وأشهر المراكز البشرية في الجولان وسوريا بانياس الواقعة على سفح جبل الشيخ عند نهايته الجنوبية الغربية، وترتفع 350م فوق مستوى سطح البحر وتقوم عند نبع نهر بانياس – رافد نهر الاردن- واشتهرت بانياس بزراعاتها المروية ( الخضروات ، الزيتون، الحمضيات، الفول السوداني) وكان فيسها مطاحن مائية للحبوب على نهر بانياس ومعاصر للزيتون، ولم ينقطع إعمار بانياس عبر العصور؛ وفيها آثار عديدة منها المحاريب اليونانية المقامة للإله ” بان ” إله الطبيعة والرعاة عند اليونان والذي أُشتق اسم بانياس منه، وزارها السيد المسيح عليه السلام وكان اسمها في زمانه ” قيصرية فيليس″، وكانت في أوج إزدهارها في القرن الأول الميلادي، وذكرتها المصادر القديمة كثيراً ( أجنبية وعربية)، وشمال غربي بانياس توجد قرية مغر شبعة وقرية النخيلة وتتبعها مزرعة العباسية الى الشمال منها قليلاً، وتقع قرية الغجر على نهر الحصباني غرباً وعلوها 320 م وتتبعها مزرعتا شوقا ( الفوقة، والتحتا) وقد بقي سكانها فيها مع القرى الأربع الاخرى( مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، عين قنية) ، أما بقية القرى التي ذكرناها قد دُمِّرت من قِبل الاحتلال الاسرائيلي، وهنالك عدة مزارع في منطقة العرقوب شمال بانياس تغطي سفوح جبل الشيخ منها: قرية زبدين ومزارع برختا، نفيلة، رَمتا، رَبعا، خلّة الغزالة، مَرح . . . وغيرها، وهي مزارع لرعاة الماعز وتربية بعض الابقار.

ومن القرى الكبيرة التي كانت في شمال الجولان قرية جباثا الزيت التي تقع غربي مجدل شمس وترتفع 1000 م عن مستوى سطح البحر، وهي قرية قديمة الإعمار، والى الشمال منها توجد مكامن للرصاص في موقع المكحلة وكانت من أوائل القرى التي تم إنشاء مدارس فيها في الجولان إذ يعود إنشاء مدرستها الى عام 1919 تقريباً وتخرجت منها أجيال من المتعلمين من قرى شمال الجولان

الحياة الاقتصادية في الجولان:

تأثر النشاط البشري في الجولان بطبيعته الجغرافية من مناخ وتربة وموقع وتضاريس. . الخ، فوفرة المياه ( سواء من الامطار او من الينابيع) وملاءمة المناخ وتنوعه ( مناخات باردة في الشمالوحارة في الجنوب) وتربة خصبة موقع جيد وسط بلاد الشام، هذه العوامل جميعها ساعدت على تعدد النشاط البشري وغناه، وأول وأهم هذا النشاط هو الزراعة التي ساعدت عليها العوامل السابقة بالاضافة الى نشاط الانسان وجهده. والزراعة كانت النشاط الرئيسي للسكان في الجولان، وقد بلغت نسبة العاملين فيها أكثر من 63% من مجمل القوى العاملة عام 1966، أما الأراضي القابلة للزراعة فكانت 60% من مجموع المساحة العامة لمحافظة القنيطرة( الجولان) والبالغة 1860 كم2. وكانت المراعي والأحراج تغطي 26% من المساحة العامة، بينما تشكل الاراضي غير القابلة للزراعة 14% وتضم الأراضي الصخرية والابنية والمرافق العامة وبحيرة مسعدة. ومن أصل الأراضي القابلة للزراعة بلغت المساحة المروية 11% عام 1956، ومعظم هذه الاراضي تتركز في شمال الجولان وفي سهل البطيحة وبعض المساحات حول الينابيع.

المحاصيل الزراعية في الجولان كانت: الحبوب، البقول، الخضار، الاشجار المثمرة، المحاصيل الصناعية.

