في ضرورة الاغلاق لمواجهة الوباء والحماية منه
عشتار نيوز للاعلام/ أيمن أبو جبل
يمكنك التفكير والاقتناع بان جائحة الكورونا عمل سياسي ومؤامرة كونية، للتقليل من عدد السكان في العالم، والتخلص من أعباء الأشخاص الغير منتجين ، ويمكنك الجزم بان الوفيات التي تحصل في العالم ومحيطنا، ما هي الا لأشخاص يعانون من امراض مزمنة، وان عدد الوفيات من تلك الامراض اكثر بكثير من الوفيات التي تُسجل للكورونا …
يقول أصحاب نظريات المؤامرة”، المتعلقة بتفشي، جائحة كورونا انها “خدعة كبرى، لقتل مئات الآلاف من الناس، مقابل أرباح محتملة بمليارات الدولارات من أرباح بيع اللقاحات مستقبلا”.
ويقول الكثير من المختصين والمتابعين من أبناء الجولان وخاصة” رواد الخديعة” ان حكومة إسرائيل جزء من المؤامرة والخدعة الكبرى، والقيود والاغلاق ما هي الا مساهمة إسرائيلية في الاستفادة الاقتصادية، التي ستجنيها خلال الخطاب الإعلامي الكاذب والتهويل والتخويف من عدد الإصابات المتزايد، وارتفاع عدد الوفيات، الذي يتصاعد، ودفع الجولان لغاية الان الثمن غاليا، بوفاة اول مواطنين، واصابة العشرات بالفايروس بينهم أطفال ومعلمي وطلاب مدارس، وشباب وكبار في السن ، ودخول مئات الأشخاص في الحجر الصحي.
تزايد حالات الكورونا وارتفاع عدد الإصابات الفعلية في الجولان، تسبب حتى الان في تكاليف بشرية ونفسية واجتماعية واقتصادية، طالت الكثير من الاسر والعوائل والمصالح الجولانية، في ذات الوقت نواصل جميعا، وبمستويات مختلفة ، التعامل معها بشكل اعتيادي ،دون أي مبالاة، بوسائل الوقاية والحماية الذاتية والاجتماعية، خلال الواجبات الاجتماعية ، والمشاركة في الاعراس والاتراح، والاحتفالات الشخصية والاجتماعية، وكأن شيئا لا يحدث حولنا، وداخل مجتمعنا …
ضمن الحقائق التي لا يختلف اثنان عليها ..
نحن في الجولان… مؤسسات اجتماعية ومهنية،مجالس وسلطات محلية، وخلوات دينية، وطواقم ومراكز وعيادات طبية كبيرة، وبإمكانياتنا المادية والتقينة واللوجستية ، اثناء وقت الازمات.… لسنا ضمن سلم الأولوية لأي حكومة او مؤسسة او سلطة إسرائيلية او سورية او دولية، ليس اثناء الهزات والكوارث الأرضية ليس اثناء الحروب والدمار، وليس اثناء تقشي الأوبئة والامراض، وبالتأكيد ليس بوقت تفشي وباء الكورونا في إسرائيل والعالم.. ليس لأننا مستهدفين وضحايا مساكين، وانما لكوننا نعيش في منطقة نائية بعيدة عن المركز، لوصول المساعدات المطلوبة والإغاثات الطبية يتطلب ويستغرق وقت طويل، قد يكون بالنسبة الينا متأخراً ومكلفا جداً في الخسائر البشرية والمادية، ونصبح مادة مؤلمة مؤقتة في الاخبار، ومواد حزينة في الأرشيف والذكريات..
نحن فقط المسؤولين عن اولوياتنا. نحن فقط المسؤولين عن ارواحنا وارواح أعزاؤنا….. نحن فقط المطالبين بحماية أنفسنا وحماية مجتمعنا… ليست إسرائيل من ستحمينا ليس فقط لانها لا تستطيع ، وانما لاننا خارج اهتمامها حينها، وليست الجبهة الداخلية والشرطة والحكومة ووزارة التربية والتعليم والداخلية من سيحمينا من الإصابة بالمرض، ولا سمح من تجنب الوفاة لاحد الأعزاء في حال الإصابة به… ان لم نقم أولا بتوفير الوقاية والحماية لأنفسنا، كل من تلقاء نفسه، كواجب وحق اجتماعي واخلاقي …
في الموجة الأولى من الفايروس اثبت المجتمع الجولاني قدرته على القيام بمسؤولياته تجاه نفسه. حراس الجولان وحارساته من المتطوعين والمتطوعات، من ناشطي العمل الاجتماعي والشعبي، وطواقم من المجالس المحلية ، الذين قاموا منذ تفشي الموجه الأولى من الوباء في منتصف اذار الماضي ، باغلاق مداخل قرانا ،وتوفير الحماية من عدو لا يُرى، ولا يحدث أي ضجيج، وانما يتسلل الينا بشكل خفي.. كانوا الحل الأمثل في الخطوات العملية لحماية مجتمعنا.. الامر المطلوب المبادرة الى اعتماده سريعا جداً اليوم بالتنسيق مع كامل الجهات الطبية والمؤسسات الرسمية، واللجان الشعبية والاطر الاجتماعية في كافة قرى الجولان، وداخل كل قرية على حدة. فلنحمي ونساعد أنفسنا، بالحد الادنى بوعي ومسؤولية، يتطلبها الواقع الاجتماعي، رأفةً بانفسنا درءاً لفصول لا نحمد عقباها.. ولا خيار امامنا الا ان نقرّ بالحقائق ومنطق الارقام والاحصائيات، هو اكثر الحقائق المعبّره عن الواقع ..