اما بالنسبة للحبوب فهي نوعان شتوي وصيفي، وشكلت الزراعة الرئيسية في الجولان وانتشرت في جميع مناطقه، ومعظم زراعتها بعلية. والقمح كان من أهم الحبوب الغذائية وبلغ إنتاجه الوسطي في الجولان قبل الاحتلال 18 الف طن سنوياً، ثم تلته زراعة الشعير ثم الحبوب العلفية كالبقول والجلبانة والكرسّنة. أما الحبوب اصيفية فاعتمدت أساساً على أمطار الربيع، وأهم أنواعها الذرة بنوعيهما الصفراء والبيضاء، وانتشرت زراعة الذرة الصفراء في مرج اليعفوري في شمال الجولان حيث زرعت مروية وكذلك الملفوف ولكنهما استبدل بزراعة التفاحيات. وانتشرت الذرة البيضاء في جنوب الجولان، وزُرع الرز حول الينابيع في المناطق المعتدلة والدافئة من الجولان ( وسط وجنوب الجولان) كما في قرى الجوخدار، العليقة، السنابر، الفحام. وانتشرت زراعة البقوليات في معظم أنحاء الجولان مثل: الحمص، العدس، الفول، الفاصولياء، اللوبياء… وزراعة الخضروات كانت منتشرة وتركزت في المناطق المروية وأهمها سهل البطيحة حيث ساعد دفء المناخ ووفرة المياه على إنتاج موسمين أو ثلاثة في السنة، وأهم الخضروات: البندورة التي شغلت أوسع المساحات المزروعة، ثم الباذنجان، الملفوف، البصل، البطاطا، الكوسا، الخيار…الخ.

أما المحصولات الصناعية – والتي تشكل مادة أولية للصناعة – فكان أهمها السمسم الذي انتشرت زراعته في وسط الجولان وخاصة في قرية نعران وعين السمسم، وزراعة التبغ في اسنابر والفول السوداني( ويسمى أيضاً الفستق ولكنه غير الفستق الحلبي)وقد زُرع مروياً حول بانياس والغجر ولاعباسية في شمال الجولان وفي السنابر في وسط الجولان حيث الماء الوفير والدفء.

أما الاشجار المثمرة فقد تركزت زراعتها في الجولان على سفوح جبل الشيخ ( الحرمون) والمناطق الممتدة أمامه في شمال الجلوان حيث المياه وفيرة والمناخ ملائم؛ وأهم أنواع الاشجار المثمرة هو التفاح حيث اشتهرت بإنتاجه قرية مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، وأهم منطقة زراعية مرج اليعفوري ثم سهل بقعاثا وسفوح التلال المجاورة. والزراعة هنا حديثة ومتطورة وتشكل العماد الاقتصادي الرئيسي لأهلنا الصامدين في الجولان المتشبثين بأرضهم وعروبتهم وانتمائهم الى الوطن الام سوريا رغم كل مضايقات الاحتلال ومحاولاته ابتزاز مواطنينا ومنعهم من تطوير أوضاعهم الاقتصادية.

– والى جانب التفاح يُزرع الكرز والخوخ والأجاص والسفرجل… الخ، وكذلك الكرمة فقد زُرعت في معظم أنحاء الجولان وخاصة سفوح التلال البركانية في شمال الجولان، ومن أشهر القرى بإنتاجه حضر وبقعاثا(الآن تفاحيات)، وعين الحمرا والغسانية ومسحرة ( غير محتلة) وترافق هذا مع زراعة التين واشتهرت بإنتاجه حضر(غير محتلة). وانتشرت زراعة الزيتون في المناطق الدافئة والمعتدلة مثل: بانياس، عين قينية، جباثا الزيت، فيق، سكوفيا، البطيحة، والى جانب الزيتون انتشرت زراعة الحمضيات في بانياس، عين قنية، السنابر، البطيحة. وتركزت رزاعة الموز في المناطق الدافئة جداً.

أما بالنسبة لتربية الحيوانات في الجولان فقد ساهمت في نصيب وافر من الدخل الزراعي، والجولان منطقة تربية حيوانات مشهورة ومقصودة، وكانت قطعان الماشية تنزل في الشتاء الى الاماكن المنخفضة وتصعد صيفاً الى المناطق العالية حسب المناخ ووفرة الكلأ، وأهم الأنواع البقر. . وللبقر الجولاني شهرة واسعة بقوته وتحمله ودسامت حليبه، وانتشرت تربية الجواميس في البطيحة لأنها تتطلب دفئاً ومياهاً وفيرة، أما تربية الأغنام فانتشرت في معظم أرجاء الجولان، وتربية الماعز( وخاصة على سفوح جبل الشيخ)، وتربية الخيول( خاصة في الجوخدار)، بالإضاقة الى حيوانات الحمل والجر العديدة، وكذلك تربية الدواجن. اما الاسماك فاشتهرت بها منطقة البطيحة إذ كانت تُصطاد بشكل جيد من بحيرة طبريا ومن بحيرة مسعدة بشكل محدود.

ارتبطت الصناعة في الجولان بالحياة الزراعية أساساً، فنشأت الصناعات التي تخدم الزراعة وتؤمن الحاجات الاساسية للسكان، وكانت مدينة القنيطرة مركزاً رئيسياً لها، فكانت فيها صناعة الأدوية الزراعية والعربات الخشبية والنجارة الخشبية والحديدية وطحن الحبوب وصناعة مشتقات الحليب والمخابز ومواد البناء وعدة مكائن لتقشير الرز وغيرها من الحرف والصناعات اليدوية. وانتشرت معاصر الزيتون في أماكن زراعته كما في بانياس، عين قنية، جباثا الزيت، فيق، سكوفيا. وكذلك معاصر الدبس في أماكن زراعة الكرمة وخاصة في شمال الجولان، وأيضاً المطاحن المائية للحبوب على نهري صعار وبانياس وعند مخارج الأودية نحو نهر الأردن وعلى نهري الاردن واليرموك، ولكنها تقلصت لصالح المطاحن الألية.

وانتشرت في الجولان صناعات يدوية عديدة كالسجاد اليدوي والبسط في عين عيشة وغيرها، وصناعة الحصر في عين الحوروعين الحمرا، وعلى شواطئ طبريا في البطيحة انتشرت صناعة القوارب وشباك الصيد بالاضافة الى الصناعات المنزلية( مشتقات الالبان، الخياطة، الحياكة …الخ)، وتنتشر في قرانا الصامدة في الجولان المحتل عدة صناعات خفيفة محلية من أكبرها برادات التفاح في مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا وكانت في مجدل شمس صناعة الخناجر المجدلانية الشهيرة وكذلك المدافئ.

واستُثمرت في الجولان ثروة طبيعية وهي الرمل الاصفر( منطقة البلان في جنوب مجدل شمس) والرماد البركاني حول بحيرة مسعدة وغربي القنيطرة ومقالع الحجارة في اماكن مختلفة من الجولان.

اما التجارة في الجولان فكانت انعكاساً للزراعة والصناعة الخفيفة، فكانت أسواق الماشية في القنيطرة والخشنية وخسفين وغيرها اسبوعياً، وكذلك التبادل التجاري مع دمشق العاصمة والمحافظات المجاورة.

اما المواصلات فكانت عقدتها في القنيطرة حيث تفرعت منها طرق الى دمشق ودرعا والسويداء والى لبنان وفلسطين والاردن، ومرّ خط حديدي في وادي اليرموك كان يصل بين درعا وحيفا.

وفي الجولان امكانيات سياحية كبيرة بسبب تنوع التضاريس وبالتالي تنوع المناخات، فثلوج جبل الشيخ مكان ممتاز للتزلج والمناطق الدافئة في البطيحة والحمة ووادي اليرموك اماكن مقصودة للإشتاء وينابيع الحمة مشهورة للإستشفاء والسياحة بالاضافة الى المناطق الطبيعية الرائعة في جميع أنحاء الجولان وجباله ووديانه وهضابه الرائعة الجمال.

الخاتمة:

إن ما ذكرناه في هذه اللمحة العامة هو المعلومات الاساسية عن الجولان حيث يمكن التفصيل في كل منها. ونضيف ما يلي:

أ- إن حجم التدمير الاسرائيلي لقرى ومزارع الجولان لم يأخذ مداه من العلم به والوقوف على تفاصيله. قسم كبير من هذا يعود الى التعتيم الاعلامي الاسرائيلي المفروض على هذه المجزرة التي حصلت بحق القرى والمزارع العربية السورية في الجولان والبالغة 244 قرية ومزرعة دُمّرت وأُزيلت تماماً عن وجه الأرض.

ب- استطاع العالم أن يرى بمدينة القنيطرة المُدمرة نموذجاً فقط على فعل التدمير للحضارة الانسانية وللمعالم البشرية، وإن كان التركيز الإعلامي على القنيطرة لا يغني عن معرفة العالم بالمجزرة التي حلت ببقية قرى ومزارع الجولان المحتل.

جـ- ان نسبة التهديم والإبادة بلغت في الجولان 98% من مزارعه وقراه ولم ينج من تلك المجزرة سوى خمس قرى في شمال الجولان شلت 2% فقط من مجموع المراكز البشرية العربية السورية التي وقعت تحت الاحتلال الاسرائيلي عام 1967.

د- ان استعراض تاريخ الإعمار البشري في الجولان ومراحل التاريخ التي مر بها الجولان ضمن التاريخ العام لبلادنا يؤكد زيف الدعايات الاسرائيلية حول أية ادعاءات تاريخية في الجولان، ويؤكد عروبة الجولان عبر العصور، بالإضافة الى ما أقرته المواثيق والقرارات الدولية، وهذا يؤكد مصداقية الموقف السوري المطالب بالانسحاب الاسرائيلي الشامل والكامل من الجولان في أية تسوية سياسية تهدف الى السلام.

ملاحظات متنوعة حول البحث المرفق:

-1 مع انتشار مخطط التفتيت الاسرائيلي اعلامياً في الفترة الأخيرة الذي رافق محادثات ( المتعددة) المرافقة للمفاوضات حول عملية السلام في المنطقة، نشرت بعض وسائل الاعلام مقالات عن ان الجولان كان أغلبيته من الشراكسة!!! ونثت هنا أن جميع السكان في الجولان كانوا وما زالوا مواطنين في الجمهورية العربية السورية ومتساوون في الحقوق والواجبات، ولم تنجح جميع محاولات الدس والتفرقة.

– وللعلم نؤكد ان نسبة الشركس ( بمن فيهم الداغستان والشاشان) في الجولان  بلغت عام 1967 (10.57% ) أي 16172 من أصل 153 الف نسمة هم سكان الجولان آنذاك.

– ونسبة التركمان بلغت( 4.2% ) أي 6426 نسمة من أصل 153 الف نسمة، وهكذا تكون نسبة الاثنين ( 14.77%) من المجموع العام وتبقى نسبة السكان العرب ( 85.23%) من السكان.

– قد عاش الشركس في قرى المنصورة ، الصرمان ( العدنانية)،  المدارية(القحطانية)، عين زيوان، مومسية(غسانية)، جويزة، بيرعجم، الخشنية، الفحام، بريقة، فزارة، رويحنة، الفرج، والقنيطرة، وقسم من هذه القرى كان مختلط مع العرب والتركمان.

– وعاش التركمان في قرى عين عيشة، جويزة، مومسية(غسانية)، حفر، كفر النفاخ، السنديانة، الرزانية، الغادرية، الحسينية، العليقة، المغير، ضابية، نعران، دير راهب، الأحمدية، وأيضاً هذه القرى قسم منها كان مختلط مع العرب والشركس.

– ولم يكن السكان يشعرون بهذه الفروقات اطلاقاً وكان الجميع مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وفي الهوية الشخصية لا تذكر هذه المعلومات، وتذكر الجنسية فقط وهي عربي سوري.

-2 هنالك تعديلات طفيفة على حدود النواحي في المصور الكبير ( محافظة القنيطر) او عدم ذكر أسماء المزارع وبعض المزارع كانت بضعة بيوت فقط.

-3 يمكن استنتاج معلومات عديدة من المصورات والصور المرفقة لم ترد في متن البحث المرفق، ويمكن الاستفادة في هذا المجال من الجداول الاحصائية المرفقة عن الحياة البشرية والاقتصادية في الجولان قبل الاحتلال.

-4 لقد كَتبتُ هذا البحث المرفق او المذكرة عن الجولان، وهو عبارة عن لمحة عامة حسب تقديري لما يمكن ان يفيد في موضوع المعرض والندوة المرافقة له والمزمع اقامتها في لندن بين 15 – 25 / 6 / 1994.

الجداول نقلاً عن كتاب ” اقليم الجولان” د. صفوح خير، دمشق / 1976 وزارة الثقافة.

تطور انتاج القمح في الجولان ومساحته المزروعة ومحصول الهيكتار

 

السنة منطقة القنيطرة منطقة فيق
المساحة

(هكتار)

الانتاج

(طن)

المحصول

(كغ/هك)

المساحة

(هكتار)

الانتاج

(طن)

المحصول

(كغ/هك)

1957 7500 3991 532 8052 9156 1137
1958 7000 2050 293 9050 5468 604
1959 6600 2620 398 8800 9500 1080
1960 18700 11500 615 14000 8400 600
1961 16388 20412 1245 9959 6282 631
1962 16250 8600 529 11607 8349 723
1963 16000 14400 900 11320 13300 1175
1964 16200 12600 778 11880 14763 1243
1965 9354 9354 1000 6244 6244 1000
1966 10703 11009 1028 2779 2985 1074


تطور إنتاج الشعير في الجولان ومساحته المزروعة ومحصول الهيكتار

 

السنة منطقة القنيطرة منطقة فيق
المساحة

(هكتار)

الانتاج

(طن)

المحصول

(كغ/هك)

المساحة

(هكتار)

الانتاج

(طن)

المحصول

(كغ/هك)

1957 3700 2748 743 11436 1731 1205
1958 3500 1036 296 1366 888 650
1959 3780 1575 417 850 720 847
1960 5700 4100 719 1700 1000 588
1961 5543 8968 1618 2037 817 401
1962 5520 5532 1002 1723 1017 590
1963 5400 6480 1200 1865 2030 1088
1964 5500 5620 1022 2235 7195 3219
1965 3342 2380 712 1230 875 712
1966 10703 11009 1028 2779 2985 1074


تطور انتاج الذرة الصفراء والبيضاء والارز في الجولان ( بالطن)

 

السنة الذرة الصفراء الذرة البيضاء الارز
القنيطرة فيق القنيطرة فيق القنيطرة فيق
1962 1600 165 4800 85000 4968 1500
1963 3000 200 4800 4600 200 6000
1964 1366 28 2000 4092 __ 40
1965 1750 105 2850 4500 __ __


المنتوجات الحيوانية في الجولان عام 1966 ( بالطن)

الانتاج الحيواني منطقة القنيطرة منطقة فيق المجموع
الانتاج % الانتاج % الانتاج %
الحليب 3445 91.8 309 8.2 3754 100
السمن 259 80.2 63.9 19.8 322.9 100
الجبن 303 89.7 34.7 10.3 33.7 100
الزبدة 57 74.3 19.7 25.7 76.7 100
الصوف 54 80.6 13 19.4 67 100
شعر الماعز 2.5 71.4 1 28.6 3.5 100
البيض(بالالوف) 100000 96.2 400 3.8 10400 100
العسل 3500 87.5 500 12.5 4000 100


مساحة الاراضي المزروعة بالاشجار المثمرة في الجولان ( عام 1966)

 

نوع المحصول المساحة بالهيكتار النسبة %
العنب 2137 49.6
التفاح 796.8 18.5
الزيتون 633.7 14.7
التين 281 6.5
البرتقال 140.5 3.3
بقية الاشجار المثمرة 321.7 7.4
المجموع 4310.7 100


توزيع كثافة السكان في نواحي الجولان ( في الكيلو متر المربع) حسب تعداد 1960

 

المنطقة الناحية عدد السكان المساحة كم2 الكثافة شخص/كم2
القنيطرة  1. مركز القنيطرة 34260 384.21 89
  2.  خان أرنبة 10060 359 28
  3.   الخشنية 14434 398.31 36
  4.   مسعدة 21335 309.44 69
الزاوية   1.   مركز فيق 18723 322.08 58
    2.  البطيحة 9234 87.92 105
المحافظة   108046 1860.96 581

 

عن astarr net

شاهد أيضاً

20201119_123535

في الجولان المحتل: السكان قلقون… و”رائحة الحرب في كل مكان”

في الجولان المحتل: السكان قلقون… و”رائحة الحرب في كل مكان“ صبي من السكان الدروز في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: النسخ ممنوع !!